السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أبعث إليكم رسالتي هذه وأتمنى أن تردوا عليها في أقرب وقت، أرجوكم لا تطيلوا علي في الرد. وقد كتبت إليكم هذه الرسالة وأنا مقررة في نفسي أنها ستكون آخر مرة أرسل فيها إليكم. وإن لم تلق عندكم اهتماما فسأصاب باليأس والإحباط؛ حيث إنه ليس لي بعد الله إلا أنتم.
أرجوكم لا تبخلوا علي بالرد، ولا تلقوا برسالتي في سلة المهملات. فأنا محتاجة إليكم كثيرا، أكتب إليكم مشكلتي والدموع تتساقط من عيني لتغرق لوحة المفاتيح، ولو بقيت أبكي من الآن وحتى اليوم التالي فلن أنتهي من البكاء، كم أنا تعيسة.. أتمنى أن أضع رأسي على صدر حنون، وأضع عليه كل همومي، ولكن ليس عندي أحد.
أنا فتاة متعلمة والحمد لله.. درست وتخرجت بتفوق مع مرتبة الشرف الأولى، ثم أصبحت مدرسة، والكل يناديني يا أستاذة مع صغر سني، حيث إنني أصغر المدرسات، وعندما يراني أحد يقول في نفسه: كم هي سعيدة هذه الفتاة.. جمال وذكاء ووظيفة وأخلاق ودين والحمد لله!! لكن لا يعلم أحد كم أعاني يوميا، وكم أذرف من الدموع كل ليلة، لقد تعبت مع أهلي وتعبت من هذه الدنيا، أبي كان يكره أمي ونحن صغار، وكان دائم الجدال والمشاكل معها، وكل هذا أثر في، والآن أنا أحصد ثماره.
كان دائما يقول: لا.. لا تفعلوا كذا.. وإياكم من الاقتراب من كذا و.. و.. دائما صامت وأسلوبه جاف معنا، و"التكشيرة" على وجهه، أنا لا أنسى الأيام التي كان يهجرنا فيها من أجل أهله؛ فهو يحب أهله كثيرا، مع العلم أن عماتي وأعمامي من أشد الناس بغضا لنا... أمي كانت تتركنا دائما، كانت تغيب بالشهور، كانت لا تهتم بنا، وعندما كبرت أصبحت أمي انطوائية ومنعزلة عن الناس، وبالتالي لا أقدر أن آخذ رأيها في شيء أو أستشيرها في شيء.
أنا وأخواتي تعلمنا الكره والبغض في ظل هذه الظروف؛ فأصبحنا دائما "نتخانق" ونفتعل المشاكل مع بعضنا، ونكره بعضنا، إلى أن تزوجت أختي وتوظفت أنا وبعدنا عن بعضنا فأصبح كل واحد في حاله، وهدأت العواصف بيننا.. الآن أنا في ضيق شديد.. لا أجد أحدا أشكو إليه همومي، لا أحد يفرح معي، ولا أحد يحزن لحزني، أمي لم تضمني إلى صدرها ولا مرة، وأبي لم يمزح معي ولا مرة، تخرجت ولم أسمع من أحد كلمة "مبروك"، كل الأمهات والآباء شاركوا بناتهم فرحتهم إلا أنا، تحملت مسؤولية نفسي منذ أن كنت صغيرة وإلى الآن، وأحب أن أساعد الناس كلهم، أحب أن أقدم الخير، أحب أن أتقرب من أبي وأمي، ولكن لا فائدة.
نحن في بلد خليجي، وهذا البلد يعتبرنا أجانب مع أننا عرب؛ لذلك تلاحظون التفرقة في المعاملة في كل مكان في هذا البلد.. المرأة محتاجة للرجل في كل شيء، وكم أتذلل بين يدي أبي حتى يوافق أن يأخذني معه، أو يقول لشيء أريده "نعم"؛ فلقد اعتدنا عليه أن يقول لكل شيء "لا"، وابنه اتبع نفس أسلوبه.. أتمنى أن أذهب للحديقة أو أخرج لأشم الهواء قليلا أو حتى للسوق، ولكن لا أحصل على ذلك، وإن حصلت وتمت الموافقة والسماح لي فذلك بعد تذلل ونقاش حاد مع أبي وجدال مع أخي.
