أرجو من سيادتكم الاهتمام بمشكلتي لآن رد سيادتكم سيعينني -من بعد الله- على تحديد مسار حياتي، المشكلة من الممكن أن تحدث لكثير، ولكن لم أتخيل أن تحدث معي، فأنا مكتوب كتابي منذ أشهر بعد فترة خطوبة لا تزيد عن شهرين ودون سابق معرفة بالعريس الذي هو زوجي على الورق الآن، أي أنه كان زواج صالونات كما يقولون.
المشكلة التي أعاني منها أنه بعد كتب الكتاب بشهر اتصلت بي حماتي، وقالت لي إن ابنها تعبان من الأحوال المادية؛ لأني أطلب أشياء كثيرة منه، مع العلم أني والله لم أطلب منه شيئا مراعاة لظروفه المادية، ومع العلم بأن حالته المادية تعتبر أكثر من جيدة جدا بالنسبة للكثير من الشباب في سنه، المهم طلبت مني أن تقابل والدي لتضع النقط على الحروف؛ لأن ابنها تعب وعليه ضغط كبير.
استغربت جدا منها؛ لأنها كانت تتحدث بأسلوب غير لائق على الإطلاق، وقابلت زوجي بعد المحادثة الهاتفية ووجدته مقتنعا تماما بما قالته أمه، وطلب مني تحديد ميعاد لمقابلة والدي، وأنا لا أدري ماذا فعلت حتى يطلبوا مني هذا الطلب.. حكيت لأهلي ما حدث وقال لي والدي إنه إذا أراد أن يحدثه فليحدثه مباشرة دون أن أكون أنا وسيط بينهم، ومر حوالي 3 أيام على ما حدث دون أن أسمع من زوجي شيء، ولكني قلت أنني سأبدأ بالحديث لأني أراعي ربنا في كل شيء، وبالفعل اتصلت به وطلب مني مقابلته في شقة الزوجية لأن فيها عمالا وهو معهم "ومش هينفع أنه يسيبهم ويمشي" وقال لي: إن والدته معه، فقلت له إني لا أريد أن أتحدث إليه في وجودها واتفقنا على أن نتقابل اليوم التالي.
ولكنه عاد واتصل بي بعد عشر دقائق، وقال إن والدته غادرت "وإنه مستنيني.. وأنا في طريقي إليه وجدت حماتي أمامي، لم أنتبه لها في البداية لأني لم أتخيل أني سأقابلها، المهم سلمت عليها، فوجدتها تعاملني بأسلوب فظ وتتهمني أني "عملت نفسي مش شايفاها" وأني "مكنتش عايزة أسلم عليها"، ثم تركتني ورحلت. وعندما وصلت لزوجي حكيت له على هذا الموقف، وتعاتبنا على ما حدث منه في ذلك اليوم. والمهم أننا تصالحنا وطلب مني أن أذهب لوالدته لإرضائها، وكان هذا الطلب ثقيلا على قلبي، ولكنني فعلته من أجله، ويا ليتني ما فعلته؛ لأنها قابلتني بتجاهل، ولم تنظر لي وهي تتحدث، وكذلك أخته التي تصغرني بسبع سنوات، ولكن وبعدها بيومين طلب مني الخروج معه ومع عائلته ولكنني كنت مترددة خوفا من رد فعل والدته، ولكنه قال لي إنها نسيت الموقف، وإنها طلبت أن أخرج معاهم، وبالفعل قابلتهم وسلمت على حماتي فكانت عادية جدا، وكأن شيئا لم يكن وكنت أنا سعيدة بذلك. ثم مرت فترة حاولت فيها التقرب إلى حماتي وابنتها أكثر، وكنت أشعر أنني بالفعل نجحت في هذا.
