السلام عليكم
تزوجت من بنت لا أحبها ولي منها ولد، في البداية عارضت ولكن أهلي أثروا على قراري وأخبروني أن الحب يأتي بعد الزواج وليس قبله وإلى الآن لم يأت هذا الحب وأنا متزوج منها منذ ثلاثة سنوات وأعاني كل يوم من هذا الشيء حتى هي الأخرى تعاني؛ إذ إنها تشعر بأنني لا أحبها أفيدوني ماذا يجب علي أن أفعل؟
هل أطلقها وأبحث عن زوجة أخرى؛ إذ إنني لا أستطيع أن أتخيل أنني سأعيش معها بقية عمري ولا أشعر بأنني أكملت نصف ديني معها وأيضاً لا أشعر بأنني حصلت على الراحة العاطفية معها
15/3/2023
رد المستشار
أخي العزيز:
شكراً على صراحتك في عرض مشكلة يمكن أن تكون الطرف المتهم أو المدان فيها.
الشكوى التي قدمتها هي شكوى مزمنة، وستجد من يسأل مثلك، وفي نفس المرحلة العمرية عن نفس الشيء، مع الفارق أنه يصارحنا بأنه يميل عن زوجته إلى أخرى ينشغل بها.
يا أخي العزيز:
سمعنا أن الأهل يضغطون على ابنتهم لتتزوج بمن يريدون، ولكن لم أسمع بأهل يتزوج ابنهم لأنهم ضغطوا عليه، هذا يا أخي منطق غير مقبول أصلاً.
والذي يحدث أن الشاب - في عمر معين - يكون في قمة فورة الشباب، ويجب أن يلبي نداء غريزته ورغباته الجنسية بشكل مشروع، وينقصه المال والإمكانيات اللازمة لإتمام الزواج، وهنا يوافق على الصفقة بأن يتزوج من يصر الأهل على ترشحيها "لسبب أو لآخر" فيحقق لأهله ما يريدون، ويحقق لنفسه رغبتها في ممارسة الجنس الحلال،ثم بعد أن يعرف أن مسألة الجنس هذه لم تكن كما كان يتصور، وأنها بعد حين تصبح أمراً معتاداً يبدأ في الشكوى من أمور كانت موجودة غالباً في زوجته قبل أن يتزوجها.. بعضهم يشكو من شكل زوجته أو جسمها.. وبعضهم يشكو عدم نضج شخصيتها.. وبعضهم يشكو أموراً أخرى كانت واضحة كالشمس، ولكن تغاضى عنها صاحبنا لقاء تلبية نداء غريزته.
يا أخي مؤسسة الزواج تعني أنك تتحمل مسؤولية من تضاجع، وما يترتب على هذه المضاجعة من أطفال وأعباء وغيره، أما أن تأتي بعد ثلاث سنوات لتقول: لا أحبها فدعني أقول لك: الأمر ليس بهذه البساطة كما أشرح.. زوجتك ليس لها ذنب أنك تزوجتها "بتأثير أهلك"، ثم أنجبت منها "في غفلة من الزمان"، أو أن الحب لم يأت بعد، أو أنك لا تحبها.. إلخ،كانت فتاة في بيت أسرتها تقدم لها شاب مناسب فلم تقل: لا أحبه.. بل ربما أحبتك، ومازالت تحبك، فلم تعب عليها في خطابك خلقاً ولا سلوكاً، والمرأة التي تحب تسعى في رضى محبوبها، ولو وجدت منه إعراضاً، فماذا تريد أنت غير هذا؟ وهل هذه الحقيقة الواضحة في حاجة إلى دليل؟
هل تعجبك الدمى الملونة التي تهيم في الشوارع والمحلات مائلات مميلات لأجسادهن وللقلوب؟
هل تعتقد أنك ستجد لديهن ما ليس لدى زوجتك في شكل أو موضوع؟
هل تفكر في امرأة بعينها، وتحلم بالحب والسعادة معها؟
هل من المنطقي أن تترك حقيقة ناصعة بين يديك لقاء احتمال قد يصيب وقد يخيب؟
الزواج عقد مقدس، والعبث به لا يصح، والمشاعر تنطلق وتكبح عبر وسائل كثيرة منها ما هو إرادي، وبقرار يبدأ بالمودة والرحمة، وبرعاية الرحم الذي هو ولدك، وفي كل النساء عيوب "إذا كنت لا تعرف هذا". فإذا كان انعقاد زواجك من البداية قرار مشترك بينك وبين أهلك، فإن قرار هدم البيت سيكون قرارك وحدك، وزوجتك ليس لها ذنب على كل حال... فهل سيسكت أهلك على هذا القرار، وهل سيسكت أهلها؟
أخشى أن تفقدها ثم تهيم باحثاً عن سراب الأمنيات، وحين تعود إليها تجدها قد ضاعت منك، وإلى الأبد.
اعلم أنك لم تسع للحب، والحب أحياناً يسعى إلى من يسعى إليه، ويعرض عمن يجلس متراخياً في انتظاره.
واعلم أن "الراحة العاطفية" أمر مركب من مكونات عديدة يتوافر بعضها في زوجتك بالفعل لو دققت النظر، أما إذا أعطيت نفسك الفرصة الحقيقية للتفكير والتأمل الهادئ، ووجدت أنه لا حل، فإن الإسلام أباح التعدد في حالات لعلك تدخل فيها،أما الطلاق فهو في حالتك يشبه من يهدم بيتاً يقوم على أساس ناقص: من حب من طرف واحد، وطفل صغير لا ذنب له، ليقيم بيتاً في علم الغيب، وفي الواقع الحالي هو بيت العنكبوت.
تأمل بهدوء، وفكر بعمق، وانظر فيما قلته لك، واتخذ قرارك لكن تحمل مسؤوليته كاملة هذه المرة.
واقرأ أيضًا:
زهدت زوجتي: ابحث عن معنى الكلمة!
أريد الضمان مع الجهاز قبل الزواج!
زوجتي لا ترغب بي ولا تحبني!
زوجتي لا تثيرني جنسيا!