لقد أصبح عندي اكتئاب، لقد زادت الفجوة بيني وبين أبي كثيرا، وهو دائما يقول: احمدي ربك أنني علمتك ووافقت على أن تعملي، أما أمي فلا تفكر في على الإطلاق، عندما أرجع من العمل وأنا منهكة فلا تقول لي حتى كلمة "يعطيك العافية يا بنتي"، أو تجهز لي الغداء؛ فأنا أفعل كل شيء بنفسي، كأنني أعيش في بيت وحدي، مع العلم أنني أداوم 10 ساعات في الصباح و3 ساعات في المساء، ولكن لا أحد يقدر ذلك، ولا أحد يهتم بي، ومع ذلك فأنا مبسوطة أنني أعمل ليس للمال ولكن من أجل أن أغير من جو البيت الكئيب، ولا أشكو لأحد تعبي، وأصبر على كل هذا التعب من أجل ألا أجلس في البيت... دائما أصحو في قيام الليل وأصلي وأدعو ربي أن يفرج عني.. تخيلوا أن يعيش الإنسان وليس بقربه أحد، يعيش مع الناس وبنفس الوقت لا يعيش معهم! فالإنسان بحاجة إلى أن "يفضفض" لأحد، بحاجة لأن يحنو عليه أحد، دائما بحاجة إلى هذه المشاعر النبيلة من حب وحنان وتضحية، ولكن أنا ليس عندي أحد إلا ربي هو حسبي ونعم الوكيل.
صديقاتي كثيرات، ولكن لا أقدر أن أشكو لأحد؛ فأنا دائما أتصنع منظر المسرورة والسعيدة أمامهم، دائما البسمة على وجهي، ولكنني أحترق من داخلي، وأتمنى أن أُخطب كي يعوضني خطيبي عن كل حب وحنان فقدته ولكن من سيخطبني؟ فأمي منعزلة عن الناس ولا تقابل أحدا، وأبي لا يعجبه أي شخص، ونحن في بلد الرجال فيه معزولون عن النساء، فليس هناك مجال لكي يعرف الرجل الفتاة ويعجب بها، كما يوجد في سوريا ومصر وباقي الدول العربية، ولكن ولأنني أعمل في القطاع الخاص فالإدارة المسؤولة عن تسيير أمور العمل هي من الرجال، وأنا أتعامل مع الرجال بكل قوة وحزم، وأتكلم معهم، وأناقشهم في أمور العمل من غير ارتباك أو استحياء مع صغر سني، ولكن تقول لي زميلتي: إنه بأسلوبك هذا فلن يفكر أحد في خطبتك أو التقرب منك؛ لأنني حازمة وأتكلم معهم كما لو كنت في سنهم أو رجلا مثلهم.. ولكن هذا هو أسلوبي؛ فأنا لا أحب أن ألين أو أضعف أمام أي رجل، ولا أعلم هل هذا صحيح أم خطأ؛ حيث إنه كما قلت لكم لا يوجد أحد أستشيره في مثل هذه الأمور وغيرها، فأنا دائما أقرر لنفسي وأفكر وحدي وأتصرف من نفسي.
يا إلهي.. إن رأسي يدور.. ولا أعلم ما هو الحل، لا تقولوا لي: حاولي أو تقربي من أبيك وأمك أو.. أو.. لقد جربت كل شيء، لقد نفدت من يدي كل الوسائل، لقد يئست من كل شي، الحل الوحيد الذي أجد فيه الراحة هو البكاء بيني وبين نفسي من غير علم أحد؛ فهو الذي يخفف عني الكثير، وهو بمثابة المخدر المؤقت لي.. لا أخفيكم أنني أعجبت بالمدير وبشخصيته وأسلوبه المحترم ورجولته، وكم أتمنى بيني وبين نفسي أن يخطبني، ولكن لم أبُح لأحد بهذا الأمر ولم أظهر أي شيء أمام أي إنسان، ولكن تبقى الأحلام.. أيعقل أن يخطبني هذا المدير؟ هل أنا جننت؟ إن أحلامي كبيرة جدا، كم أنا غبية، أيعقل أن يفكر في أنا؟ ولكن لا تهزءوا بي، فأنا أحلم فقط، أعرف أن هذا شيء مستحيل، ولكن دعوني لأبوح لكم بأحلامي، أرجوكم، إن رسالتي "ملخبطة" وأفكاري غير مرتبة، ولكن أرجو أن تأخذوا رسالتي بعين الاعتبار، وأن تردوا عليها في أقرب وقت.