ولكن عندما بدأنا بتأثيث الشقة كانت حماتي تقول إن الشقة شقتي وإن الرأي رأيي، ولكن كان هذا كلاما فقط ؛ لأنها كانت تتدخل في كل شيء حتى لون حجرة نومي!! وعند هذه النقطة طلبت من زوجي ألا يحضرها معنا؛ لأن أذواقنا مختلفة وأنا لا أريد المشاكل، وكان إلى حد ما مقتنعا بكلامي، واتفقنا على شراء الأثاث من دمياط -إحدى مدن مصر- وفي يوم السفر اتصل بي وقال إنه يريد تأجيل السفر لأن والدته متعبة جدا ولا يوجد أحد معها في المنزل غيره، وعندما أخبرت أهلي بذلك قالت لي والدتي إنها تريد الذهاب إليها للاطمئنان عليها، وبالفعل ذهبنا وياليتنا لم نفعل، لأني وجدت حماتي كالبركان الثائر وتصرخ وتقول أنها زهقت مني ومن الموضوع كله، وأني "لو عايزة ابنها آخذه" ومعملتش اعتبار لماما.
وكل ما فعله زوجي العزيز أنه أشار عليّ وقال: هي دي السبب في كل المشاكل اللي احنا فيها..! وفجأة شعرت أنى في كابوس، فأخذت والدتي ونزلنا وأنا أشعر أن حياتي تنهار أمامي في لحظات ولسبب لا أعرفه. المهم، في مساء ذلك اليوم اتصل بي صديق لزوجي محاولا تهدئتى ثم كلمني زوجي وطلب أن أسامحه وأنه سيترضي والدتي وأنه سيصلح المشاكل اللي حصلت، وبالفعل اعتذر لوالدتي طبعا بعد أسبوع.
وطلب منى أن أعتذر لوالدته للمرة الثالثة على شيء ليس لي به علاقة، طبعا لم أكن أرغب في الذهاب لها، ثم عرفت أن هي أيضا لم تكن تريد رؤيتي ولا اعتذاري، وطلبت من زوجي أن تقابل أخي لتتحدث معه باعتبار أنه صديق ابنها، وبالفعل ذهب إليها أخي وقالت له إنها لا تريد أي علاقة بيني وبينها وإنها ستكتفي بأن تؤدى دورها فقط من ناحية ابنها، واتفقت مع أخي أنها ستسافر إلى الإسكندرية لبضعة أيام لتريح أعصابها وعندما ترجع ستقابل والدي ووالدتي لتهدئة الأمور.
وفى فترة سفرها اقترح زوجي أن نسافر أنا وهو إلى دمياط لاختيار الأثاث حتى لا نضيع الوقت لأن زفافنا كان من المفروض أنه باقي عليه شهرين، وبالفعل سافرنا واخترنا الأثاث، ولكن طبعا كانت ليلة ليلاء عندما عرفت والدته أنه سافر معي!! ثم فوجئت بزوجي يتصل بي من الإسكندرية ويقول لي إنه سيؤجل ميعاد الزفاف إلى ما شاء الله وإذا كان عاجبني، وبعدها كلمني وقال إنها كانت تمثيلية منه أمام والدته لتهدئتها فقط لأنها معتقدة أنى مسيطرة عليه تماما وأنه لا يرفض لي طلبا، فأراد أن يثبت لها عكس ذلك، وأقنعها أنه لا يكلمني في التليفون ولا يقابلني.
كل هذا وأنا ساكتة، ثم قال لي إن الحل أنى أسافر لها إسكندرية وأراضيها، ولم أوافق كالعادة، ولكنه ثار هو علي وقال لي إنني إذا لم أطعه أكون قد أغضبت الله وإن الله سيحاسبني لأنني لا أطيع زوجي ولذلك وافقت على السفر معه، ولكم أن تتخيلوا.. إنها لم ترض أن تفتح الباب عندما عرفت أني سافرت لها.
