السلام عليكم
أولا أشكركم على ردودكم ومحاولتكم لمساعدة الشباب، ولكن لي رأي، واسمحوا لي إن كان قاسيا أو حادا، ولكن الرأي لا يخلف للود قضية.
الحب الذي نفيتموه من الشات والإنترنت، وكثرة التحذيرات منه، "والله مو بمحله واسمحوا لي على ها الكلمة"، الحب حب بأي وسيلة كان، لكن أهم شيء الإيمان بالله، وعدم تسخيره للأمور المحرمة، ومثله مثل أي أمر أو حدث في الحياة له إيجابيات وله سلبيات، الحب يحتمل المكسب، والنهاية الزواج، ويحتمل العكس... وهناك الكثير من الشباب قد تزوجوا عن طريق حب الإنترنت أو غيره، والعكس أيضا.
أنا واحدة ممن أحبت عن طريق الإنترنت وأقابل الكثير والكثير من المشاكل، ولكن والحمد لله لا أغضب ربي، ومن أحببته يحبني أشد مما أحبه، ولست بنادمة على حبي له، ونحاول وبكل الطرق الحميدة على أن يتوج حبنا بالزواج، وهذه دعواتنا لله رب العباد ليل نهار، ونتمنى من الخالق هدايتنا لطريقه؛ ولأن نيتنا صادقة في حبنا لبعض لأنه لا يبعدنا عن حب الرحمن الرحيم.
الحب موجود، والقلب موجود، والعقل المؤمن موجود، ولكل طريق، فمن اختار الهلاك سلك طريقه، ومن اختار الخير سلك طريقه.
فرجاء لا تطلبوا من فرد يحب بصدق أن يتخلى عن محبوبه، انصحوه بعدم ارتكاب المعاصي والمسارعة في خطبة من اختارها، ولا تبعدوه عنها؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم نصح بزواج المحبين.
عذرا إن أسأت بالكلام، ولكن هذه وجهة نظري لا أكثر ولا أقل.
شكرا للجميع.
3/4/2023
رد المستشار
أختنا الكريمة،
سلام الله عليك ورحمته وبركاته، ومرحبا بك في صفحتك استشارات مجانين، ومن البداية أكدنا أننا لا نغضب، بل نرحب بأي رأي ناقد، وعموما أنا أعتبر رسالتك هذه فرصة لتوضيح وتلخيص ما استقر عليه رأينا في موضوع الشات.
وعموما فإن رسالتك قد أثارت في نفسي الكثير من التساؤلات، فهل نحن نقرأ فعلا ما يكتب قراءة مدققة وواعية أم أننا نفهم من الكلام ما نريد نحن أن نفهمه؛ فأنت يا أختنا الكريمة تقولين لنا: "فرجاء لا تطلبوا من فرد يحب بصدق أن يتخلى عن محبوبه"؛ فأين قرأت منا هذا الكلام، ونحن نعلم جيدا أن الزواج هو أفضل علاج للعاشقين؟ وما هي الواقعة التي أمرنا فيها أحد السائلين أن يتخلى عن محبوبه؟ وما هي الظروف والملابسات التي كانت تحيط بقصته؟!!! وكيف لنا أن نأمر أحدنا بهذا وهناك أكثر من قصة حب وزواج من العاملين في موقعنا وبدايتها كانت عبر الشات.
أما بالنسبة لرأينا في مسألة الشات فيمكننا تلخيص أهم نقاط رؤيتنا فيما يلي:
1. نحن نؤكد دوما على أن الشات وحده لا يصلح كوسيلة للتعارف؛ لأن صورتنا المرسومة على الشات تختلف بدرجات متفاوتة عن صورتنا الحقيقية، حتى لو لم نتعمد الكذب، فنحن في هذا العالم الافتراضي كائنات لطيفة رقيقة ومجاملة.
وما نؤكد عليه دوما هو أهمية أن ينتقل التعارف إلى أرض الواقع قبل أن يشرع طرفا العلاقة في البدء في إجراءات الارتباط، وذلك للتأكد من أن كلا منهما الاختيار الأنسب للآخر، ولما كانت رسالتك لم توضح لنا هل انتقلت علاقتك بمن تحبين إلى أرض الواقع أم لا؛ فإننا ننصحك بهذه الخطوة قبل الشروع في إتمام خطوات الارتباط.
2. هناك على أرض الواقع مجالان يمكن أن يتعارف فيهما الشباب والفتيات، المجال العام والخاص، وسأضرب لك مثالا لكل مجال؛ فالمجال العام هو أن يتعارف الشباب والفتيات من خلال عمل أو نشاط جاد يجمعهم معا، سواء كان هذا العمل داخل كلياتهم أو خارجها أو من خلال العمل الوظيفي والمهني، ومن ذلك مثلا القوافل العلاجية التي تنظمها كليات الطب، أو نشاط الأسر الجامعية والجمعيات العلمية أو الجمعيات الخيرية، وفي هذا المجال يتعارف ويتعاون مجموعة من الشباب مع مجموعة من الفتيات وفي إطار من الضبط الاجتماعي الذي يمنع أو يقلل من حدوث التجاوزات.