أريد ردا من الدكتورة سحر أو الدكتور أحمد أو منهما.. يا ليت لي أمًّا مثلك يا دكتورة سحر، كم أغبط أولادك الذين رزقهم الله بأم مثلك، أدامك الله لهم وأقر عينك بهم، وكم أتمنى أن يكون أبي مثلك يا دكتور أحمد، فأنا متأكدة أن أولادك سعداء جدا بك، دمت فوق رأسهم وفرحك الله بهم، وآسفة على الإطالة.
أرجو أن تبلغوني عند الرد، وأتمنى أن يكون هناك قدرة على التواصل معكم مباشرة كي نستطيع شرح مشكلاتنا بشكل أوسع، وجزاكم الله عنا جميعا كل خير.
10/4/2023
رد المستشار
ابنتي الحبيبة، أشكرك من كل قلبي على حسن ظنك بنا، وأدعو الله أن يجعلنا أهلا لهذا الظن، كما أحب أن أؤكد لك أننا لا نضع أي رسالة في سلة المهملات، خاصة إذا كانت رسالة من فتاة رقيقة مثلك وتعاني كما تعانين؛ فمن لا يصله منا رد فعليه أن يتأكد أن رسالته بالفعل لم تصلنا، وليحاول مرة أخرى وحتما سيصله رد منا.
أما بالنسبة لرسالتك هذه فلن أقول لك إلا أنها جعلتني أتمنى أن تزال الحواجز بيني وبينك، وأن أتمكن من أن ألقاك وجها لوجه، وأن أضمك إلى صدري، وأن أضمد جراح قلبك وأمسح بيدي على رأسك وأجفف عبرات تتساقط من عينيك، ولكن شاءت إرادة الله أن نلتقي خلف حجاب الإنترنت، وأن يفصل بيننا بحور ورمال وآلاف الكيلومترات، ومع هذا فأنا أشعر أنك قريبة من قلبي، وأعتبرك كبنت من بناتي، وأتمنى أن يستمر تواصلنا، وأن أتمكن من أن أشاركك فرحك كما أشاركك الآن همومك.
ابنتي الحبيبة، إن حياة كل إنسان منا تشبه الكرة الأرضية التي نعيش عليها.. نصفها مشرق بنور الشمس وضيائها، ونصفها الآخر مظلم ظلاما دامسا، والناظر للنصف المظلم يتصور أن هذه الأرض لا ترى نورا ولا تتعرض للضياء، وعلى العكس من ذلك نجد الناظر للجانب المشرق فإنه يتصور أن هذه الأرض لا تعاني من ظلام أبدا.
وحالك يا حبيبتي مع نفسك ومع ظروفك كحال الناظر إلى النصف المظلم من الكرة الأرضية؛ فأنت لا تلاحظين من حياتك ومما يحيط بك إلا أسوأ ما فيه، رغم أنه بقليل من الإنصاف يمكنك أن تدركي قيمة ما في حياتك من جوانب مضيئة؛ فأنت فتاة طموحة وجادة، نجحت في دراستك بتفوق، كما أنك ناجحة في عملك، لك الكثير من الصديقات، لك نفس رقيقة تحب تقديم الخير لكل من حولها، ظروفك التي عايشتها منذ الصغر خلقت منك إنسانة قادرة على تحمل المسؤولية، وغيرك يفسدهم تدليل والديهم ومَن حولهم... بالإضافة إلى ذلك وأهم من كل ذلك أنك فتاة متدينة تطيعين أوامر ربك وتنتهين بنواهيه، وغيرك لاهٍ غارق في المعاصى والذنوب، فحاولي يا بنيتي الحبيبة أن تكتشفي مواطن الجمال بداخلك وفي كل ما حولك وما يحيط بك، وكُفّي عن هذه النظرة السوداوية التي تنظرين بها للأمور.
