لا أعرف ماذا أفعل أو كيف أتصرف، أنا تزوجت منذ سنتين وكنت سعيدا جدا مع خطيبتي في فترة الخطوبة على الرغم من أني كنت مسافرًا في بلد خليجي وهي بعيدة عني، ومع ذلك كنت أتصل بها وأسأل عليها وكنا في سعادة هائلة لم تخلُ من المشاكل البسيطة أو الخلاف، ولكن كنا نعود كما كنا.
ولكن ظننت أني سأظل هكذا أنا وهي بعد الزواج بل من المفترض أن يزيد مدى التفاهم بيننا، ولكن بعد سنتين من الزواج أجد نفسي قد تغيرت وهي أيضا تغيرت، لما أعد أسمعها كلمات جميلة كفترة الخطوبة، لم أعد رومانسيًّا على حد قولها كفترة الخطوبة تغيرت وتبدلت كنت أقول لها أحلى الكلمات، والآن أبحث عن كلمة واحدة أقولها لها ولا أجد إلا بصعوبة.
كان لا يمر يومًا دون أن أبعث لها برسالة جديدة جميلة تسعدها ولو بكلمة واحدة، أما الآن تمر الأيام دون أن أبعث لها بأي رسالة حتى لو بعثت ليست كالتي في فترة الخطوبة، لا أعرف ما السبب، أريد أن أعود كما كنت ولا أعرف ما الذي غيرني أو بدلني في تعاملي معها، هي كما هي ولكن بعد الزواج كل منا يكتشف في الآخر ما لم يعلمه في فترة الخطوبة، هناك أشياء علمتها فيها بعد المعاشرة أحزنتني وكذلك هي لنقل بعض العيوب في وفيها لم تكن ظاهرة، ومن الممكن أن يكون ذلك بسبب البعد في أثناء فترة الخطوبة أو أنها لا تعرف إلا بعد الزواج هل هذه الأشياء هي ما غيرتني؟ لا أعلم.
هي زوجة ممتازة وأنا أحمد الله أن أعطاني إياها ولن يخلو منا أي أحد من العيوب، ولكن لا أعرف ما سبب أني لا أستطيع أن أكون رومانسيا معها مثل الأول، هي تقول لي أشعر كأنك بعد أن تزوجتني أرحت بالك، بمعنى أنها أصبحت معي ولا داعي لأي مجهود زائد من قبلي للحصول عليها فقد حصلت عليها وانتهى الأمر لا أعرف هل هذا صحيح أم لا؟ ولكني أريد أن أعود كما كنت ولا أعرف كيف أو ماذا أفعل؟ أنا أعاملها معاملة طيبة وحسنة ولا أقصر في حقوقها؛ فقط كل ما تفتقده عودة الرومانسية في حياتنا وأن أهتم بها كما كنت أهتم بها في فترة الخطوبة.
هل الحياة بعد الزواج شغلتني؟ لا أعلم، على الرغم أن أيام الخطوبة أيضا كنت مشغولا وهناك مشاكل تجهيز الشقة والعفش والفرح وخلافه، وهذه المشاكل لم تقصر على معاملتي لها أو رومانسيتي معها؛ حتى إنها كانت تعجب بها وتقول الحمد لله إنه رزقني الله شخصا رومانسيا؛ فهي عاطفية جدا وتحتاج إلى هذا، والآن تقتصر مشاكلي أو مشاغلي في عملي فقط؛ فلله الحمد لا توجد مشاكل عائلية إلا البسيط منها ويتم حلها بفضل الله ولم يرزقنا الله الأولاد حتى الآن هل هذا هو السبب لا أعلم؟
إني أخشى عليها وأحبها في نفس الوقت وكل منا يعترف بهذا للآخر ولكن لا رومانسية لا دفء لا ولا ولا، وبحثت داخلي كثيرا لا أعرف السبب، ولكن لا أعرف، أحيانا تصدر منها أفعال تغضبني منها جدا وأنا أيضا أحيانا يصدر مني أفعال تغضبها جدا وبعدها بفترة نرجع ونتصالح وتعود الأمور كما هي فيما عدا اهتمامي بها أو إسماعها كلمات حلوة.
