وساوس دينية ووساوس أخرى غريبة
السلام عليكم بتمنى دكتورة رفيف أو دكتور وائل يردوا علي، في البداية أنا كنت مش ملتزمة يعني بصلي أحيانا وأحيانا لا بسمع أغاني وقتي ضايع وهكذا ومن فترة تقريبا بداية دخولي الجامعة قررت ألتزم وآخد بداية جديدة مع ربنا وبدأت فعلا أحاول أظبط الصلاة ملتزمتش مية في المية بس بحاول ديما والحمد لله بدأت أنتظم ورجعت أحفظ القرآن حافظت على الأوراد وهكذا حاولت أقلل الأغاني ودخلت في معهد للدكتور حازم شومان معهد ديني للناس المقبلة على الالتزام وفعلا شعرت بلذة الإيمان اتمنيت ساعتها أنى أموت وأنا في الحالة دى
المشكلة بدأت من تانى يوم رمضان كنت قبلها محضرة جدول عبادة لرمضان وفجأة في ليلة ٢ رمضان بعد مصليت التراويح راودتني فكرة غريبة قلبت حياتي الفكرة محتواها أنها بتشككني في صحة إسلامي وليس الإسلام يعني كأنها بتقولي إن أنا منافقه أو ارتديت عن الإسلام ومسكت في دماغي ومسبتنيش وقعدت طول الليل أعيط لكون فعلا منافقة وارتديت وقعدت أتشاهد.. واستمرت الفكرة لأسبوع وأنا بعاني بسببها ومن ساعتها مانزلتش الكلية بسبب الضيق اللي أنا فيه
بعدها جتلي أفكار على هيئة شبهات تشكيكية في الدين وكل ماخلص من سؤال يجيلي سؤال أغرب وقعدت أثبت لنفسي صحة الإسلام وإن الأفكار دى مش صح .. وبعدها لمده ٣ أيام جتلى فكرة سب وحشه جدا كنت هتخنق بسببها لكنها الحمد لله راحت بعد ٣ أيام وبعدها جات المصيبة الأكبر وهي وسواس وجود الله وأنا بتعذب وفي حالة من الهلع والقلق والتوهان والنفاق بسبب اللي بيحصلي على الرغم ماسبتش الصلاة ولا الصيام .. وراحت الحمد لله وبعدها كان رمضان مقرب يخلص وفضل معايا فكرتين هما التشكيك في الدين وفي وجود الله سبحانه وتعالى
وليلة العيد ماقدرتش أروح أصلي العيد وكنت حاسة بالغربة والتوهان ما بين الإيمان الظاهري والإلحاد الداخلي مبقتش عارفة نفسي وكنت كل يوم ببحث بشكل غريب عن وسواس العقيدة رغم أن بحثت عنه وعرفت كل حاجة بس كل يوم لازم أبحث معرفش بستفاد إيه .. بعد العيد بأسبوع جالي وسواس العذرية وفضل يومين وراحت الفكرة وبعدها وسواس مرض أن يكون عندي سرطان الغدة الدرقية وفضلت أبحث على النت عن الأعراض والفحوصات وكل شوية أفحص رقبتي. وبقيت كارهة البيت ومش عايزة أقعد مع أهلي لأن أنا مش مؤمنة زيهم ومينفعش آكل معاهم ولا أشوف صحابي ولا الكلية
بعدها الأفكار فعلا قلت وكأنها شبهة راحت وبدأت أرجع لطبيعتي وحياتي العادية وفي إحساس جوايا إن كل ما أفرح بحاجة يقولي بتفرحي ليه وأنتي واحدة مش عارفة أنتي مؤمنة ولا لا برجع أحزن تاني.. وأنا حاليا لا حاسة بقلق حتى وبقول كدا خلاص رجعت لطبيعتي وبقول يبقى مش وسواس دا شك مني ولازم أتصرف أنا حاليا مش حاسة بقلق ولا حزن هو شوية توهان معرفش أتصرف إزاى وأعمل إيه أروح لدكتور؟؟ أنا تعبت بجد من النفاق اللي عايشة فيه معرفش ربنا لما أقابله هقابله إزاي بالأفكار الوحشة اللي جوايا دي وآسفة على الإطالة بس بجد أنا حياتى اتقلبت وممكن أحسد أي حد قدامي على حياته العادية وإيمانه القوي لما بشوف أختي اللي في الحضانة وهي بتصلي بتقهر من جوايا.