إن تغيير هذه النظرة التي تنظرين بها لكل من حولك يمكنّك من أن تغيري من تعاملك مع والديك وإخوتك، وفي هذا الصدد أدعوك -وأنت الفتاة الراشدة العاقلة- أن تحاولي بكل السبل والوسائل الممكنة أن تذيبي الجليد المتراكم بينك وبين والدتك، حاولي أن تلتمسي لها العذر؛ فمن المؤكد أن ما تعانينه من أسلوب تعامل والدك يسبب لها الكثير من الإحباط، وهي تحتاج منك أن تكوني لها صديقة، تتودد إليها وتستمع إليها وتخفف عنها ما تعانيه من آلام، وتتقرب إليها بالهدايا، بالكلمات الحلوة، بما تحبه من أفعال ومساعدات.
ويقيني أنك لو استطعت أن تقومي بأداء هذا الدور في حياتها فإن الفجوة بينكما ستُزال، وستجدين منها الصدر الحنون الذي تلقين عليه بكثير من همومك؛ فهل تبدئين من الآن هذه المحاولة، وأنت تلحين على الله في الدعاء أن يفتح بينكما، وأن يشرح صدريكما؟ ويمكنك مع تحسن العلاقة بينك وبين والدتك أن تسلكي نفس النهج والسبيل مع أخواتك البنات، وما أقصده هو أن تجعلن (أنت ووالدتك وأخواتك) من الهم الذي يجثم على صدوركن بسبب تسلط الوالد والإخوة الذكور عاملا يوحد بينكن، ولا تجعلنه مدخلا لعداوات تفرق بينكن.
أما بالنسبة لموضوع الزواج، فالمطلوب منك بداية ألا تقلقي، فأنت ما زلت صغيرة السن، وكون والدتك لا تخرج ولا تحتك بالناس لا يهم؛ فأنت تخرجين للعمل وتحتكين بالزملاء والزميلات، وسيأتي اليوم الذي تصادفين فيه من سيعجبه خلقك وعقلك وجديتك.. وهنا قد يكون من المفيد أن أحذرك من أن تستمعي لكلام صديقاتك اللاتي يتصورن أن المرأة الجادة في تعاملاتها مع زملاء العمل والدراسة سوف تنفر هؤلاء الزملاء منها؛ فمما لا شك فيه أن المرأة الجادة والمتزنة تكتسب احترام كل من حولها على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، والمرأة المبتذلة قد تروق لضعاف النفوس؛ لأنها تشبع لهم بعضا من هوى نفوسهم، ولكنها أبدا لن تنال احترامهم.
والله سبحانه قد أراد من كل امرأة أن تستر جانب الأنثى وأن تبرز جانب الإنسان عند خروجها للمجال العام؛ فلا تبرج ولا خضوع بالقول، وجانب الأنثى لا يعبر عنه إلا في المنزل، مع ملاحظة أن تحييد جانب الأنثى لا يعني بالطبع الفظاظة والغلظة في التعامل أو سوء المعاملة.
أما بالنسبة لمديرك في العمل فلقد كررنا كثيرا أن أفضل أسلوب لجذب انتباه شخص ما نحو فتاة هو أن تقوم إحدى السيدات بدور الوسيط الذي يرشح هذه الفتاة لهذا الرجل؛ فلا تستعجلي، واجمعي عنه أكبر قدر من المعلومات وتأكدي من أنة الأنسب من حيث ظروفة، وتأكدي من حقيقة مشاعرك، ثم حاولي أن تبحثي فيمن حولك من النساء عن شخصية تثقين بها وتصلح أن تقوم بدور الوسيط هذا، دون تجريح لك أو لغيرك.
