الحقيقة أنني فوجئت بإمكانية كتابة سؤالي ولم أعد شيئًا برغم أنه تجول بخاطري العديد من المواضيع التي كنت أريد الاستشارة فيها.
أولا: أشكركم على الجهد الذي تبذلونه في استيعاب مشاكل الجميع والإجابة بصدر رحب على جميع المسائل مهما كانت محرجة؛ فجزاكم الله خيرًا على هذا الدور المهم الذي تقومون به.
ثانيا: أريد أن أستشيركم في موضوع صغير. أنا فتاة جاوزت الـ 26 من العمر، لدي صديقة تعرفت عليها بفضل أحد المواقع الإلكترونية الإسلامية وهي مغتربة مثلي لكن في بلد آخر، علمًا أن كلا منا قد تخرجت في نفس الفرع التخصصي في الجامعة وجاءت للغرب لاستكمال دراستها، وأرجو منكم الدعاء لنا بالتوفيق.
هذه الصديقة لها أخ في بلد إقامتي وترغب في أن نتعرف على بعضنا بقصد الزواج. لكنني لم أرحب بالفكرة على أساس أن دراستي تأخذ مني جل وقتي واهتمامي، كما أنه مضطر للدراسة الآن حتى يتم الاعتراف بشهادته التي حصل عليها في وطننا الأصلي.
المشكلة أن هذه الصديقة تبدو أكثرنا حماسًا لأن نتعرف على بعضنا، بما أنها أخبرتني أن أخاها أيضا يستمهلها مخبرًا إياها أنه غير مستعد بعد.
أنا الآن في فترة امتحانات، ولكن أبي سيأتي إلى بلد إقامتي لفترة أسبوع، والصديقة التي لا تعلم بقدوم أبي، ما زالت تعرض عليَّ التعرف على أخيها؛ لأنها هي أيضا جاءت إلى بلد إقامته.. فهل من الحكمة أن أجعل أخاها يتعرف عليَّ من خلال لقاء يضمنا نحن الأربعة، أقصد أنا وأبي وهو وأخته، علما أن ذلك سيجعل الأمر رسميا من الوهلة الأولى، وأن أخاها قد لا يرحب بالفكرة على اعتبار أنه أخبرها أيضا أنه غير مستعد الآن؟.
مع العلم أنني لم أكلم أحدًا من أهلي في الموضوع، وأخشى إن كلمتهم أن يضغطوا عليّ للموافقة على هذا الخاطب قبل أن أتعرف عليه بما يكفي للشعور بالارتياح أو النفور.
ولكي تتضح الصورة أكثر، فإن هذه الصديقة تعرفت عليها وقابلتها أكثر من مرة وهي ممتازة من حيث الأخلاق ولله الحمد، ولكن حديثها عن أخيها لم يجلب اهتمامي بالشكل الذي كانت هي ترجوه، وقد صارحتها بأن ما قصته لي عنه، بقصد أو بغير قصد، لم يحببني فيه، فقالت لي إنني مخطئة إن كوّنت رأيي من كلامها فقط وحكمت عليه من خلال قصصها دون أن أراه أو أكلمه مباشرة.. المهم أنني أفهمتها أنه لا استعداد لي حاليا، لكنها مع ذلك تصر على أن نتعارف على الأقل الآن، ويتمم الله بالخير لاحقًا إن شاء الله، وقد أخبرتني أنها تراني فعلا الشخص المناسب لأخيها وقد كلمت أمها عني وهي بدورها تنتظر أن يتقدم الموضوع بسرعة.
أما أخوها ففهمت منها أنه لا يحبذ الالتزام الآن بأي كلمة قبل أن يكون على استعداد تام معنوي ومادي، ولكنها تشجعه على تخطي ذلك باعتبار أن الزمان تغير ولم يعد فيه على الرجل أن يوفر وحده البيت والسيارة والأثاث قبل أن تأتي العروس، وأنه يمكن لعروسه الكد معه لتكوين نفسيهما معا. هذا وقد شعرت منها في عدة مواقف بأنها تختبرني إن كنت مادية أم لا، وقد صارحتني أنني نجحت في هذا الاختبار.
المهم حتى لا أطيل عليكم، يبدو لي أنني عندما أكون مع هذه الصديقة أكون في مختبر تقاس فيه كافة تصرفاتي في تقارير ترفع إلى والدة الخاطب، في حين أنني لا أملك إلا معلومات قليلة عنه من خلال حديث أخته التي كلما واجهتها بشيء لم يعجبني فيما تقصه لي عن أخيها أخبرتني أنها لم تحسن التعبير وأنني أقفز إلى النتائج من غير أن أرى المقدمات بنفسي.
لذلك لست أدري كيف أجعل الموضوع يتطور بالطريقة السليمة دون تسرع..
فهل من توجيه من السادة والسيدات الخبراء؟.
27/04/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا وسهلا بك "مؤمنة" على موقعك موقع مجانين للاستشارات النفسانية والعصبية.
- بداية وبعد ان قرأتُ رسالتك بتأنٍ لألتقط بعض الأمور التي سيُبنى عليها حكم بقصد توجيهك، ومساعدتك، لا بقصد أخذ القرار عنك، فأنت صاحبة القرار الأخير في النهاية، وما نفعله هو كشف اللثام عن بعض المناطق علّها تُفيد
-نعم، ما قلتِ من أنك تحت الرصد، وكل حركة ترفع لجهة بقصد التحليل واستخراج منها معلومات عنكِ بقصد الدراسة وهل أنك الشخص المناسب أم لا، وهذا موجود وحاصل في واقعنا وعالمنا، ولكن لا حذر ما دام الإنسان يدري نفسه، ويعلم أنه لا يخالف داخله، القضية تنتقل هنا إلى شيء آخر، هل هذه التصرفات تُشعرك براحة أم لا؟؟، أي بعد أن تتفهمي قصد صديقتك من تصرفاتها، يمكن أن يبقى الأمر طبيعي بعدها، ويمكن أن لا يبق، فإن كان شعورك من الداخل بعد التفهم أنه امر طبيعي، فكان بها، أما إن كان شعورك وحدسك يخبرك بأن هناك أشياء أخرى خلف هذه التصرفات، فعليكِ أن تتبعي حدسك، وذلك بأن تتيقني من عدة قرائن حتى لا نظلم أحدا أيضا.. بأن حدسك ومشاعرك صحيحة، وعندها يمكن أن تقطعي الأمر، ولا تعتبري لأي قول، ولا لاي اعتبار، المهم أن تتصرفي وفق قرائن، بناء على مشاعرك الداخلية، فمشاعرنا الحدسية في الكثير لا تخطأ أيضا، ولكن القرينة ثم القرينة ثم القرينة.
- وفي، نقطة التجمع وأبيك وهذا الموضوع، أيضا راجعي داخلك، ستجدينه يدلك على شيء، ويمكن أن تقطعي تأرحجات الداخل إذا كان الداخل متأرحجا بأن تصلي استخارة، وتسلمي لله الأمر، وحين يركز في قلبك معنى ما لا تستطيعين مخالفته فالزميه.
- وفي النهاية أسأل الله لك صلاح البال والحال، وأن يرشدك للصواب، وأن يفتح لك فتوحا ترضينها يارب العالمين، وأهلا وسهلا بك على موقع مجانين، وفي انتظار المزيد من المشاركات، نحن هنا من أجلكم.
-دمت سالمة.