أرشدوني أنا داخلة على امتحانات عملي لا بذاكر ولا بعمل أي حاجة وأنا في كلية طبية وحاسة مستقبلي راح ومعنتش بفكر أصلا بمستقبلي
ولا فارق معايا أنجح ولا لا وأنا واحدة منافقة مع نفسها.
12/5/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "آيات"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك
هناك أشياء ينبغي أن تعرفيها جيدًا:
1-ابتداء الوسوسة الدينية في بداية الالتزام أمر معروف بين الموسوسين، منهم من يوسوس في العقيدة والإيمان، ومنهم في الطهارات، ومنهم في الصلاة، وغير ذلك... ربما لأن الدين بدأ يصبح مهمًا بالنسبة لهم، والوسواس عادة يأتي في الأشياء التي لها أهمية عند الموسوس.
2-من طبيعة الوسواس أنه يشتد تارة، ويخف تارة أخرى، فإذا مررت بفترة ذهب فيها الوسواس أو خف، فهذا لا يعني أنك لم تكوني موسوسة فيما مضى، وإنما يعني أن أعراض مرض الوسواس تنطبق عليك حرفيًا
3-الملحد والمنافق، لا يهتم لما يجري في ذهنه من أفكار كفرية، فهو مقتنع بها ويفكر فيها بإرادته، ويقطعها وينهيها بإرادته، ويترك العبادات جملة وتفصيلًا دون خوف، ولا يهمه أن يعود إلى الإسلام مرة أخرى بتشهد واغتسال.
أما الموسوس فهو يخاف من الأفكار، ويبقى مثابرًا على العبادات، ويتشهد ويغتسل مرارًا... وواضح أن المثابرة على الطاعات تتناقض تمامًا مع كون الإنسان كافر بمن أمر بالعبادة، وتنسجم تمامًا مع أعراض الوسواس، وكون الموسوس مؤمن، ويتصرف بمقتضى إيمانه، لكنه لا يستطيع طرد الأفكار، ولا يستطيع الإحساس بالإيمان، مهما حاول البحث في داخله، بل لا يزيده البحث إلا شكًا وحيرةً وضياعًا.
4-إذن أنت موسوسة بامتياز، والموسوس يسقط عنه التكليف في موضوع وسوسته، وإذا كنت موسوسة في أنك غير مؤمنة (مع تنوع أشكال الوسواس من سب إلى تشكيك، إلى سجود لغير الله... المهم أن المآل واحد: أنت غير مؤمنة)
أقول: إذا كنت موسوسة بأنك غير مؤمنة، فلا تكلفين بأحكام نواقض الإيمان، وتبقين معدودة مع المؤمنين الصادقين مهما جاءك من أفكار تجديفية وتشكيكية، ولا تكفرين حتى لو نطقت بكلمات تعد من الكفر؛ بعبارة أخرى: أنت محصنة ضد الكفر.
5-ما عليك أن تفعليه هو الذهاب إلى الطبيب فورًا، قبل تفاقم الوسواس وتمكنه منك، وتجاهل هذه الأفكار وعدم الخوف منها، فهي لا تضرك في شيء.
تابعي حياتك بشكل طبيعي ولا تحزني، فالشيطان يسره أن يحزن المؤمن، قال تعالى: ((إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)) [المجادلة:10]
وفقك الله
ويتبع>>>: وسواس الشك وصحة الإيمان: من حزن لأحزان! م