السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا يسعني إلا أن أشكر لكم جهدكم العظيم في سد فراغ كبير كان جيل الشباب محروما منه، سواء لحرج المواضيع المطروحة أو لسوء مصادر المعرفة.. أنا فتاة عمري 22 سنة، والدتي متوفية منذ 16 سنة، وأعيش مع جدتي لأمي مرتبطة بشاب منذ حوالي عام، ملتزم ومتدين، مقيم لشعائر ربه من صلاة وصوم وزكاة... إلخ، ولكن هذا الارتباط دون معرفة الأهل لعدم استعداده للتقدم لأهلي الآن، لكنه يعمل الآن بدخل ممتاز، ويجهز نفسه بمساعدة أهله لشراء شقة، وذلك خلال شهرين أو ثلاثة من الآن، دعواتكم معنا أن يتم الموضوع على خير.
إلى الآن وليس هناك مشكلة، ولكن الموضوع باختصار أنه -وكما يقول المصريون- "يده طويلة" بمعنى أنه يمد يده على مواضع كثيرة من جسدي، ومع أن هذا يبدو عفويا منه خاصة عندما نكون في مكان مزدحم المترو مثلا، أنا أخشى عدم رضاء ربي علي وعليه؛ لأننا نؤمن أنه السبيل الوحيد للسعادة في الدنيا والآخرة، ولقد نبهته أكثر من مرة لذلك فيعتذر، ويقول إنه لا حيلة له في هذا، وإنه يريد أن يشعر "بالونس والحنان الذي يفتقده يريده مني"، وأن هذا الوضع يضايقه، كما يضايقني
أنا متأكدة من حبه واحترامه لي لدرجة أنني أكاد أكون واثقة أن مشاعره تجاهي أقوى من مشاعري تجاهه، فلقد أجل كل مشاريعه لاستكمال دراسته العليا لكي يوفر ثمن الشقة كذلك ما يبديه من خوف علي واهتمام بكل شؤوني ومحاولة إرضائي بكافة الطرق، ولكنني ما زلت لا أريد إغضاب ربي إلى أن يحين كل شيء في ميعاده بشكل شرعي، مع ملاحظة أن فترة الخطوبة لم تبدأ بعد، ولن تأخذ أقل من سنة ونصف لتجهيز الشقة،
أرشدوني كيف أتصرف معه؟
ولكم جزيل الشكر.
31/8/2023
رد المستشار
الابنة "فتون" حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلا وسهلا بك على موقعك، ونحن نرحب دائما بأسئلتك واستفساراتك، ونعتذر لك عن التأخر في الرد لكثرة المشاغل والارتباطات .
الابنة الكريمة: فترة التعارف ومن بعدها الخطوبة من أهم الفترات التي تمر بها الفتيات، ولكن قبل أن تدخل الفتاة هذه المراحل عليها أولًا أن تدرك أنها "تعارف وخطوبة" وليست "زواج"، مما يعني أن ممارسات الأزواج ليس لها علاقة بهذه المرحلة
لا تنسي أن هذه الممارسات تبدأ بالأفعال التي تراها بعض الفتيات طبيعية سواء كانت ملامسات جسدية، أحضان، قبلات، نصف علاقة جنسية ... الخ، فحتى وإن قولتي لنفسك إنكِ ستتحكمين في الأمر فهذا ليس بصحيح لأن الخطأ سيتمادى معكم ما دامت الأمور مقبولة بينكم. مع الوقت ستحتقرين نفسك لأن لا شيء يبقى على حاله، فهذا الذي أعطيته أشياء ليست من حقه لمجرد أنه لا يجيد التحكم في شهوته ورغباته، قد يتركك في يوم ما لأنه فتر العلاقة ولا يرغب في المزيد منكِ، لذلك اتق الله، وراقبيه في تصرفاتك، ولا تخضعي لأي مبررات يقولها حتى وإن اتهمك بالتخلف
التعارف والخطوبة لا تتعدى كونها مراحل تجسد بداية العلاقة بين الطرفين وذلك بعكس الزواج الذي تكتمل فيه العلاقة بينهما، وبالرغم من أن الفتيات يعلمن جيدًا خطورة ما يوافقن عليه منذ البداية إلا أنهن يدخلن أنفسهن في طريق يندمن عليه فيما بعد، ذلك لأن هذه التجاوزات تدخل ضمن "الانتهاكات الصارخة لجسد المرأة"، كما أنك عندما تسمحين له بلمس جسدك في هذه المرحلة سيشعر بسعادة مؤقتة ستنتهي في الحال، لكنه سيظل في حاله شك دائمة تجاهك، كما أنه سيصبح أكثر تشددًا في أي شيء يخصك فيما بعد مهما أبدى لك الآن من حب واهتمام