ابنتي الحبيبة، كلمة أخيرة أهمس بها في أذنك، وهي أنه من النادر أن نجد أبا يكره أولاده، ولكن والدك ومعه إخوتك يتصرفون من منطلق فهم سائد ومغلوط في مجتمعاتنا، هذا الفهم يسول لبعض الرجال أن يتحكموا حتى في أنفاس من يرعونهم من النساء؛ فالتمسي له العذر قدر الإمكان، وحاولي أن تتوددي إليه وتقتربي منه، وحاولي أن تخففي من حدة حنقك عليه وغضبك منه، وقد يكون هذا التفهم لموقفه مقدمة لبعض التحسن في علاقتكما، وعموما فبرُّك به وحسن معاشرتك له أمر لازم وضروري، حتى وإن لم ترُق لك تصرفاته أو أفكاره... ابنتي الحبيبة، لا يمكنك أن تتصوري مدى سعادتي بالتواصل معك؛ فلا تهملي متابعتنا بالتطورات.
ويقول لك د. أحمد عبد الله:
الابنة الفاضلة، جزاك الله خيرا على ثقتك، ونعتذر عن التأخير في الرد عليك، فالمشكلات تكاثرت علينا، وكلها يطلب أصحابها الإسراع بالرد، والواجبات أكثر من الأوقات، فمعذرة.. ليس لدي الكثير مما أضيفه هنا غير أن أدعوك إلى استمرار التواصل معنا ومتابعة صفحتنا في إجاباتها السابقة جميعا؛ لأن فيها ما يفيدك بتفاصيل حياتك كلها، والإنسان الحكيم يتعلم من تجارب الآخرين بمثل ما يتعلم من خبراته وتجاربه، وحياتك ثرية بخبرات وتجارب متنوعة هي السر وراء نضجك وأنت في هذه السن الصغيرة نسبيا.
أنت مؤهلة تماما لتتحولي من موقف الضحية الذي تعيشينه غالبا إلى موقف المعالج، وهو ما تمارسين جزءا منه بالفعل، وهذا التغيير من دور إلى دور سيخفف الكثير من آلامك، كما يستقبل الطبيب كل عناء يقابله وهو يقوم بواجباته.
ومن ناحية أخرى فإن تركيزك على النواحي الإيجابية في شخصيتك، وفي البيئة المحيطة بك، ومهاراتك في حسن استثمار هذه النواحي الإيجابية، والتمحور حول المعاني الإيجابية، والأدوار النشيطة التي يمكنك القيام بها في عملك وبيتك وفي المجتمع الذي تعيشين فيه، والذي يشهد تحولات كبرى حالياً ويحتاج إلى كل مساهمة جادة في إدارة هذه التحولات. وقدرتك على التركيز في الجوانب المضيئة لتنميتها وتطويرها من شأنه تهميش وليس إلغاء لأنه لا تخلو حياة من تعاسة.. ولعل الأيام تتيح لك زيارتنا في القاهرة، وساعتها يمكن أن تقابلي بناتي، وأيضاً سؤالهن عني في دور الأب، لأنك لم تعرفي إلا دور المستشار، وبين هذا وذاك مسافة في الكم والكيف.
نقطة أخيرة: أنه في بمقدار ما تستطيعي إصلاح المشهد الميلودرامي الباكي في حياة أسرتك، ودس بعض السعادة المختلسة هنا وهناك، وتدبير بعض الأفراح الصغيرة غير المعتادة في أيام وليالي كل فرد منهم على حده، بقدار ما تنجحين في تغيير هذه البيئة النكدة سيتجاوب معك الجميع من الأب إلى الأم والأخوة والأخوات، وعلى الأقل ستكسبين البعض منهم ممن يريدون سماع أنغام جديدة مفرحة، بعد أن شبعوا مما تجرعوه من الألحان الجنائزية، وأصوات النواح والألم... ولا ينفي هذا أن الإنسان يقاوم التغيير لبعض الوقت حتى وإن كان تغييراً للأفضل، دعواتي وتمنياتي لك بالتوفيق والسداد.
ويتبع >>>>: أبتسم وقلبي يحترق.. وحيدة رغم الزحام م