السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا مريضة وسواس قهري منذ سنتين كل أنواع الوساوس أجتني لكن حاولت أني أتخطى لكن منذ أزيد من سبع شهور عندي وسواس قهري صارخا ألا وهو شك في أي كلام بقوله أنه شرك وكفر أنا مغربية ونتكلم بدارجة العامية وليس باللغة العربية وعندنا بعض المصطلحات أخاف يكونوا شرك وكفر وضل أدور على مفهوم هذا المصطلح وما أتوصل إلى نتيجة وأبقى مكتئبة وخائفة أن أكون كافرة لكن بعض الكلمات يكونوا كفريين وأتجنبهم والبعض لا أعرف معناهم أضل مكتئبة وخائفة طيلة هذه المدة إلى يومنا هذا يعني أحاول أنصح أمي أن لا تفعل هذا لأنه يكون حرام وهذا فعلا يكون حرام لكنها خاصمتني لمدة ثلاث أيام قالت لي كفي عن قول حرام حلال لكل شيء وفي الآونة الأخيرة قالت بعض الكلمات وأنا شكيت أنه كفر وبحت لكن لم أتوصل إلى نتيجة وتجاهلت لكن جذبني كلام شيخ يقول النصيحة واجب على كل مسلم إذا رأى أخيه يقع في الخطأ وأنا رأيت أمي
أنا فقط أريد أن أرتاح لأنني أتعذب بأن أبحث على كل شيء أنا تعبت بالبحث يعني إذا بحث أشك أكتر وأكتر أخاف أن أشرك بالله وأكفر به وأقول شركيات هل واجب علي النصيحة رغم أني مريضة يعني في بعض الأحيان ما أعرف الصح من الخطأ وأقعد أدور ...تعبت؟؟
1/4/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "سلمى"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك، ونأسف على التأخير الكثير غير المقصود
النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تجب إلا على القادر، العالم بالأحكام، وأنت غير قادرة على الإنكار باعتبارك مريضة وسواس، فأنت لا تميزين الصحيح من السقيم، ولعلك تنكرين المباحات، وهذا فيه حرج كبير على الناس، ولن يصدقوك، ولن يطبقوا ما تقولين.
كذلك أنت تبحثين على الانترنت، والإنترنت فيه ما يصح وما لا يصح، والعلم لا يؤخذ منه، ومن يتعلم منه دون أن يكون خبيرًا بمعرفة الصفحات الجيدة من غيرها، لا يسمى عالما بحال من الأحوال، فهناك صفحات متشددة ترمي بالكفر كل من هب ودب، وهناك متساهلة تبيح فتاواها ما حرمه الله، وهكذا.
ثم إن الموسوس لا يؤخذ كلامه بإطلاق، يعني عند قولك: هي تتلفظ بأشياء محرمة، لا نستطيع أن نهز رأسنا بالموافقة فورًا، بل نسألك ماذا قالت؟
أحيانًا كثيرة لا تكون الكلمات محرمة، لماذا؟ لأن الكلمات تنقسم إلى قسمين، نوع صريح في معناه، ونوع آخر يعطينا المعنى عن طريق الكناية، فإذا كانت الكلمة صريحة في معناها، يمكننا أن نحكم بحرمتها أو حلها فورًا. وإذا كانت تعطينا المعنى بالكناية، حيث تحتمل أكثر من معنى، ونحتاج إلى شيء آخر لنفهمها (إما نية، وإما العرف في استعمالها، وإما حال الشخص عند نطقها..) هذه الكلمة لا نحكم عليها بحل ولا حرمة حتى ننظر إلى ما قارنها من أشياء أخرى.
وكمثال: من قال لزوجته: أنت طالق. نقول له فورًا إن زوجتك طالق، لأنها كلمة صريحة في الطلاق. أما من قال لها: اذهبي إلى بيت أهلك، فنسأله عن نيته، عن الحالة التي كان فيها عندما قال ذلك، هل كانا يتشاجران؟ أم كانت تستأذنه بالذهاب؟ فإذا قال نيتي الطلاق، قلنا له: إن زوجتك طالق، وإن قال إنه لم يرد الطلاق، نقول إنها لم تطلق منه.
وهناك أشخاص، يأخذون الكلمات المحتملة فيفسرونها فورًا على أنها كفر، دون النظر إلى القصد، وإلى اختلاف البلاد في استعمالها، فقد تكون مستخدمة في معنى لا علاقة له بالكفر لا من قريب ولا بعيد
فمهمتك:
أولًا: لا تبحثي ولا تتعبي نفسك، لأن ما تقرئينه قد لا يكون هو الحكم الحقيقي.
ثانيًا: إذا لم تعرفي المعنى فلا يحرم استعمالك للكلام حتى تتأكدي 100% من حرمته.
ثالًثًا: لا تنصحي أحدًا لأنك غير مكلفة بذلك.
رابعًا: طنشي ثم طنشي ثم طنشي، أي لا تتوقفي عن استخدام الكلمات إلا إذا قال علماء بلدكم أنها حرام بالإجماع. وقلتُ (بلدكم) لأن المغاربة عاميتهم من الصعب فهم لفظها ومعناها في غير دول المغرب!! وبالتالي لا يستطيع أن يعطي الحكم الصحيح إلا علماء المغرب.
خامسًا: اذهبي إلى الطبيب دون تأخر.
عافاك الله ووفقك الله لما يحبه ويرضاه