السلام عليكم
تعليقًا على مشكلة : انتهاء الصلاحية ..... بين العنوسة والعادة السرية، لقد تأثرت بالرسالة وتعاطفت معها جدًّا؛ لأنني لدي نفس الظروف تقريبا، وأقيم في نفس الدولة ولا تتخيلي مدى ما تعانيه أي فتاة تتجاوز الثلاثين، فهي ما بين نظرات الشك إلى الإشفاق، وقد قرأت في موقعكم أو صفحتكم الكثير من هذه المشاكل، ولن أطيل عليكم في شرح ما نواجه من تعليقات، ولكن أحاول أن أعرض بعض الحلول لصاحبة المشكلة ومن في مثلها.
أولا: بالنسبة لمشكلة تأخر سن الزواج، نحن بعدنا عن شرع الله فحرمنا ما أحله الله، وأحللنا ما دونه، فلو فكر كل ولي أمر أن الله أحل الزواج بمن هو أكبر سنًّا، ومن هو أصغر، ومن هو مطلق، ومن هو أرمل، ومن هو متزوج من أخرى شرط العدل والمقدرة ومن هو ذو جنسية مختلفة، ومن هو فقير، ومن هو غني، ولكننا تركنا كل ما شرع الله لنا من الحلال لنضيق على أنفسنا الخناق، ونقول إذا كانت الفتاة لم تتزوج من قبل فيجب أن يكون هو كذلك ويجب أن يكون أكبر منها بقليل، ويجب أن يكون نفس المستوى التعليمي ونفس المستوى المادي، وكأنه شرع أو سنة، ونسينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج الكبيرة والصغيرة والأرملة والمطلقة ومن هي من بلد آخر ومن هي فقيرة ومن هي غنية، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، ولكن ينطبق علينا قول الله "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون". وأرجو من أولي الأمر وعلماء الدين وأئمة المساجد وأولياء الأمور الرحمة بشباب المسلمين والعودة إلى شرع الله.
ثانيًا: لكل فتاة عندها مشكلة العادة السرية هناك طريقة سحرية لحلها، وهي عادة ما تشعر الفتاة بالرغبة في فترة التبويض، وهي أفضل فترة خصوبة للسيدة، وهي في منتصف الشهر ما بين الحيضتين وتعرف بإفرازات بيضاء شفافة أو ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم يكاد لا يذكر، وبعض الفتيات تشعر بألم جانبي بسيط.
المهم في هذه الفترة ما عليك إلا نظرية "هد الحيل"، وهي أنك في هذه الفترة لا تحاولي أن تكوني في فراغ أو راحة، فحاولي أن ترهقي نفسك في أي عمل أو زيارات خاصة أو أعمال منزلية حيث لا تنفردي بنفسك أبدا، ولا تنهي يومك إلا وأنت مرهقة إلى أقصى درجة بحيث تنامين على الفور، وعندما ينتابك هذه الرغبة عليك بالآتي:
الدعاء بشكل متكرر "اللهم اقسم لي من خشيتك ما يحول بيني وبين معصيتك" يوميا وبكثرة، وبعد كل صلاة عليك بذِكْر قول "الله ناظري الله معي" بشكل متكرر، الصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأي صيغة، وكلما كانت صيغة صغيرة وقصيرة كان هذا أفضل بشكل متكرر.
والتفسير الديني لهذا هو أن الشيطان لن يتركك تذكرين كثيرا فسيكون أفضل له أن يأتي لك بالنوم بسرعة حتى لا تستفيدي من الذكر، والتفسير العلمي هو أنك ستقومين بشغل بؤرة التفكير في المخ بأسلوب متكرر بقول سيساعدك على التغلب على الرغبة فهي في الأساس من المخ؛ ولذلك تقومين بتدريب المخ على التخلص بأن ينشغل بشيء آخر، ومع نظرية "هد الحيل" ستفقدين هذه الرغبة.
ملحوظة هامة لكل البنات: عليكن بالابتعاد عن البنطلونات الضيقة حتى لو كانت تحت العباءة فهي جيدة في الملابس تحت العباءة، ولكنها تسبب استثارة للفتاه فاستبدليها (بجيب) أو بنطلون واسع ذي حجر واسع، وأيضا ثبت علميا مؤخرا أنها تسبب بعض المشاكل في الرحم والمبايض في حاله ارتدائها بصفة مستمرة، وبخاصة في أثناء الدورة.
ثالثا: بصفة خاصة للأخت صاحبة الرسالة لي تجربة شخصية في هذا الأمر، الحياة ليست رجلا فقط بل الحياة أكبر من ذلك بكثير؛ فأنا أعمل وأدرس دراسات عليا ولي نشاطات في جمعيات نسائية وأزور الملاجئ بصفة دائمة دورية، وأحفظ القرآن، وأحضر دروس الفقه.
كل هذا يا سيدتي أكسبني شبكة من العلاقات الاجتماعية والأصدقاء من السيدات والبنات وأيضا بعض الرجال، هذه العلاقات جيدة جدا وملتزمة حتى إني أحتاج في اليوم الواحد بدلا من 24 ساعة إلى 34 ساعة أو بدلا 7 أيام في الأسبوع إلى 10 أيام في الأسبوع.
أعلم أن هذا لا يعوض إحساسك بالوحدة، وأن لمسة يد من رجل حنون أو ابتسامة طفل بين يديك أكثر من ذلك، ولكن هل نبكي ونحبس أنفسنا؟ أم نعيش ونخدم مجتمعنا؟ والله إن ما أقوله ليس كلاما فلسفيا.
ولكن عليك أن تذكري أنك لو لم تجدي الزوج الصالح في الدنيا فهو في انتظارك في الآخرة بجوار نهر من أنهار الجنة، أجمل من أجمل رجل رأيتِه، وأطهر من أطهر رجل عاشرتِه، وأنقى من أنقى رجل عرفتِه؛ فهو لن يكون به عيب، إذا نحن انتظرنا كثيرا فلننتظر قليلا لنقابله، وما علينا الآن إلا أن نعمل لكي نراه فنقول بهذا الدعاء "اللهم أرضنا بما قسمته لنا".
وعلينا بخدمة مجتمعنا وإنشاء حياة خاصة تملأ علينا الحياة، وتشعرنا بمحبة الناس لنا، فوالله ليس هناك أجمل من كلمة "ماما" تسمعينها من طفل من أطفال الملاجئ يحتاج إلى هذه الكلمة، وأنت تحتاجين إلى سماعها ولو تأخرت عليهم بعض الشيء فلا تعرفين كم يكونون متشوقين إليك وفي انتظارك فرحين بأقل القليل من اللعب أو الحلوى أو قصة تقرئينها معهم، وما أجمل زيارة الفقراء ومحاولة مساعدتهم، وأن تسمعي كلمة "ربنا يسترك"، أو "ربنا لا يحوجك لأحد"، وأنت عند بابهم وليس شرط ذلك أن تكون هذه أموالك، ولكن هناك من يريد دفع زكاته أو صدقته ولا يعرف أين يدفعها؟ وما أجمل أن تقومي أنت بهذا الدور! وتكونين ممن قال عنهم الرسول الكريم "الدال على الخير كفاعله".
فيا أختي، الحياة ليست رجلا بل هي أكبر من ذلك بكثير، وقد خلفنا الله في أرضه ليس من أجل أن ننجب فقط، ولكن لكي نعمرها بكل صور التعمير بما نستطيع أن نفعله، المهم أنا من نفس بلدك، ولكي يكون كلامي صحيحا فأنا أرجو من المشرفين على الموقع إرسال العنوان البريدي الخاص بي لك لكي تحاولي الاتصال بي عليه، وسوف أتركه في الرسالة أيضا، لكن أرجو حذفه عند نشر الرسالة، وأنا في انتظار رسالة منك فلا تحرمينني من صداقتك وحتى نبدأ برنامجا فعليا ليس لقتل الوقت ولكن لإحيائه؛ فأنت لو بدأت المشوار نحو الله وعمل الخير للمجتمع لن تتوقفي؛ فمجتمعنا يا سيدتي مليء بالمشاكل والاحتياجات سوف تأخذ كل وقتك، فهلمي معي للنشاطات الصيفية مع الأطفال في الجمعيات الخيرية أو لمتابعة محو أمية النساء في مجتمعنا، فوالله إن هناك من لا تعرف كيف تتوضأ أو تصلي، وتحتاج إليك ونحن سوف نُسأل عنها يوم القيامة تعالى لكي تعلميهن كيف يمسكن المصحف ويحفظن القران ويذكرن الله، ولك في كل حرف يقرأنه حسنة.