وبالطبع فإن ارتفاع الإحساس الفردي بمعية الله ومراقبته تقلل من نسب حدوث أي تجاوزات، ويأتي دور المجال الخاص إذا قرر شاب وفتاة من هذه المجموعة أن ينفصلا وأن يكون لهما لقاءات خاصة بهما، وقد يكون هذا الانفصال بدافع التعارف المعمق من أجل الزواج أو قد يكون له أغراض أخرى؟!!!
فإذا كان التحول للمجال الخاص من أجل الارتباط فإننا ننصح في هذه الحالة أن يتم التعارف تحت سمع وبصر العائلة، ولا نفضل بأي حال من الأحوال أن يذهبا معا إلى ركن منعزل من الكلية أو إلى ركن منعزل في حديقة خالية أو إلى غرفة في فندق أو شقة؛ لأن فرصة حدوث التجاوزات والتنازلات تزداد بصورة كبيرة لغياب الضابط الاجتماعي، وفي هذه الظروف قد يلعب الإحساس بمعية الله ومراقبته دورا في التقليل من حجم التجاوزات، ولكنه في النهاية لا يصمد أمام رغبات الإنسان وشهواته.
وما ينطبق على أرض الواقع ينطبق على مجتمعات الشات؛ فهناك من هذه المجتمعات ما هو عام (مثل ساحات الحوار والمنتديات) وخاص (الشات الفردي)، وما ندركه ولاحظناه وأثبتته التجربة أن غياب الضابط الاجتماعي في الشات الفردي يعين على حدوث الكثير من التجاوزات، ويضاعف من حجم هذه التجاوزات وجود حجاب الإنترنت الذي يشعر الإنسان وكأنه بمفرده أو كأنه يتحدث مع نفسه مما يسهل عليه الوقوع في هذه التجاوزات.
لذلك فنحن ننصح دوما أن يكون تعارفنا على الإنترنت في إطار مجموعة إلكترونية أو في شات جماعي، وهذا هو المجال العام الإلكتروني، كما ننصح بذلك في أرض الواقع، فإذا قررنا الانتقال للمجال الخاص الفردي أو الثنائي بين شاب وفتاة تمهيدا لخطوة الارتباط فمن الأفضل لنا أن يتم هذا في إطار من الضبط الاجتماعي، ومثال ذلك أن يوضع الكمبيوتر في مكان مفتوح من المنزل أو أن يتواجد أخ أو أخت بالقرب منك.
3. لم ننصح أحدا بأن يتخلى عن محبوبه إلا إذا كان صغير السن جدا ولا يقدر على تبعات الزواج، وبالطبع فأنت تدركين ويدرك الجميع أن الحب في سنوات المراهقة لا يمكن أن نعتبره حبا حقيقيا، ولكنه مجرد ميل فطري للجنس الآخر، ومع المزيد من النضج تتغير المشاعر.
وكما نصحنا صغار السن وجهنا نفس النصيحة، ولكن بلهجة شديدة للمتزوجة التي تقيم علاقة مع رجل غير زوجها عبر الشات لما تحمله هذه العلاقة من مخاطر مؤكدة على العلاقة الزوجية، وركزنا نصحنا على أن أسوأ الأوضاع هو الاستمرار في خيانة زوجها، وأن الأكرم لها -إن كانت لا تستطيع أن تتخلى عن محبوبها كما تدعي- أن تنفصل عن زوجها وأن تتزوج بمن يهواه القلب على أن تتحمل تبعات وعواقب هذا الاختيار كاملة.
وكان لنا نفس الموقف الرافض مع الزوج الذي يستغل الشات ليجدد من حياته الزوجية ويتسلى لاعبا بعواطف امرأة أخرى لا يمكنه الارتباط لها، إما لأنها متزوجة، أو لأنه لا ينوي الارتباط بها من أساسه.
أختي الكريمة،
مرة أخرى أشكرك على مشاركتك، وأرجو أن تكون وجهة نظرنا ورؤيتنا لموضوع الشات قد أصبحت أكثر وضوحا في ذهنك، وقد يكون من المفيد أن أشبه حالنا مع الشات بحال من ينصح ويحذر من أخطار النار؛ فالنار مفيدة وضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها إذا استخدمت في الطهي أو غير ذلك من المهام، ولكن علينا أن نستخدمها ونحن على علم بأخطارها وأن نتجنب اللعب بها، ولن يكون الخطأ فينا إذا تصور أحدهم أن تحذيرنا من النار يعني أننا نأمر الناس بتجنبها تماما.
مرة أخرى أختي الكريمة أشكرك على مشاركتك القيمة، وأدعو الله أن يوفقك، وأن يجمع بينك وبين من تحبين على الخير، وأن يحفظ لكما علاقتكما طاهرة نقية، مع التأكيد على أهمية التعارف على أرض الواقع قبل الارتباط، وبقية ما أشرت إليه في سطوري السابقة، وأهلا بك.