أعرف أن كل زوجة تريد من زوجها هذا وأنا نفسي أن أعطيه لها، ولكنْ هناك حاجز بيني وبين ذلك، لا أعرف سببه، أعتبر هذه فضفضة معكم عن مشكلتي، وأرجو منكم المساعدة، وجزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه لنا من هذا الموقع الرائع، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
24/03/2023
رد المستشار
صديقي
قد تكون المشكلة في توقعاتكما الغير منطقية من بعضكما البعض وخصوصا توقعاتك.. عندما اكتشفتما العيوب المستترة، لابد وأنكما اكتشفتما أيضا محاسن مستترة فما هي؟
بما أنك تقول أنها زوجة ممتازة، هناك احتمال أنك تخاف من أن تسمح لنفسك بالانغماس في الحب أو في علاقة رومانسية معها.. ربما لأنك تخاف من أن تفقد نفسك وتكون زوجا منصاعا لأوامر زوجته.. ربما لأنك تخاف أن تتعلق بها كثيرا.. ربما لأن هناك فكرة غبية سائدة أن الحب يفتر بعد الزواج.. ربما لأنك غاضب من أشياء تحملتها أثناء الخطوبة وتجهيزات الشقة والعفش وخلافه.. ربما لم تستمتع معها جنسيا كما كنت تعتقد أنك سوف تستمتع أو أن الزواج في حد ذاته سوف يجعلك تطير وتحلق في سماء السعادة (توقعات غير منطقية) .. ربما لم تحبها بادئ ذي بدء.. ربما أحببت انطباعك عنها وما قلته لنفسك عنها وعن مستقبلكما معا.
على أي حال، يمكنك أن تتذكر أفكارك عنها أثناء الخطوبة عندما كنت قادرا على الرومانسية.. ما هي هذه الأفكار؟ وما هي المشاعر والأحاسيس التي كانت تصاحب هذه الأفكار؟ فكر في أية ذكريات أو لحظات جميلة بينكما ثم انظر في وجهها وعينيها أثناء تذكرك لهذه الذكريات.. فيم كنت تفكر وأنت تبعث لها برسائل في فترة الخطوبة؟
لماذا كانت بينكما مشاكل أثناء الخطوبة وكيف وصلتما لحلول هذه المشاكل؟
عليك الآن أن تقرر ما إذا كنت سوف تستمر معها أم تطلقها.. بدون محبة واهتمام ورومانسية بالتبادل ما بين الطرفين سوف تفشل علاقتكما لا محالة.. قد تكملان العيش معا منفصلان تحت سقف واحد (طلاق صامت) لإرضاء أسرتيكما أو المجتمع أو صورتكما أمام معارفكما ولكنها حياة جوفاء تعيسة وفاشلة.. قد تريدان الأطفال على أمل أن وجود الأطفال سوف يصنع المعجزة التي سوف تنقذ هذه الزيجة (توقعات غير منطقية) ولكن حذاري أن تفعل هذا.. وجود الاطفال يزيد من الضغوط ولا ينقصها وإن لم تكونا تريدان الأطفال لأنكما في الأصل تحبان بعضكما البعض فسوف تحسان أن الأطفال نقمة بدلا من نعمة ولكنكما لن تجرؤا على البوح بهذا لأحد وربما لأنفسكما.
إن كنت تحبها أو تريد الاستمرار معها فعليك أن تبدأ فورا في ممارسة الاهتمام والرومانسية اللتان كنت تمارسهما في الخطوبة.. ممارسة هذه الأشياء سوف تلقي الضوء على الشيء الذي غير أسلوبك ولكن سوف تكون أسرع من التفكير والتحليل النظري.
أكتب على ورقة (ليس إلكترونيا) ما الذي تريده من الزواج ومن زوجتك؟ وما الذي تريد أن تعطيه أنت عن طيب خاطر؟ وماذا تعتقد عما تريد زوجتك وما الذي يمنع هذا؟ (ممنوع أن تقف عند "لا أعرف")
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
واقرأ أيضًا:
هل هذا زوجي هل هذه زوجتي؟
لا أحب زوجتي: سراب الأمنيات!
زهدت زوجتي: ابحث عن معنى الكلمة!