لا أعرف من أنا
مرحباً أنا lost من الاستشارة السابقة. أعتقد أنه من الأفضل أن أكتب بعض التفاصيل عن نفسي وعن حياتي لتصبح استشارتي أكثر وضوحاً. في بداية مراهقتي كنت شخصية مختلفة تماماً عن شخصيتي الحالية كنت مرحة اجتماعية منفتحة على الحياة عاشقة لها ومنفتحة للآخرين وكنت طموحة للغاية فقد كنت أرغب أن أكون فنانة مشهورة وناجحة ولكن شخصيتي بدأت في التبدل بسبب بعض المشكلات في بيتنا ومشكلات مع فتيات كنت أحسبهن صديقات هذه الصدمات حطمت روحي المعنوية وحطمت أيضاً ثقتي بنفسي وبالآخرين وصرت شخصية منطوية متجنبة لكل الناس ولكل شيء
في البداية كنت أشعر بملل شديد دائم وفراغ فظيع مرهق جدا جدا وكنت أعتقد أن السبب هو بلوغي مبلغ النساء وبداية معاملتي كامرأة ناضجة يريدون حجزها في الدار فكل ما أمي كانت تقوله لي هو لا تخرجي لا تذهبي لا تفعلي. ربما ذلك هو سبب حرماني من حياة الطفولة الصاخبة ولكن الأمر استمر معي إلى الآن ويزداد الملل والفراغ حينما أصاب باكتئاب شديد فأشعر برغبة في الموت أو الهرب من نفسي ومن حياتي كلها. أمر آخر أرغب في الحديث عنه ولكني أخجل منه وهو أنني حينما أصاب باكتئاب فظيع فأنا أفقد الرغبة في كل شيء وأهمل مظهري ونظافتي الشخصية وأشعر أن الحياة مجرد الحياة عبئ علي.
وايضا أتذكر أن أول عرض أصبت به في بداية مراهقتي هو أحلام اليقظة والحديث مع النفس بصوت عالي فقد أتخيل محادثة شيقة مع شخص ما وأظل أتحدث وأتفاعل وأضحك بصوت عالي وقد لاحظ كل من يعيشون معي تلك الظاهرة وأنا أيضا ألاحظها غير أنني أعرف تماماً أن تلك الأحلام غير حقيقية وأستطيع أن أفصل تماماً بين الواقع والخيال غير أنني أكثر ميلا للخيال وأعتقد أن الخيال أجمل وأفضل من الحقيقة ففي الخيال أستطيع أن أكون ما أريد أن أكون ومن أريد أن أكون، وأعتقد أنني شخصية خيالية حالمة ففي الخيال أستطيع أن أكون نفسي الحقيقة التي أعرفها.
حينما دخلت المرحلة الثانوية أصبحت أشعر بالنقص وأنا أرى فتيات المدينة المدللات وأرى أسلوب حياتهم الغير مبالي وصرت أقارن حياتي بحياتهن وشعرت بالانهزام والنقص وأنني قليلة جداً جداً. وفي المرحلة الثانوية مررت بمشاكل كثيرة فمنزلنا مر بمشاكل مادية طاحنة ومشاكل نفسية أيضا وأصبح والدي عصبياً وعنيفا معنا وبخاصة أمي كانت قاسية حقا معي وصرت أشعر بكراهية شديدة تجاهها بسبب قسوتها الشديدة معي وتوقفت عن الذهاب إلى المدرسة الثانوية بسبب شعوري بالنقص، وازدادت تلك القسوة حينما رسبت في إحدى المواد الدراسية وصارت تعنفني وتلومني طيلة الوقت ثم أصبت بحساسية أنف وجيوب أنفية فظيعة وكانت أمي مقتنعة تمام الاقتناع أنني أتمارض ولا أعرف كيف يتمارض المرء فتؤلمه أذنه ويلتهب حلقه ويسعل بصراحة لا أعرف كيف أستنتجت أمي ذلك التشخيص وبالطبع أهملتني ولم تذهب بي إلى طبيب وساءت حالتي مع الوقت. ثم رسبت أيضا في العام الثالث في الكثير من المواد وبصعوبة نجحت في الثانوية العامة لكني لم أحقق مجموعا محترما فلم أستطع اللحاق بالكلية التي أريدها وألتحقت بمجال لا أهتم به ولا أحبه. أعرف أنك ستقول أنني ألقي بمسؤولية فشلي الدراسي على أسرتي ولكن الحقيقة الوحيدة التي أعرفها أنني قصرت بالطبع لا أنكر ذلك ولكن أعتقد أن أسوأ ابتلاء في حياتي هو سرعة انفعالي وتأثري وبسبب ذلك الابتلاء كثيرا ماتوقفت وتعطلت حياتي.
