لطالما تعلمت واستفدت من هذه الصفحة، ولكم تغيرت نظرتي لكثير من الأمور بفضل الله أولا ثم بفضل إيقادكم شمعات الوعي والعلم على كل من يقرأ.
أساتذتي الكرام، هل لي بلحظات من وقتكم الثمين، وكلمات من نصحكم الحكيم. واعذروني مسبقًا إن لم تكن كلماتي منمقة واضحة بالشكل الكافي، فلطالما كان القلم متنفسًا لي كتابة ورسمًا.
لقد منّ الله جل شأنه علي بنعم وعطايا؛ غرفت من العلم فنلت بحمد لله شهادات (وليس شهادة)، حفظت القرآن كاملا، ويسر الله أن أتدارسه وأراجعه يوميًّا، قرأت كتبًا ونمت داخلي أحلامًا وأهدافًا، أشعر أن في داخلي قوة عظيمة، همة تعلو وتفتر.. أسعى لأشعلها تارة وأشعل همم من حولي.. تعلمت الكثير من تجارب الحياة، يسر الله لي عملاً في نفس المكان الذي كنت أحلم به، برغم أن لا خبرة ولا واسطة لي.. تعلمت كيف أطور نفسي مرة بعد مرة.. وكيف أكتشف مواطن السوء فيها، وكيف أتعلم من أخطائي.. أخفق كثيرًا.. أعترف بهذا، ولكن حسبي أن لي ربًا اسمه الكريم أكرمني وأعطاني ما أشاء وأكثر.. نعم وأكثر.. وليس المال هو ما أتحدث عنه، فقد كفاني ربي وستر علي.. فوالدي متوفى من بضع سنين فقط.. وبموته هبطت روحي ودموعي لقاع لم أدر اتساعه، أحاول أن أرفعها مرارًا، ما زلت أنجح تارة، وأخفق تارة.. وبرغم أني ما زلت أعاني ابتعاده.. فإنه ليس الموضوع الذي أريده هنا.
حياتي فيها الكثير، فلا أعرف نفسي إما في مقاعد الدراسة، ثم المنزل وظروف أهلي، وبين ذاك اشتركت هنا وهنا.. قسمت روحي في كل مكان لأعرف ما تريد، وأين تستطيع أن تبدع لقد نجح هذا بدرجة كبيرة.. وبين الحين والآخر أذهب لمحاضرات دينية وعلمية.. أعود للمنزل، ما زال هناك أعمال أخرى يجب تأديتها.. أريد أن أكون الفتاة المثالية في كل شيء، وكأني كنت في سباق وراء الآخر.. بل كنت في سباقات متعددة في الوقت ذاته.. أحشو رأسي ما استطعت.. لا أستطيع أن أقدم عملي سواء كان عبارة عن نشاط جامعي، أو فيما بعد في العمل الوظيفي.. أو في العمل الخيري.. أو في ما أعد نفسي لتحقيقه من أحلام وأهداف.. لا أستطيع أن أقدم كل هذا إلا بشكل أقرب للكمال والمثالية.. لقد كان لهذا فوائد وأثر جميل في كثير من الأحيان.. إلا في جانب واحد فقط.
فنظام عيشي جعلني في توتر دائم.. هذا التوتر أثر في كثيرًا.. فأول الأثر أني أصل في أحيانٍ أن أفرط في الطعام.. وها هو وزني يزيد قليلا عن الطبيعي.. وكما قلت سابقًا يوترني أن أبتعد قليلا عن المثالية.. يجب أن أعترف.. أنا لا أعرف للاسترخاء سبيلاً!! كل شيء يوترني.. حتى التجهيزات التي تسبق الزيارات العائلية.. تجهيز للرحلات.. للحفلات.. أي تنظيم وتجهيز لأي كان أصبح متوترة.. قبل تسليم الواجبات.. أيام الامتحانات أعيش أيامًا لا أنعم فيها بنوم، ولا أشعر فيها بطعم طعام، غير أني أفرط فيه.. لا أدري لماذا؟! ربما محاولة بائسة لصرف تفكيري عما أنا فيه.