وأخيرا لك وللمشرفين على الموقع كل سلام وتقدير، ولا تنسوني من دعائكم، وأنا في انتظار رسالتك ورسالة أي أخت من بلدي تتمنى العمل الاجتماعي؛
فأرجو من المشرفين على الموقع إرسال بريدي الإلكتروني لها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
18/7/2023
رد المستشار
الإخوة الأفاضل، أصدقاء وقراء استشارات مجانين، وصلتنا هذه المشاركة من إحدى الأخوات تعليقا على رسالة أختنا صاحبه مشكلة: انتهاء الصلاحية .....بين العنوسة والعادة السرية، ولا نخفي عليكم مقدار سعادتنا بأي مشاركة منكم لأنها تشعرنا بفضل الله علينا أن جعلنا ملاذا لكل محتاج، وأن جعل أصدقاء صفحتنا هذه كالشبكة الداعمة بعضهم لبعض، أو جعلهم كالجسد الواحد، مصداقا لقول حبيبنا ورسولنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
وجمال هذه المشاركة ينبع من أنها نتاج خبرة عملية وتجربة واقعية لتؤكد على ما نردده دائما من أن ضغط شهوات الجسد قد يجد له متنفسا من خلال الأنشطة النافعة الهادفة التي تشغل الذهن قبل الوقت، وأن هذه الشهوات لا تتضخم وتسيطر على الإنسان إلا إذا ترك نفسه خاوية تصبح كالبيت الخرب الذي يصير مأوى ومرتعا للحشرات والحيوانات الضارة.
أختي الفاضلة، جميل منك أيضا أن تطلبي التواصل مع الأخت صاحبة المشكلة لتصبحا صديقتين في الواقع بعد أن تواصلتم عبر الإنترنت، ولتتعاونا معا في تقديم يد المساعدة لكل محتاج؛ جعل الله ذلك في ميزان حسناتكما وأجزل لكما العطاء؛ مع الأخذ في الاعتبار ضرورة أن لا تكتفوا بتعليم الصغار والكبار أمور العبادة، ولكن واجبنا يقتضي أن نعلمهم أيضا أمور دنياهم؛ لأن الإسلام كما نظّم أمور العبادة نظّم أمور الدنيا، علموهم تذوق الجمال في كل ما حولهم، وعلموهم الأخلاق وفنون المعاملة، علموهم القدرة على التكسب بدلا من انتظار الإحسان؛ لأن "اليد العليا خير من اليد السفلى".
وقد يكون من الأفضل التركيز على قضية أو فئة معينة حتى يتسنى لكم تجويد العمل وتطويره ووضع أهداف نهائية ومرحلية ووسائل للوصول إلى هذه الأهداف؛ فالحركة ليست الهدف، ولكن الهدف الأسمى أن نغير شيئا ما في مجتمعاتنا، وأن نحقق معنى الاستخلاف في الأرض.
الأخت الكريمة، أحب أن ألفت انتباهك إلى ضرورة التجويد في مجال دراستك وتخصصك المهني، فلا يكفي الحصول على شهادة، ولكن هدفنا تحقيق مفهوم الجودة في الأداء، والاطلاع المستمر على معطيات العلم ومستحدثاته عن طريق الإنترنت وحضور المؤتمرات العلمية والدورات التدريبية،
مع جزيل شكري لك لأنك أثلجت صدورنا بمشاركتك، ونتمنى أن تكوني معنا دائما.
ويتبع >>>>>>>: انتهاء الصلاحية..... بين العنوسة والعادة السرية