هل عدم تقبلي لشريك الحياة سبب كافي للانفصال؟
أنا أقدمت على الزواج بكامل إرادتي لعدة أسباب لكني لم أستطع تقبل زوجي من ناحية الشكل ومن ناحية الشخصية، وقد مر على زواجي منه حتى الآن خمسة أشهر تقريبا، لكني لازلت أتخبط وأشعر أني سوف أجن.
الأسباب التي دفعتني للزواج هي: مشاكل عائلية وسببها أختي المطلقة فهي جعلت البيت يعيش في حالة توتر ولم يسلم أحد منها ومن ضمنهم والداي، شعوري الشديد بالوحدة وإدراكي أنني أحتاج رجل في حياتي يساندني ويسليني وأشعر بمشاعر الحب تجاهه، إصابة والدي بالمرض الخبيث وخوفي الشديد من فقدانه هو ووالدتي من ثم أن أضيع ولا أحد يهتم بي خصوصا أنني غير موظفة فمستقبلي غيرآمن، الرغبة بالسفر إلى الخارج لأن السفر كان غير مسموح لي ما لم أتزوج، الرغبة بأن أستقل وأحصل على بيت وحدي وأفعل فيه ما يحلو لي. أيضا إصابتي بمخاوف تتعلق بالاعتماد على النفس ومواجهة العالم الخارجي كنت أريد أحدا معي يساندني وبالإضافة إلى أسباب الزواج الأخرى المتعارف عليها.
زوجي ليس سيئا إلى هذا الحد، لكن جميع صفات شخصيته لا تعجبني هذا لا يعني أنها سيئة لكني لا أستسيغها، أفكارنا مختلفة وهو لايفهمني لذلك توقفت عن مشاركته مما يجعلني أشعر بوحدة شديدة وكأن لدي شخصيتان، شخصية أمامه وشخصية لا يعرفها ولا يهتم بمعرفتها. النقاش والصراحة معه لا تفيد والطريقة الأمثل للتعامل معه هي بالكيد والخبث والتصنع لكني لا أجيد ذلك فأنا إنسانة صريحة للحد الذي يورطني في بعض الأحيان، شديد الغيرة علي وأفكاره شرقية وغير مرن في تقبل الآراء الأخرى، اهتماماتنا جميعها تختلف تماما، لا يوجد شيء بيننا مشترك. عنيد جدا ولا يتقبل رأيي. أشعر أنه إنسان سطحي أو بالأحرى عادي جدا لا يوجد فيه أي شيء يجذبني. شكله لا يعجبني أبدا، لا يوجد أي شيء في وجهه أستطيع تقبله، خصوصا أنني على قدر من الجمال كما قيل لي ودائما حينما أنظر إليه أقول في نفسي لماذا رضيت به إن كنت لا أتقبله إلى هذا الحد، حتى حين يقترب مني ويقبلني أقبله مجاملة مني فقط ولا أشعر بشيء إلا ما ندر جدا، لذلك أنا لم أستطع أن أحبه لكني كذبت وأخبرته أني أحبه عندما ضغط علي في فترة عقد القران.
لكن لا أنكر أن هناك صفات جيدة مثل أنه كريم، يستطيع تأمين أسرته ماديا، وظيفته ممتازة براتب مرتفع، يحبني كما يقول، عندما أعامله بلطف فإنه يعاملني بالمثل، عائلته لطيفين جدا وارتحت معهم كثيرا، يوفر لي جميع احتياجاتي في المنزل.. وهذا ما يشعرني بالذنب، أشعر أنه يستحق زوجة تقدره وتحبه وليس أنا، أشعر أنني أظلمه معي وأني مخادعة وأرى أني الشخص السام في العلاقة، لكني لم أستطع تقبله سأجن والله، حتى طريقة حديثه لا أتقبلها وأشعر بالذنب في كل مرة. لم أستطع أن أنسجم معه وهذا كله نتج عنه اختلافات وسوء فهم كثير بيننا.
وبالمناسبة أنا أعاني من الاكتئاب منذ أكثر من ٥ سنوات لكن لم تتاح لي الفرصة لأن أتعالج إلا بعد أن تزوجت وصلت حينها للحد الذي طفح كيلي فقررت أن آخذ كورس علاجي وبدأت بأخذ سيبرالكس ولي الآن أكثر من شهرين لكني لا أشعر بتحسن يذكر، وبالمناسبة زوجي لا يعلم باكتئابي ولو أخبرته لن يتفهم.. ومن قبل أن أتزوج لدي أفكار انتحار، لكن الآن زادت أو بالأصح أشعر أن لدي سبب مقنع للانتحار وهو أنني فشلت في اختياري لشريك الحياة، والانفصال سيكون أمر صعب خصوصا في مجتمعنا وخصوصا أنني لا أود أن أعود للمنزل وإلى تلك الكآبة التي عشتها سنوات طويلة .. غير أن ذلك سيمزق قلب والداي لأن لديهم ما يكفيهم من المشاكل والهموم.
لا أعرف ماذا أفعل أشعر أني بين نارين، وأخشى أن أتخذ قرار وأندم. وكل مرة أحقد على نفسي كوني أكملت هذه الزيجة وقد كان بإمكاني أن أرفض في فترة عقد القران لكني أكملت وجعلت هذا الزوج يدفع أموال كثيرة لأجلي وسأدمر فرحة الكثير لزواجي وأهمهم أمي وأبي وسأخيب آمال الجميع فيني أولهم أنا.
أرجوكم .. أصبحت أرى الانتحار هو الحل النهائي ..
لكني لا أريد إحزان أمي وأبي
21/5/2023
رد المستشار
صديقتي
يمكننا أن ننظر لموضوعك من وجهات نظر متعددة ولكن الطريق الوحيد للحل الحقيقي هو الصدق التام.
لقد تزوجت من هذا الرجل لكي تشبعي رغباتك والتي أحدها هي مسألة عدم مواجهة أختك التي ترهب الجميع.. تقولين أيضا أنه يعاملك معاملة طيبة عندما تعاملينه معاملة طيبة.. يغدق عليك ويوفي احتياجاتك.. الشيء الذي لم تفعليه إلى الآن هو محاولة فهمه حقيقية.. هو مختلف عنك لأسباب كثيرة في نشأته لن يغيرها إلا إذا أراد عن طريق الفهم الصحيح أنه يجب عليه تغييرها من أجل نفسه وليس من أجلك.. لن يحدث هذا وأنت متذمرة من الاختلاف.. إن كنت أكثر ثقافة ومرونة وتقبل للأفكار من زوجك فعليك تقبله كما هو ومساعدته على الفهم والثقافة والتغيير.. لن يحدث هذا بالنقاش والإقناع والتذمر وليس بالخبث والكيد أيضا .. سيحدث هذا بالحب أو على الأقل المحبة والمودة .. هو إنسان طيب ولم يصدر منه ما يجعلك تكرهينه.. ساعديه لكي يغلق معك فجوة التوافق بالمحبة والمودة.
إن لم تكن لك إرادة حقيقية في تحويل زواجك إلى العلاقة التي تريدينها ولو بقدر بسيط في البداية (وبصبر شديد)، فعليك بالبدء فورا في فعل ما يمكنك فعله لكي تعتمدي على نفسك ماديا وتتركي هذا الرجل لكي يبحث عن سعادته مع أخرى تحبه وتريده زوجا وشريكا للحياة .. أتمنى ألا يكون هناك أطفال لأن وجودهم سوف يعقد المسألة قليلا.
من حيث أفكار الانتحار، فلا شك أن مواجهة أي شيء مؤلم في الحياة أوقع بكثير من الانتحار .. الإقدام على الانتحار قد يؤدي إلى عذاب أبدي في الآخرة .. ما هو هذا الشيء أو هذه الأشياء التي تجعلنا نهرب من عذاب مؤقت إلى عذاب أبدي .. كل ما في هذه الحياة مؤقت .. استمتعي بما لديك من وقت قصير في هذه الحياة بقدر المستطاع .. افعلى ما سوف يجعلك فخورة بنفسك .. ليس في رأي الآخرين أو المجتمع ولكن في رأيك أنت داخليا .. كوني صادقة مع نفسك ومع الله.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب