أشكركم على هذا الموقع الثري، وهذا هو سؤالي: أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، ولي طفل، عمره سنتان، تغيرت طباع زوجي منذ أن تعرض لحادث سيارة منذ عامين، أصبحت تنتابه شكوك كثيرة تجاهي، ولم يعد يثق بي، وأصبح يعاملني كعدو، ويحتاط من كل ما أقوله وأفعله، ويعنفني بكلام جارح، ولا يهدأ إلا إذا بكيت أو صرخت، فإذا حاولت البقاء هادئة أمام تجريحه وسبّه لي يشتدّ غضبه؛ ويأخذ في ضرب يده على الحائط، ومن بين اتهاماته أنّ أخاه يحاول مغازلتي، وأنّي أتعاطف معه، بالإضافة إلى أوهام أخرى لا أساس لها من الصّحّة مثل أنّ أفراد عائلتي يتعاملون مع جماعات يقفون ضدّه، ويحاولون اغتياله، وأنا ملتزمة بالصّبر منذ قرابة سنتين؛ معتقدة أنّه متأثّر بالحادث
غير أن الأمور ازدادت سوءًا؛ حتّى أصبت بانهيار عصبي، وذهبت إلى طبيب نفساني دون علم زوجي، وبدأت في العلاج، وأخبرني الطبيب أنّ زوجي يعاني من حالة "بارانويا" خطيرة، ونصحني بالابتعاد عنه مدّة من الزّمن، وأن أعلم عائلته؛ للشروع في محاولة عرضه على طبيب؛ فعملت بنصيحته غير أن عائلته لم تتقبّل الأمر؛ فاضطررت إلى البقاء في دار أبي، محاولة في نفس الوقت التّحاور مع عائلة زوجي والطبيب، كلّ ذلك من أجل إنقاذ عائلتي من التّفتّت، وهذا الصّغير البريء، واقتنع أخوه الأكبر، لكنّه لا يستطيع إجباره على الذّهاب إلى الطّبيب، كما لا يمكن إقناعه بأنّه مريض، وبعد أن طمأنني أفراد عائلته بأنّهم سيحاولون تهدئته؛ عدت إلى منزلي، ووجدت زوجي هادئًا وفرحًا بعودتنا، وكأنّ شيئًا لم يكن، لكن شكوكه وأوهامه لا تزال راسخة برأسه
وحاولت أمّه أن تقنعه بالذّهاب إلى الطّبيب، لكنّه يرفض ذلك رفضًا باتًّا وقطعيًّا، فهل أبقى مع زوج يتصرّف معي بكلّ عداوة؟
أم أطلب الطّلاق، وأعيش مع ابني في سلام؟ أفيدوني أفادكم الله.
18/04/2023
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
ليس من السهل الإجابة بصورة قطعية على سؤالك ولكن الحقائق هي كالآتي:
١- زوجك الكريم قد يعاني من اضطراب ذهاني أولي وبالذات اضطراب الوهام المزمن. استجابة هذا الاضطراب للعلاج دون المتوسط وخاصة في المريض غير المتعاون. لا يوجد علاج سوى العقاقير المضادة للذهان. التشخيص لا يتم إلا بعد الحديث مع استشاري في الطب النفساني.
٢- خطورة زوجك عليك هي متوسطة إلى عالية ولا تنزل هذه الخطورة دون المتوسط.
٣- يجب أن يدرك جميع من حولك وبالذات أهل الزوج بأن الزوج الفاضل بحاجة إلى مراجعة طبيب نفساني.
قرار الانفصال عنه هو قرارك أنت.
رعاك الله.
واقرئي أيضًا:
زوج زوراني ماذا تفعل الزوجة؟
مثلا عملية زورانية وعدم انتظام وجداني
التعامل مع الزوراني في بلاد الإنسان!