المهم أنني تخرجت وحان موعد الزواج والحقيقة أنه قد عرض علي الكثير من عروض الزواج (بالرغم من أنني لا أعتبر نفسي جميلة وأعتقد أنني أحتاج إلى تعديلات كثيرة طبقاً لمقاييسي الجمالية الخاصة) ولكني كنت أرفض في البداية لأنني إنسانة طموحة وأرغب في تحسين وضعي الاجتماعي والمادي ثم صرت أرفض لسبب فلسفي جدا فأنا أعتقد أن الجنس بدون حب هو هوان ولا أعتقد أنه يمكنني أن أعيش مع شخص غريب وأنه يحق لذلك الغريب أن يلمسني لمجرد أنه زوجي وله علي حقوق. حقا لا أستطيع أن أعيش بتلك الطريقة. لا أعرف إن كان سبب تلك الفلسفة هو مشاهدتي للأفلام الأمريكية فصرت معتادة على نمط حياتهم وصرت مستهجنة للطريقة الشرقية في التعارف و الزواج. حقا لا أعرف. ولكنني وبصراحة لا أحب الرجل الشرقي فهو يرى المرأة كجسد (كشيء) لا كإنسانة وهذه الفكرة تصيبني بالضيق والاشمئزاز، قد تعتقد أنني لا أحب أنوثتي أو احتقرها ولكن الحقيقة أنني أعشق كوني أنثى ولكني إذا سئلت عن تعريف لنفسي فسأعرف نفسي بأنني إنسانة فقط فأنا لا أحب أن اختزل فقط في أنوثتي. وبجانب ذلك فأنا أعتقد أن الجنس أمر نفسي بل هو أمر روحي ولا ينبغي أن يبتذل فيصير مجرد تصرف بدني أو انجذاب شكلي وذلك سبب عزوفي عن الزواج إلى الآن أشعر بالضيق حينما يتقدم شخص لخطبتي وأشعر بكراهية تجاهه خاصة حينما ألاحظ انجذابه لي بسبب تلك الفلسفة.
أعتقد أن سبب صراعاتي النفسية هو أنني أعيش بعقلية إنسانة مثقفة وفنانة معقدة في بيئة بدائية بسيطة، أنا لا أتفلسف أو أحاول أن أضخم من ذاتي ولكنني أحاول أن أفهم نفسي. هناك استفسار أخير فقد درست فيما مضى مدخلا في علم النفس والصحة النفسية وقد عرفت أن هناك اضطرابات تسمى النفسجسدنة او السيكوسوماتية فهل ما أعانيه من حساسية الأنف والجيوب الأنفية يعتبر ضمن نطاق تلك الاضطرابات؟؟
وملحوظة أخيرة حينما أتحدث عن رغبتي في الحرية وأن أحيا حياتي كما تشاء فأنا لا أعني أنني أريد أن أنحرف وأسلك سلوكاً شائنا ولكنني أحب المغامرة وتجربة أشياء جديدة ومعرفة أناس من ثقافات وشرائح مختلفة. فأنا امرأة مسلمة متدينة والحمدلله أخلاقي جيدة ولكنني مصابة بداء عشق الفنون والحرية فأحياناً أرغب أن أخلع حجابي وأسير سافرة لا لجذب النظر ولكن لكي أشعر بشعري يتنفس حرا
وختاما لكم مني كل الشكر وخالص التقدير والاحترام.
وأعتذر عن الإطالة ولكني اعتقدت أنه من المفيد أن أتحدث عن كل جوانب حياتي المختلفة.
15/4/2023
رد المستشار
صديقتي
لقد بلغت من العمر ما يكفي لكي تقرري بنفسك ما هو مناسب لك... ليس هناك في الدين ما يمنع المغامرة وتجربة الأشياء الجديدة والفنون ويمكنك إزالة الطرحة من على رأسك في المنزل وفي منازل أقاربك وأصدقائك... هناك من يقولون أن الحجاب فرض وهناك من لا يعترفون بهذا وقد كثر النقاش في هذا الأمر بدون جدوى ونتيجة نهائية محددة.
أوافقك تماما في أن الجنس علاقة روحية بين اثنين يجمعهما الحب.. ولا أنصحك بالزواج بدون حب.. في نفس الوقت أنصحك بألا تنفري من شخص لمجرد أنه تقدم لخطبتك.. لا بأس من أن يعجب بك أو أن تنجذبي له (القبول) ولكن مسؤوليتكما أنتما الإثنين هو معرفة بعضكما البعض وتكوين صداقة يمكنها أن تؤدي إلى الحب. ستكون مهمتك في هذا هو الإصرار على الحوار مع من يتقدمون لك .. في هذا الحوار يمكنك إرساء بعض القواعد والاتفاق مع الشخص المتقدم لك على بعض الأساسيات.. بعد ذلك يمكنك اختبار صدقه من عدمه... زواج الصالونات ليس زواجا وإنما هو تعارف.. ليس هناك ما يستدعي أن تنفري من التعارف.
من ناحية الاكتئاب فمن البديهي والطبيعي أن تكتئبي عندما تكرهين أمك أو أباك ولكن يبقي في اختيارك وتحت سيطرتك ما تفعلينه بنفسك من حيث الاهتمام أو الإهمال.. إهمالك لنفسك لا يؤدي إلى أي شيء سوى المزيد من الاكتئاب.. من ناحية العصبية أو سرعة الانفعال والتأثر فهذه أشياء تستطيعين التحكم فيها أو تعديلها بشيء من التدريب والصبر.
من الممكن أن تكون الحساسية من الأعراض النفسجسمية أو السيكوسوماتية ... ومن الممكن أيضا أنك (بدون وعي أو قصد أو إرادة) عاقبت أمك على جهلها وإهمالها لك عن طريق إيقاع نفسك في المزيد من الجهل والإهمال.. إهمالك لدراستك وصحتك ونظافتك الشخصية.
أنصحك بأن تبدئي فورا في صنع حياة جديدة لنفسك حتى وأنت داخل سجن الأسرة التي تختلفين معها وربما أحيانا تحتقرينها.. املأي حياتك بالفنون والهوايات والاهتمامات المتعددة وممارسة الرياضة والاعتناء بنفسك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويتبع>>>>>>: مثقفة وفنانة طموحة ومعقدة! م