عندما أعاني من درجات من التوتر العالية، أصبح لا أقوى جيدًا على التنظيم والتفكير والإبداع.. فأنا أعمل أحيانًا مصممة جرافيك، ما يجعلني أفشل تمامًا في التصميم إن كنت متوترة جدًا.. وإن طُلب مني كتابة كلمة ما لحفلة ختامية فإني لا أرقى بالمستوى الذي أرضى عنه (أنا أتحدث عن أيام الاختبارات، وإلا فعلاقتي بالقلم علاقة ود عميقة).. حتى أهلي يتعبون، ينتظرون متى تنتهي الدراسة لأني أنشر شارات التوتر في كل مكان.. حتى أني أتعمد الابتعاد عن الناس وعن مقابلتهم والحديث معهم بأي شكل في هذه الأيام الشديدة، ولكن من قال إني أنتهي من توتري يومًا!! في البداية يستغرق هذا أسبوعًا حتى أعود لإدراكي وانسجامي النفسي (إن صح التعبير) ولكن يبقى دائمًا مستوى ما من التوتر، يعلو ويهبط.. فأنا في حقيقة الأمر لا أرتاح كما يرتاح الناس!! في الأيام التي كنت ملتزمة فيه بعمل وظيفي يومي (وكنت معلمة للابتدائية) كان التوتر هو صاحبي وملازمي، حتى أني كنت أسمع تعليقات مثل (لماذا أنت مستعجلة دائمًا؟).. كنت دائمًا مشتتة الذهن.. متوترة.. لا أقوى على التركيز.
انضممت إلى نادي رياضي لأخفف من توتري.. ولألزم نفسي بتخصيص وقت لنفسي فقط، وكنت أعتبر ذلك من الأوليات برغم أنها ليست كذلك في نظر كثير من الناس.. لقد ساعدتني كثيرًا، وأصبحت أشعر أني جسمي يعمل بشكل أفضل من قبل.. ولكن ما زلت أعاني من توترات عنيفة أخفق في مواجهتها وتؤثر في حياتي كثيرًا.. لي أخ مقرب لي هو عكسي تمامًا أراه دائمًا هادئ البال، سكين النفس.. أصبحت أغبط الناس الذين يتمتعون بهذه الصفة.. وأسعى كثيرًا لأنال هذا السلام الداخلي الرائع.
أتساءل.. كيف أستطيع أن أكمل مشوار علمي وتعلمي وأنا بهذا الشكل؟! أظنني سأخسر الكثير! وكيف إن صار لي أولاد كيف أربيهم وأوجههم وأنا بهذا التوتر؟!
تساءلت يومًا هل من دواء يخفف ما بي؟ ولكني لا أحب الأدوية وأبتعد عنها ما استطعت، كما أني لا أريد دواءً يجعلني أسترخي كثيرًا.. فأنام!
هل هناك من نصائح تقدمونها لي لأتخلص مما أنا فيه؟!
وشكرًا جزيلا لكم.. وعذرا على الإطالة.
15/05/2023
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
استشارتك لا تخلو من الغموض. أولاً هناك شحة في البيانات ولا تذكر مستواك التعليمي وأين تدرس وماذا تعمل. ثم بعد ذلك هناك النصف الأول من الاستشارة التي تتطرق فيه إلى إبداعك وكفاحك وتقول بأنك حصلت على شهادات وليست شهادة واحدة، وأنك على مستوى رفيع من العلم والثقافة الدينية.
بعد ذلك يأتي النصف الثاني من الاستشارة وتشير فيه إلى توترك المستمر وارتباك المعلومات فيه أيضاً. بياناتك الأولية تشير إلى أنك ذكر ولكن تتحدث في نهاية الفقرة الخامسة كأنثى بأنك كنت ملتزمة بعمل وظيفي يومي وكنت معلمة للابتدائية. يستمر هذا الارتباك عند الحديث عن تعليقات الناس مثل "لماذا أنت مستعجلة دوماً"!!!.
التوتر الذي تتحدث عنه قد يكون طبيعياً ويحتاج فقط إلى تنظيم إيقاعك اليومي والالتزام بجدول يومي للفعاليات التعليمية والمهنية وعدم تكليف نفسك أكثر من وسعها.
من جهة أخرى قد يكون التوتر مصدره إصابتك باضطراب نفساني يحتاج إلى مراجعة طبيب نفساني لتقييم الحالة العقلية. في رسالتك لا يوجد سوى الإشارة إلى القلق وسعيك إلى إكمال مشوارك العلمي.
وفقك الله