السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني عمره سنتان وشهران، وسؤالي ماذا أفعل إذا ضرب طفلا أصغر منه عمره 8 أشهر يرفع يديه في الهواء وينزلهما لعبا، لكن ابني يفهمه كهجوم عليه أو عند إمساك الطفل الآخر لأي لعبة من ألعابه أو يريد أن يلعب بها.. كنت قد اتخذت ووالده مبدأ كرسي العقاب بدلا من الضرب أو أي عقاب فيه إيذاء جسدي، وقد أرسلت إليكم مؤخرا، وجزاكم الله خيرا.
لكن المشكلة بدأت في اجتماع العائلة الأسبوعي يعني في بيت الجد؛ حيث إن ابني اقترب من ابن عمه لمسافة قصيرة فأخذ الجميع في نهره بالصوت العالي ألا يضربه ولا يؤذيه بطريقة حفزت ابني لفعل هذا الشيء المنهي عنه فقام بضربه على رأسه بيده، وهنا بدأت المشكلة على محيط الأسرة كيف لا يضرب وأن مبدأ كرسي العقاب والاعتذار يطبق على أي خطأ إلا الاعتداء على الغير؛ فيجب أن يكون هناك عقاب رادع أقوى (خصوصا أنني لا أجلسه على الكرسي من أول مرة يعني أنه إذا فعل الخطأ أجعله يعتذر ويقبل الشخص وأعلمه أنه إذا فعل ذلك مرة أخرى فسأجلسه عليه، والتزم بذلك وهو يستجيب في معظم المرات، وطبعا ذلك لا يشفي غليل الأهل؛ فلا أدري هل أنبهه في أول الزيارة وقبل قيامه بضرب أحد بأنه سيجلس على كرسي العقاب، أم أنني سألفت نظره لشيء لم يفعله وأحفزه له؛ لأنه لا بد من التهديد به قبل استعماله حتى لا يفقد معناه).
لكن المشكلة الآن تكبر مع انفعال الآخرين حوله عند قيامه بضرب أي طفل والصراخ المصاحب له، وهو ما لاحظت أنه يثيره أكثر لإكمال الضرب أو معاودته في كل زيارة لبيت العائلة، وتبدأ في كل مرة المناقشات حول لزوم ضربه؛ حيث إن جده يتخذ مبدأ من يضرب يجب أن يضرب؛ لدرجة أنني خائفة من تفاقم المشكلة بين الكبار وغضب والد زوجي على زوجي، ولقيت أن من أحسن الحلول هو تجنب الزيارات الطويلة أو المتواترة لأقلل من فترات الاحتكاك الطويل بهم.. فهل هذا هو الحل أفيدوني؟ جزاكم الله خيرا.
وقبل أن أختم، أود أن أقول إنه من الاستحالة إقناع جده بغير مبدأ الضرب الذي ربى أولاده عليه وهم في نظره أحسن الناس الآن، وأيضا الباقون يعبرون عن انفعالهم بصوت عال ويلومون ابني على فعلته الشنيعة بالنهر والتهديد بضربه.
أيضا من توابع هذه المشكلة أنه أصبح يتجه نحو الصغير بلا سبب مقنع للكبار ويقوم بضربه وأصبح يفعل ذلك مع أي طفل يصغره من الضيوف مثلا.. وبصراحة أنا قلقة لأنه تعدى الضرب إلى القرص وتفعيص الوجه بيديه ويكمل ذلك حتى أصل إليه وأمنعه بالشدة، مع أنني أحاول دائما أن أغرس فيه الرسائل الإيجابية يوميا قبل النوم أنه يحب النونو ويقبله ويردد ذلك دائما في الصباح ودون سؤاله.
وسؤالي أيضا إذا كان السبب خارجيا في خطأ ابني فكيف أصلحه؛ لأنني أعلم أيضا أنه من الخطأ في التربية أن ألقي باللوم على من حولي؟
وجزاكم الله كل خير.
11/04/2023
رد المستشار
شكراً على متابعتك.
الطفل في هذا العمر يكشف عن مشاعر قوية وقد يتحدى الآخرين وفي نفس الوقت يبدأ يكتسب مهارات جديدة عن طريق اللعب مع أقرانه في نفس المرحلة. ترى أحياناً سلوكيات سلبية لأنه لا يقوى على التواصل لغوياً للتعبير عن احتياجاته.
وجود الطفل مع الآخرين وهناك طفل رضيع يثير اهتمام الآخرين ولا يقوى هو على التواصل معه قد يكون عاملا في سلوك عدائي طفيف كما تم وصفه في الاستشارة. رد فعل البالغين يجب أن يكون أكثر حكمة وهدوءً ومن ثم نهره مع سحبه بعيداً عن المجلس وإعلامه بأن سلوكه هذا غير مقبول ولكن لا فائدة من إجباره على الاعتذار لأنه لا يفهم ذلك. أما ضربه وعقابه فلا فائدة منه بتاتاً.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
ملف تربية مجانين