وسواس الكفرية: الشك وتأنيب الضمير م4
هل يمكن عرض رسالتي هذه على عجالة لدكتورة رفيف وأعمال ما سبق ولو مؤقتا
السلام عليكم دكتورة بعثت أول رسالة لي منذ شهر تقريبا إن كانوا كثيرا عليكم أجيبوني عن هذه فقط.. أنا لا أدري كيف أصف شعوري هذه المرة رغم أنني لست ممن يحب الكلام عادة عن حزنه لكن يكاد الحزن يقتلني فأنا كما قلت لكم سابقا أنا كنت أضع نفسي مع المؤمنين وكنت دائما لي هدف عظيم وهو الدرجات العلى في الجنة وبدأت الصلاة وأنا صغيرة أصبت بوسواس قهري قبل أربع سنين وقد ذكرت ذلك أفكار كفرية سيئة شفيت من الوسواس وبعدها لما أذنب مثلا تأتيني أفكار سيئة عن الله والمشكل بطريقة الشك كنت أدفعها إلا أن وللأسف قلت سأدفعها بالعلم وأنفيها
مرة قرأت بعض أقوال الغير مؤمنين عن والعياذ بالله ما يشبه أفكاري فخفت قلت لابد أن أواجه هذا الشك خفت لأني شاكة وأيضا تزامن كل هذا مع فكرة ألحت علي كيف الله رحيم ويعذب بالنار استولت الفكرة على رأسي بحيث فقدت لذة العبادة وبالمقابل فكرة كيف أطرد تلك الخيالات السيئة عن الله عزوجل (أكتب هذا الكلام وأصبحت أمقت نفسي لم أكن أدري أنني سيئة لهذه الدرجة) ربما لما تخذلك نفسك وتصدمك هي أكبر صدمة ولهذا كان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول أعوذ بك من شر نفسي قرأت مرة كلام سيء فخفت وكان يشبه ربما أفكاري فقلت لابد لي أن أواجه وأصحح عقيدتي كانت هكذا النية الأولى تغلغلت في جواب الشبهات كنت أسعد لما أقرأ جواب شبهة لكن في المساء قد يأتيني الشك في شيء آخر
فهمت أن مسألة تخليد الكافر في النار أنه مدة الجرم لا يعني دوما مدة العقوبة وأن النار دركات فحتى الكفار لن يحاسبوا على نفس الدرجة وفهمت أن الله خلق الكافر وأعطاه الحرية في الاختيار وهو من اختار وأن لا يدخل أحد النار إلا بوجود حجة فأتاني السؤال وهل الإنترنت كاف لإقامة الحجة وتركت هذا السؤال قلت بعد ذلك أبحث عنه وكان بحثي هكذا ولأيام بعد الشك كان حالي يقول لا يوجد أصح من الإسلام وأي دين على وجه الأرض فيه أسئلة ولكن وكأني بدون علم وقعت في لماذا لا نجيب على كل الأسئلة وكيف نؤمن بجزم ولا يوجد جواب لكل شيء وكأني قلت سأجيب عن كل سؤال وهذا ليتحقق الإيمان ثم قرأت أنه أكيد لا يوجد جواب لكل شيء وعلم الإنسان قاصر ثم أنسى كالمشتت وأقول كيف إذن يتحقق الإيمان الجازم هكذا أنا الآن أفسر حالتي لكن قبل هذا لم أستطع التفسير إلا أنني في شك ثم يقين ثم شك لشهر هكذا كنت أفكر
أنا دخلت في الأول بشك مثلا بنسبة معينة ولكن بين الليل والنهار قد أشك أكثر فمن نسبة يتحول لشك فعلا وهو عدم الجزم بالشيئين لم أكن هكذا سابقا أنا مصدومة من نفسي أحاول الخروج من الصدمة بقولي أسأل الله أن يعذرني يوم القيامة لكنني أقول بعدها الله يعرف كل الحقائق أنا المخطئة وقد فتح باب توبة لكن صدمة أرى نفسي فقط أريد أن أموت على الإسلام وفي الوقت القريب بعدما كانت أحلامي كبيرة في الآخرة وكبيرة في الدنيا الآن لا أستطيع أن أطمح لشيء إلا الموت القريب وأنا مسلمة .. كنت سابقا لما يأتيني الشك أقول أنا مؤمنة وأكيد سأجد الجواب في الإسلام أما الآن فلا أدري كيف هكذا حدث لي منذ أشهر وبقيت لمدة شهر وأنا هكذا في شك وأبحث وأسعد لما أجد الجواب وقرات شبهة كانت صادمة بالنسبة لي فنويت نية سيئة في قلبي تعد كفرا (وقد قرأت أن نية الكفر كفر) إن كانت الشبهة صحيحة بالطريقة التي تخيلتها والعياذ بالله وتلك الطريقة التي تخيلتها قد حرمها الكثير من العلماء لكن ربما ليس الكل وقد تذكرت بعدها مباشرة أن نية الكفر كفر لكن قلت في نفسي لن أحزن لأنني أعلم أن حزني سيء
قلت سأذهب للنوم قليلا ثم أصلي بعدها الفرض وأنا ذاهبة للنوم قلت الآن هل أنا مسلمة أو ماذا فقلت لو مت الآن وأنا نائمة إلى أين أذهب ثم قلت سأتشهد قبل النوم ولو عندي شك (لا أدري هل خفت من النار مع شكي أن الإسلام دين صحيح بنسبة 100 بالمئة أو لأنني أتخذت حجة أنه لم يكن هناك نار لن أخسر شيء نسيت كيف فكرت ولكن لم أكن حزينة قلت حتى لو وقعت لن أحزن المهم أصل للحقيقة الكاملة في النهاية هكذا كنت أفكر) أليس هذا كفر والمشكل تساءلت وأنا مبتسمة وداخلي يضحك لا أدري تعجبا مما أنا فيه أو رضا بالكفر والعياذ بالله فلم أرد الحزن لأني وقعت في الكفر وأعلم أن حزني صعب وكأني رضيت وذهبت للنوم وقلت سأبحث بعدها خاصة كنت في الليل ومتعبة وكانت ربما آخر شبهة قررت أقرأها
كيف هذا سبحان الله أنا عادة أنظر للأمور بشمولية لا أدري ماذا حدث لتفكيري قبل أشهر صحيح كنت في حالة قلق من حالة البيت لكن تفكيري في العادة شمولي كيف أصبحت أنظر للتفاصيل وأقول هكذا ولكن مرات كان لي تفكير تحليلي وكما قرأت في موقع إسلامي في نية الكفر والعياذ بالله كفر أنا مصدومة حتى بعد هذه الأشهر فهمت أن لابد من الاستسلام لفكرة أن علم الإنسان محدود وأن الإيمان الجازم يتحقق بالاستسلام وهكذا ولكن أنا عادة كنت عندي هذه الأفكار قديما وكأنه حدث لي تشتت وعدم استجماع ونسيان أو لا أدري وحتى وأنا أكتب تأتيني أفكار من حقك الشك فأدفعها وأقول الله من يعطي الحق وأحاور نفسي وهكذا ليذهب ذلك الشعور والفكرة وأحس بسعادة لما أقول هكذا وكأن في حقي الشك أهرب من الحزن بفكرة هكذا وأفرح أليس هذا كفر؟؟
أيضا ما يحيرني لما أكون في يأس من نفسي أقول من نفسي لكن سمعت مرة بل هو يأس والعياذ بالله من رحمة الله علما أنني أعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء .. تأتيني فكرة ليس وسواس بل حديث نفس سيء عن الدين فأسعد لحظتها هروبا من ذلك اليأس وقد أبتسم فعلتها وكأني سعيدة ثم أحزن أليس هذا ذنب وقد قرأت أن أعمال القلوب نحاسب عليها ولو كانت خاطرة وعمل القلب هو عبارة عن نتيجة لأسباب مثلا في حالتي اتخذت أسباب الحزن واليأس فأتت خاطرة سيئة جدا جدا عن الدين وكلام سيء وفظيع جدا فسعدت بها هروبا من ذلك اليأس وكأني أعطيت الحجة لنفسي وهربت من يأسي ومن تحملي لمسؤوليتي بفكرة كفرية والسعادة والتبسم بها ثم أندم أو لما يأتيني كلام سيء لا أدفعه مباشرة وأقول هو من الشيطان لكن أقول ذلك وأنا مبتسمة سعيدة وكأنني لما أكون في يأس ويأتيني الكفر بطريقة سيئة جدا فأسعد به أليس هذا كفر؟ لم أفهم هذه النقطة في نفسي أهكذا يستغل الشيطان لحظة اليأس فيأتيني بكفر فظيع جدا وكلام سيء ففي لحظات قد أسعد بذلك الكلام وأبتسم ثم أندم وأعلم أن هذه من حيل الشيطان وكأنه أصبح والعياذ بالله يلعب بي هذه المشاعر معفو عنها أو نحاسب عنها إن لم أدفعها مباشرة وفرحت بها في لحظتها وابتسمت عمدا ومرات دون عمد
وتراودني خاصة أفكار سيئة ليلا أو عند النهوض من النوم أو بين النوم واليقظة وهنا أبتسم مرات يهجم على التبسم فأكمله عمدا ومرات ليس عمدا ومرات عمدا فرحا ورضا لما أكون في يأس وغضب والعياذ بالله مثلا أغضب على قدر الله ثم أتخيل فكرة سيئة عن الله ثم أحس بالسعادة والعياذ بالله من الفكرة وقد أبتسم أليس هذا كفر أرجوك اشرحي لي مايحدث لي.. الآن أحاول ضبط خواطري وأفكاري لأني بعد الشفاء من الوسواس القهري الأول لما يأتيني حديث نفس وليس وسواس قد أندمج معه على أساس معفو عنه لكن هذا خطأ في شخصيتي لأنه كثير عندي الآن أحاول ضبطه ... أنا قليلة البكاء أصبحت لا أتوقف عن البكاء أبدا وأنا عادة أحل مشاكلي وحدي الآن أحس بضعف شديد أحتاج لأشخاص يأخذون بيدي لبر الأمان.. من لم يعرف الحق ثم عرف الحق ودخل للإسلام ولكن من عرف الحق فابتعد فصدم من نفسه وأصبح يكره نفسه وليس له القدرة على تحمل نفسه أيوجد أسوء ممن عرف الحق ثم ابتعد
أرى نفسي اسوء البشر ولهذا كرهت نفسي وشخصيتي فعندي شخصية عنيدة من تأنيب ضمير لوسواس ليأس لحديث نفس لأخطاء أكبر والعياذ بالله لايوجد أكبر خطأ من الكفر وأنا قد وقعت في أكبر خطأ في وجه الأرض بعدما عرفت الحق .. ولما أقرأ الفتاوى الكل يتعوذ ويخاف من هذا الذنب حتى كثيروا الخطأ كيف أنا وقعت فيه أحس نفسي شريرة لو لم أكن كذلك لما وقعت وهذا يزيد الحمل علي.. هل تلك السعادة اللحظية عند الكفر كفر أو ذنب عظيم فالله حذر من اليأس لأنه يوقع في الكفر فهل هذا ما يحدث معي أنا في خواطري وأعمال القلوب؟
كيف أتوب الآن من كل هذا وأنا محطمة ومنهارة وفي بيت أصبحت لا أحبه ولي مسؤولية دراسة .. كيف أتوب مرات أقول حتى لو كنت أنا أسوأ بشر لكن أنا الآن تبت لكن مازالت الصدمة لما أرى الأشخاص حولي قد مثلا يؤخرون الصلاة قد يقولون عن قول عالم ما مثلا تشدد قد لا يلبسون الحجاب قد مثلا يخطؤون المهم أرى نفسي أولا اشرهم لأني وقعت في خطأ أكبر من أخطائهم بكثير وأحس بالخذلان من نفسي .. إن استطعت أجيبني ولو على هذه الرسالة فقط وإن استطعتي أجيبيني عن الأسئلة التي أمامهما علامة استفهام .. أتمنى أن أكون قد أوصلت شعوري مع الرسالة لأني فعلا أصبحت أتمنى شيء واحد وهو أن يختم لي بالشهادة وبالإسلام وأموت في أقرب وقت وأقول هل أنا لم أنتبه أنني بكل هذا السوء فمن حديث نفسي لوسواس لشك لاسترسال مع الوساوس لغضب والعياذ بالله
مثلا لما كانت تراودني أسئلة عن النار أغضب داخليا والعياذ بالله على الأقدار.. أسأل الله لكم الخير كما أنكم تساعدوننا في مشاكلنا
