مشكلتي تتلخص في محيط عملي الذي تقلصت فيه المزايا التي كنت أتمتع بها، حيث أعمل به منذ خمس سنوات، وهذه المشكلة تبدأ من وضعي الوظيفي الذي بدأ بوظيفة موظف عادي في شركة من الشركات المحترمة، وبعد انتهاء المشروع الذي كان يتطلب كفاءة عالية في مهارات السكرتارية، وبعد ثلاث سنوات أصبحت وظيفتي شبه ثانوية؛ نظراً لتضاؤل وكثافة العمل بعد انتهاء المشروع، واتجهت بعد ذلك لأملأ فراغ العمل بالمفيد بمسك دفاتر الحسابات والعمل كمساعد للمحاسب الذي يأتي وقتًا إضافيًّا؛ لينهي الأعمال المحاسبية الخاصة بالمكتب.
علماً بأني خريج معهد للمحاسبة. ومنذ ذلك الحين ولمدة سنتين وأنا أحاول في تغيير مساري الوظيفي، حيث أنجزت دبلومة في اللغة من بلد في أوروبا بالمراسلة؛ لإنعاش جانب اللغة في العمل، حيث إن العمل يتطلب ذلك، وكذلك حاولت إنعاش الجانب الوظيفي بالاطلاع على الكتب، والآن وصلت لمستوى معقول في الأداء، ولكنه لا يؤهلني لأكون مسؤولاً أمام إدارتي عن المسائل المالية،
وهناك بعض الأسرار الوظيفية يخفيها المحاسب الذي يعمل وقتًا إضافيًّا، ولا يريد أن يبوح بها حرصاً منه على مصلحته، ولكي لا ينهي المكتب خدماته نظراً لتوفر محاسب جديد (وهو أنا)، وعلى هذا المنوال تسير وتيرة العمل، حيث إنني أقوم بمعظم الأعمال المتعلقة بالمحاسبة، وهو يأتي لعمل التدقيق وإصدار الميزانية آخر العام، مع العلم أنني لمّحت له أكثر من مرة – والإدارة نفسها أيضاً – بأن انتقال المهام منه إليَّ لا تعني إنهاء عمله، بل إنه سيظل مديرًا للحسابات.
على الجانب الآخر فإن مزاياي القديمة تجمدت، فالراتب لا يزال من سنتين كما هو لم يتقدم، وكذلك المعاملة لم تَعُد كما كانت في السالف، فما هو الحل بالنسبة لهذا الوضع؟! هل أظل أشغل نفسي بهذه القضية علماً بأنها تأخذ من وقتي الكثير ولدي مهام ومهمات أخرى تتطلب الوقت والجهد والتركيز، أم أبحث عن وظيفة أخرى وأتركها وراء ظهري؟ وهل يُعَدُّ هذا استسلامًا وانهزامًا لأوضاع لا يجب الاستسلام لها ويجب مدافعتها إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل؟
وآسف لإطالتي ولكني أتوسم فيكم الخير الكثير،
وجزاكم الله خيراً
16/04/2023
رد المستشار
صديقي
إن ما يعرفه المحاسب لا يمكن أن يكون سرا من أسرار الغيب لا يطلع عليه أحد... الأسرار الوظيفية في عالم المحاسبة أو في أي شيء يمكن معرفتها بالبحث والمراقبة والتحليل والقراءة و الخبرة أو الممارسة.
بالنسبة لترقيك الوظيفي في الوظيفة الحالية، حاول أن ترى الأمور من وجهة نظر صاحب الشركة أو المدير العام... لماذا يرقيك أو يزيد من أجرك؟ هل أنت من الناس الذين لا يمكن الاستغناء عنهم؟ هل تضيف ما يمكنه أن يزيد من ربح الشركة أو يقلل من مصاريفها؟ ... يجب ألا تنتظر شيئا من الإدارة أو أي أحد عدا نفسك... ابرع في عملك لدرجة أن ترى الإدارة عدم احتياجها لمحاسب آخر غيرك.. كن دقيقا بحيث لا يحتاجون لشخص يدقق.. ابرع في تحضير الميزانيات لدرجة أن تجعلهم يتساءلون "ما حاجتنا لشخص من الخارج إن كان لدينا ما يكفينا في الداخل؟" .. في هذه الحالة سوف تحدث الترقية وزيادة المرتب
أن تتوقع الإنصاف في العمل هو نوع من السذاجة في عالمنا الحالي.. يجب أن تجعل من نفسك موظفا لا يمكن الاستغناء عنه من حيث العمل ومن حيث الدماثة واللطف في المعاملة مع زملائك ورؤسائك من القلب وليس رياء أو تمثيلا.
من ناحية أخرى يمكنك في نفس الوقت البدء في البحث عن فرص عمل أفضل.. ما سوف يمنحك فرصة عمل أفضل هو تفانيك بحب في عملك الحالي وتطوير نفسك وأن تحب ما أنت فيه الآن كما هو مع اتخاذ خطوات مستمرة لتطوير وتحسين أداءك والتقدم كموظف و كإنسان.. يقول الله عز وجل "وإذ تأذن ربكم لإن شكرتم لأزيدنكم" ... الشكر هو أن تكون ممتنا لما لديك من النعم مع الرغبة في التطوير والزيادة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب