السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب عمري 28 سنة، تعرفت على فتاة عمرها 23 سنة عن طريق الإنترنت، وما زالت العلاقة موجودة إلى الآن، لكن مرت بمراحل؛ وهي التعرف، ثم الصداقة، ثم حاليا الحب، وخلال هذه المدة يتم التحدث من خلال الهاتف أو الإنترنت بشكل أسبوعي مع التزام الأدب والأخلاق والصدق في الحديث مع المصارحة التامة من قبل الطرفين، وتم تبادل الصور بيننا، وهي صور شخصية عادية كالتي تستخدم في المعاملات؛ أي لا يوجد أي خروج عن الأخلاق، حسب نظري.
المشكلة تكمن في أننا من بلدين مختلفين، ولم نر بعضنا إلا مرة واحدة فقط، وكانت بشكل سريع تم فيها تبادل الحديث بشكل جدي عن علاقتنا بالمستقبل.
السؤال: هل يمكن أن تنجح هذه العلاقة إذا تطورت إلى زواج؟ وإذا فشلت فما هي أسباب الفشل؟
مع العلم أنه تم تبادل الكثير من المعلومات حول طبع الطرفين وسلوكهما، أرجو الإجابة، وأعتذر عن الإطالة شكرا.
15/3/2023
رد المستشار
الأخ الكريم، من الواضح أن الإنترنت تصنع لنا عالما ساحرا، ولكنه غريب علينا، لم نعتده من قبل وتضعنا في تجارب غير مسبوقة، ومن أكثر ما أتاحته الإنترنت لشبابنا تكوين علاقات مع الجنس الآخر. ولقد وجد الشباب في الإنترنت فرصة للتعرف على الطرف الآخر بغية التقابل مع شريك الحياة، ولكن على كل من اختار هذا الطريق كوسيلة لاختيار شريك الحياة أن يدرك أن الإنترنت تصنع عالما من الخيال والوهم اللذيذ.
فالإنسان على الإنترنت يتحرر من كل الضغوط الاجتماعية والنفسية التي تكبله، ويصبح -حتى لو لم ينو الكذب والخداع- إنسانا آخر بصفات أخرى، وأكاد أتخيل تمثيلية تدور في هذا العالم الخيالي وبطلاها زوج وزوجة؛ دخل كل منهما باسم مستعار وتقابل مصادفة مع شريك حياته. أحسب أن كلا منهما لن يتعرف على الآخر، وأنهما سوف يصدمان صدمة العمر عندما يكتشفان أن العلاقة على الإنترنت كانت مع شريك الحياة، وأكاد أسمع صيحات العجب التي تنطلق من أفواههم: هل هذه زوجتي؟ هل هذا زوجي؟!! لم أعهده مجاملا هكذا!! لم أعرف عنها أنها تفيض رقة وحيوية كالتي تعرفت عليها في الإنترنت!!! المشكلة تكمن في أنهما لم يدركا طبيعة الأداة وعالمها المسحور.
ومن هذا نخلص إلى أن عالم الخيال الذي نخطه في الفضاء الإلكتروني لا بد له من أن ينتقل إلى أرض الواقع حتى يصبح حقيقة ملموسة وواقعة، وأنت تقول: إنك وجدت في هذه الفتاة الصفات التي تريدها في شريكة حياتك، وهي أيضا وجدت فيك مواصفات فارس أحلامها، ولكن كلا منكما يعيش في بلد غير بلد الآخر.. فهل يمكنك أن ترتب أحوالك بحيث تستطيع أن تسافر إليها وتقيم في نفس بلدها فترة معقولة تمكنك من التعرف عليها عن قرب والتعامل المباشر معها قبل أن تقدما على أي خطوة، على أن يكون الاتفاق بينكما واضحا وصريحا، وهو أن هذه الزيارة بغرض التعارف وحسم الأمور نحو اختيار بعينه؟
وبهذا الانتقال من عالم الخيال إلى عالم الواقع تصبح الضوابط التي تحدد لك هل تقدم على هذه الخطوة أم تحجم عنها.. هي ضوابط اختيار شريك الحياة التي فصلنا فيها سابقا، ويمكنك الاطلاع عليها في المشكلات التالية:
حرية الاختيار، والخوف من مسؤوليته
للاختيار غير الموفق تبعات... وفتن
عاقبة الزواج المتسرع.. اختيار صعب
خريطة طريق لاختيار شريك الحياة
الأخ الكريم، نسأل الله العليم أن يقدر لكما الخير حيث كان. وتابعنا بالتطورات.