أنا شاب في العشرينيات خاطب وأعمل بالخارج، ومشكلتي أن والدي إنسان سلبي وغير اجتماعي أبدا، ويصعب التعامل معه ووالدتي كثيرة كلام ومن كثر كلامه كثر أخطائه ولا يؤمنان بالواجب أو العادات.
المشكلة أن هذه الصفات قد أثرت على علاقتهم بخطيبتي التي تركتني بسبب تصرفات والداي تجاهها بعد الخطبة وأنا مسافر، لا أريد أن أدخل بالتفاصيل لأن اللوم الأكبر على والدي فهم لم يحترموها أمام أهلها الذين غضبوا ولم يرتاحوا لتعامل أهلي مع ابنتهم ومعهم.
الآن هذا طبع والداي مع كل الناس ومع خطيبتي السابقة أو غيرها فلماذا أخسر من أحب بسببهم والنتيجة النهائية أنني لو تزوجت من أي فتاة هذا ما سيحصل، في أثناء المشاكل أنا كنت مسافرًا وعندما عدت تفاجأت بردة فعل خطيبتي برغم أنها أخبرتني أن علاقتنا مهددة بسبب والداي.
ولم أفعل شيئا لأنني أعرف طبع أهلي، ولامتني خطيبتي أنني لم أتحمل مسؤولية الدفاع عن العلاقة ولم أفعل شيء وأنها غير مقتنعة بأن الإنسان الواعي صاحب الحق المتعلم لا يمكن أن يفعل شيء إذا أراده وأصر عليه.. هل أنا ملام؟ وماذا يمكن أن أفعل؟
قد وعدتها أن أهلي لن يؤثروا على حياتنا ولكنها لم تقتنع. أنا متمسك بهذه الفتاة وأحبها وتحبني ونحن على درجة عالية من التفاهم والاتفاق وهي من عائلة محترمة ومتعلمة.
أنا مسافر الآن وأفكر بما حدث وأريد العودة لها، ولكني لا أعرف كيف أتصرف مع أهلي فهم العائق فطباعهم عنيدة ولا يعترفون بخطئهم أو تصحيح أخطائهم
علما أنهم أحبوا الفتاة كثيرا حتى قبل الخطبة، وأعجبوا بأهلها ولكنهم لا يحسنون التصرف!!
19/3/2024
رد المستشار
ذكرتني سطورك بالآية "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى" وأيضا "ولا تزر وازرة وزر أخرى" هذه معاني يجب على فتاتك وأهلها أن يعملوا بها ويفرقوا بين شخصيتك وأسلوبك وخياراتك في الحياة وبين والديك الذين لا تملك منهما فرارا كما لا يمكنك التنكر لهما.
الأجدر بمن تختارها لتكون رفيقة حياتك أن تعينك على ما فيها من مصاعب حتى وإن كانوا والديك طالما ستكون لكما استقلالية في المعيشة عنهما.
أرى أن جل ما تستطيعه هو توضيح موقفك لأصهارك وتعويض ما يفترض بوالديك القيام به من التزامات وشكليات اجتماعية لا تصب في عصب الحياة الحقيقية، ولكنها مزيد من القيود نفرضها للأسف على أنفسنا وكأن القيود الحقيقة غير كافية.
سعيك لبناء حياة خاصة بك يتطلب شريكة متفهمة وعلى من تحبها وتحرص عليها أن تبادلك الاهتمام والتقدير فلا تكلفك ما لا سلطة لك عليه وما لا طاقة لك به ومن منا يملك سلطة على والديه أو يطيق غضبهم في الدنيا والآخرة فإن اختلفنا معهم تجب لهم علينا الصحبة بالمعروف لا التنكر والتنصل.
حاول معها ومع والديها فإن كانوا متعلمين كما تقول أتوقع منهم أن يتقبلوا اختلافك عن أهلك وعدم مسؤوليتك عما يصدر عنهم فإن لم يفعلوا يثبتوا بذلك أنهم لا يقلون عندا عن والديك الذين قد يشفع لهم عدم التعليم أو قصور الخبرات، وتحتاج لإعادة التفكير في صحة اختيارك سواء للفتاة أو أهلها.
إن لم تكن عزيزي فتاتك قادرة على الفصل بينك وبين والديك قد لا تكون الخيار المناسب لك فالاحتكاك سيزيد بعد الزواج، وستهرب منك السعادة بعيدا أن وجدت نفسك بين مطرقة زوجك وسندان أهلك، قد لا تجد من تنسجم مع أهلك ومعك ولكن يجب على الأقل أن تتقبل اختلافهم وتحترمه، حاول معها مرة أخرى وأخيرة دون شعور بالذنب فالإنسان الواعي المتعلم يستوعب الإشارات ومدلولاتها.
ويتبع>>>>>>: خطيبتي تهدد.. القصة برواية الخطيبة