إذن ما الحل؟ استخدامي عقلك لا قلبك في هذه الفترة، أن أفضل الطرق للتعامل في مثل هذه الأوقات هي الشدة تجاه هذه التصرفات ومنذ البداية، فالشباب يلجؤون إلى مثل هذه التصرفات كنوعِ من أنواع جس النبض الذي بناءً عليه إما ستسمح الفتاة باستكمال التجاوز ووضع حدود صارمة منذ البداية واعلمي أنه من السهل التحكم في شهوة الشباب وذلك بالامتناع عما يطلبوه ويرغبوه حتى وإن كرروه مئات المرات، فالشباب قد يطلبون ذلك وهم في الأساس يختبرون البنت، وأحيانًا لا يكون اختبارا بقدر ما هو شهوة لم يستطع التحكم فيها، لذلك إذا واجهت البنت مثل هذه المواقف يجب عليها أن تعنفه بكل الوسائل، أيضًا ألا تفتح معه بابًا حتى وإن كان بدون قصد لمثل هذه الأحاديث، هذه المواقف تحتاج لردود فعل حاسمة، فحينما تتعرضين لذلك لابد من الرفض بشتى الوسائل، وفي حال تكرار الأمر عليك الاستعانة بأهلك أ وبمن يعينك على وضع نهاية للأمر.
وتذكري دائمًا – يا ابنتي – أن العلاقات تبهرنا في البداية، ثم بعد ذلك تبدأ أعيننا في رؤية العيوب، وأحيانًا يصل الأمر إلى ترك هذه العلاقات نهائيًا بعد أن كانت مبهرة، لذا احرصي على جعله مفتونا بكِ دائما خلال هذه الفترة ؛ لأن الرجل حينما يحصل على احتياجاته الفيسيولوجية لن يتعجل في الزواج منكِ مهما حدث. استخدمي ذكائك عندما تشعرين أنه يحاول التعمق في هذا الجانب، واستغلي هذه المشاعر الجياشة بشكل إيجابي، اجعليه ينشغل بأهدافكم الأكبر؛ لأنه حينما ينشغل عن الأهداف الكبرى سيذهب بتفكيره – لا محالة – في شهوته، واعلمي أن الفتاة إذا تنازلت عن وضع حدود لخطيبها منذ البداية فلن تستطيع بعد ذلك السيطرة على أي تصرف من تصرفاته فيما بعد، عندما يحاول فعل هذه التجاوزات معكِ حاولي أن تتحدثي معه عن مدى ضرر ذلك على نفسيتك، ولا تنسي أن مدى اقتناعك بما تقوليه هو الذي سيحدد اقتناعه من عدمه، وفي حال رفضه لذلك إما أن تقبلي الوضع الذي قد يكون اختبار، وترفضيه، وتتقي الله، وتحترمي ذاتك لأن فترة التعارف والخطوبة حبها روحي لا جسدي.
تجنبي الخلوة معه، والخروج بمفردكما، والتواجد معه في مكان خالي من الأشخاص، لا تثيري شهوته باللين في الكلام، وترقيق الصوت، والخضوع بالقول، والتزمي بالضوابط الشرعية عند التعامل معه، واحرصي على لبس الملابس الفضفاضة الساترة التي لا تثير الشهوة عند مقابلته. فكري دائمًا في النتائج السلبية المترتبة على مثل هذه التجاوزات، الأهم من ذلك أنها سبب لغضب الله سبحانه وتعالى على العبد، لذلك لا يمكنه الفلاح في الدنيا والآخرة، ضعي أهلك نصب عينك، لأن هذه التصرفات اللاأخلاقية لا تؤذيكي وحدك بل تؤذي سمعة عائلتك كلهاز
عليك بالاستعانة بالله بالدعاء، والإلحاح في طلب الهداية من الله سبحانه وتعالى ليتمكن من الإقلاع عن هذه التصرفات المحرمة "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء".
أدعو الله أن يجنبكم الشيطان، وأن يمن عليكم بصلاح الحال والبال، وأن يجمع بينكما على خير، فهو ولي ذلك والقادر عليه، وبالله التوفيق.
واقرأ أيضًا:
متى وكيف أتمسك بخطيبي؟
كلام خطيبي ذو طابع جنسي، أكمل؟!