مشكلتي أنني كثير التخطيط ولكن قليل التنفيذ. كلما بدت لي فكرة أعجبتني أتحمس لها تحمسًا شديدًا، لكن الحماس يتبدد شيئًا فشيئًا مع مرور الأيام. أقرأ كثيرًا ولكني لا أكمل في الغالب ما أقرأه، بل أقرأ فقط ما يحلو لي. تنقصني الجرأة على الاستمرارية بشكل مخيف.
ومما يزيد الطين بلة أن طبيعة العمل في شركتي تتطلب أن أقوم بتنفيذ مهام معينة في مدة محدودة طبقًا للمشروع، ثم البدء في مشروع آخر قد لا يكون له أي وجه صلة مع المشروع الآخر أو مع الخبرات المكتسبة من المشروع السابق.
وهذا للأسف منتشر جدًا وخاصة في الشركات الصغيرة.
أشعر أن طريقي غير واضح وهو ما تلاحظه عليّ زوجتي
13/05/2023
رد المستشار
مشكلة الأسئلة المختصرة، والأعراض العامة، أي دون ذكر حوادث وتفاصيل أنها تفتح عالمًا واسعًا من الاحتمالات، وتكون الإجابة صعبة، وغير محددة أو غير جامعة أو مركزة، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أننا نتعامل مع نصوص نراها أمامنا مكتوبة محدودة دون أي تواصل مباشر نعرف من خلاله -نقدّر عبْره- حجم المشكلة.
خذ مثلاً قِلّة الحماس، وضعف القدرة على الاستمرارية، فهذان عارضان يمكن أن يكونا من طباعك الشخصية "طيلة عمرك"، ويمكن أن يكونا مستجدّين عليك، يمكن أن يكونا مصاحبين لأعراض أخرى تتكامل لتكون حالة اكتئابية مثلاً!!، أو يكونا مجرد سأم عادي يرد على الإنسان من آنٍ لآخر، ويحتاج معه إلى إنعاش نفسه، والترويح عن روحه. تقول لا أقرأ إلا ما يحلو لي.. فهل تريد أن تقرأ ما يحلو لي أنا مثلاً؟!!.
نحن ـ كأطباء نفسانيين ـ لا نتدخل لنقول: إن هناك علة نفسية ما، إلا حين تحدث إعاقة في محور من محور الحياة مثل: العمل ـ الزواج ـ العلاقات الاجتماعية، أما مجرد شعور الإنسان بعدم راحته من أخطاء أو طباع يتصف بها فنميل إلى نصح صاحب الشكوى بأن يقبل نفسه كما هي، طالما كانت في إطار التنوع الطبيعي بين البشر، هذا التنوع الذي لا يعرف نمطاً محدداً وثابتاً لتحقيق الإنجاز، أو شكلاً محدداً للتميز، بل يفهم الاختلافات بين البشر، ويستمتع بها، ويستفيد منها، ويعيش في إطارها مختلفاً عن الآخرين، كما يختلف كل واحد فيهم عن أخيه في أشياء. تبقى مسألة الجرأة على الاستمرارية، ولعلك تعني الإرادة "وإرادة الاستمرار" تتحقق إذا كان الإنسان يحب ما يعمله "من البداية"، وتتحقق بالدأب والتدريب على المواصلة، وحبس النفس عن الملل، ومكافأتها على تحقيق الخطوات المتدرجة نحو الهدف "خطوة خطوة"، وتأتي بتحويل الخطة الشاملة إلى خطوات متدرجة ومتكاملة، و"تأتي بضبط الحماس والتطلعات بضابط العقل والقدرات".
إنك يا أخي تعمل، وناجح في عملك، ومتزوج، والحمد لله، ولا تشكو من زوجتك فهل تطمح إلى أشياء بعينها أم ماذا؟!!
من يكتب لنا تفاصيل أكثر يحظى بإجابة أدق وأعمق. ودمت لنا .. والسلام.
واقرأ على مجانين:
اضطرابات وجدانية: دَوْرّوِيَّة المزاج Cyclothymia
علاج الكمالية السريرية
علاج التردد