وأسأل الله أن يهديني ويثبتني على الدين وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
27/4/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "مريم"، وأهلًا وسهلًا بك على مجانين دائمًا
ما لفت نظري في رسالتك، ليس الأسئلة المتعلقة بوسواس الكفرية، والتي هي موحدة عند جميع المصابين بهذا الوسواس، والتي جوابها جميعًا: لم تكفري، ولن تكفري، وليست منك، ولست متعمدة، ولست مؤاخذة، ولا تحتاجين إلى توبة ولا إلى تشهد.. الذي لفت نظري: صدمتك البالغة بنفسك، رغم أن ما حصل معك ليس إراديًا وإنما هو مرض لا مؤاخذة عليه، يمكن أن يصيب أي شخص حتى العلماء والصالحين والأولياء، بل قد أصاب بعض الصحابة! وهذا يعكس نظرتك المثالية، والملائكية للبشر! الملائكة مخلوقات مختلفة تمامًا عن البشر، ولا يمكنك مطالبة الإنسان بما عليه الملائكة.
وإذا ألزمت الإنسان بمعايير مثالية، وصفات ملائكية، فإنك ستعيشين صدمات متتالية لا تنتهي لأن هذا "الإنسان" فاشل في تطبيق ما يجب عليه بنظرك!! الإنسان ضعيف، خطاء شاء أم أبى، ومهما جاهد لترك الذنوب، تجدينه يقع في شيء منها، صغيرة كانت تلك الذنوب أم كبيرة. ولك أن تتخيلي جميع أنواع الخطأ، ولا يستبعد عقلًا أن يقع أي إنسان في أي نوع من الخطأ
وباعتبار أن الإنسان هكذا، وليس من الملائكة المعصومين عن الذنوب، كانت مهمته هي التوبة بعد الوقوع في الذنب، وليست مهمته العصمة عن الذنوب، قال صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُون)).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ)).
إذن شاء الله تعالى أن يخلق مخلوقات معصومة عن الخطأ، مهمتها العبادة والتسبيح والدعاء، وهي الملائكة. وشاء أن يخلق مخلوقات تذنب، وتطيع، هكذا وهكذا... لديها صفات ملائكية، ولديها صفات شيطانية.. ولديها حرية اختيار.. هذه المخلوقات هي البشر... وعلى هذا الأساس عامليهم وعاملي نفسك، فلست إلا من البشر
لا تستغربي ولا تنصدمي إن رأيت إنسانًا يخطئ، سواء كنت أنت ذلك الخطاء، أم غيرك، لأن هذا شيء طبيعي لا يستدعي الصدمة...، وكل الذي يجب عليك أو على غيرك، هو الاستغفار والنهوض من جديد...، هو حزن على التقصير، وما ينبغي أن يكون "صدمة" و"مفاجأة" هذا ما يخص الذنوب الإرادية التي تقع من الإنسان بكامل اختياره.
أما وسواسك فليس هذا حكمه! كل ما يخطر ببالك من أفكار كفرية، وكل ردات فعلك من ضحك وابتسام، لا مؤاخذة عليه، ولا تكفرين بسببه، ولا تحتاجين إلى توبة. حتى الموسوس الذي يتلفظ بالكفر نتيجة وسواسه، لا يكفر، ولا يحتاج إلى توبة، ولا إلى تجديد إسلامه! لأن الوسواس يسلب الإرادة في الموضوع الذي يأتي فيه.
أرجو أن تكرري هذا الكلام على نفسك دائمًا، وكلما اشتد قلقك وخوفك أعيدي قراءته، أنت موسوسة، أنت غير محاسبة، تجاهلي كل ما يحصل معك إذ لا قيمة له... قاومي قدر المستطاع تكرار الأسئلة نفسها علينا لأنه عبارة عن طلب طمأنة، ولا تزيد الوسواس إلا سوءًا
أعانك الله وعافاك
ويتبع>>>: وساوس الكفرية: الشك وتأنيب الضمير م6