وظلت حماتي لفترة طويلة تظن أني وزوجي لا نتحدث.. إلا أن رأتني أخته معه في أحد الأيام وأخبرت حماتي التي غضبت جدا، وقالت لزوجي أنه إذا أراد أن يتمم الزواج فهو حر وهي لن تساعده في أي شيء ولن تتحدث معه إلا في يوم الفرح، وسألني زوجي إذا كنت أرضى بهذا الوضع، فحاولت أن أهدئ من روعه وأصبره وأقول له أنه من هذا الكلام يقال في لحظات الغضب وأنها عندما تهدأ سنحاول أن نراضيها لأننا لن نفعل شيئا بغير رضا الأهل.
طبعا أهلي غير راضين على هذا الموضوع، ووالدته أيضا غير راضية، وهو وأنا الآن في مشكلة، ولا أعارف ما العمل؟
المفروض أن زفافي كان يوم ..... من الشهر القادم لكننا طبعا ألغينا الحجز وتأجل الزفاف إلى ما شاء الله، ولا أعرف هل أكمل في الزواج، علما بأن شقة الزوجية باسمها هي، أنا فعلا محتارة، هل أنا أخطأت في حاجة؟؟؟؟
أرجوكم ساعدوني لأنى على حافة الانهيار،
أنا لا أنام ولا آكل.
06/03/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الله في عونك وأنار بصيرتك لما فيه خير دينك ودنياك. يقول أحد الأمثلة الشعبية- والتي هي اختزال للمعرفة العامة- "الليلة السعيدة بتبان من العصر" لا أعرف إن كان معروف في ثقافتك، ولكن مغزاه واضح. لا يستطيع أحد أن يأخذ عنك قرار في حياتك سواك لأنك وحدك من ستتحمل مسؤوليته مهما كانت، ولا يعلم الغيب إلا الله، ولكن الله حبانا بالعقل لندبر به أمورنا
فماذا يقول لك عقلك؟؟
حددي أولا هدفك من الزواج، هدفك الشخصي الخاص بعيدا عن سنة الله في خلقه وما شابه، ما الذي سيحققه لك هذا الزواج؟؟
في الوقت القريب والبعيد. هل شخصية الرجل تعجبك؟ هل يعجبك خضوعه لأمه؟ إن كان هو مضطرا لتحملها من باب البر، فكم بوسعك أنت تحملها؟ وما الدافع؟ لا تخضعي للضغط الديني الذي يمارسه عليك بأنك يجب أن تطيعيه وإلا عصيت الله فهذه الطاعة له محصورة فيما يخص العلاقة بينكما لا بينك وأهله، صححي مفاهيمك الدينية قبل الدنيوية.
قد ينصحك البعض بأن تكملي الزواج وتطيلي بالك عليها حتى يصبح أمرا واقعا وعندها ستتغير وهذا غير صحيح، ليس قراءة للغيب ولكن بالنظر إلى البدايات. هناك احتمال بأن الخاطب ينتظر منك أن تأخذي قرار الانفصال كي لا يخسر ماديا ما قدمه من مهر ومتأخر وخلافه، وذلك نظرا للثقافة المادية السائدة.
هدف الزواج العام تحقيق المودة والسكينة فهل ترين أنه قادر على توفيرهما لك في ظل شخصية والدته. حتى الآن لم أرى ولم
تذكري ما يدل على هذا الاستقرار، قد يكون الرجل طيب ومغلوب على أمره فما ذنبك أنت في مشكلاته، ما مقدرا قدرتك على التحمل، بالإضافة إلى تذكر ما سيحققه لك هذا الزواج.
ذكرت ما يوحي بأنك شخصية لطيفة لا قدرة لها على تحمل الخلاف والشقاق فمرضت وما زلت في بيت أهلك، فهل لديك قدرة على تحدي والدته باقي العمر؟ ناقشي مع نفسك هذه النقاط واتخذي قرارك النهائي ولا تتأخري فيه كي ترتاحي
وفقك الله لما فيه خير دينك ودنياك.
واقرأ أيضًا:
أنا وحماتي: حكاية كل يوم!
كيف أتعامل مع حماتي؟
أنا وحماتي: الحقيني يا ماما نعمت!