وسواس الكفر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هناك أمر أظن أنه وسواس، الآن كما هو معلوم يجب على كل مسلم أن يفعل ما أمر الله به ويجتنب ما نهى عنه، لكن قد يقع المسلم في معصية وأثناء المعصية، مثلا سماع الأغاني، يأتي شخص ليزعجك، فتغضب منه وتسبه مثلا، ولكن إزعاجه لك قد يكون من الدين، لأنه يمنعك من فعل محرم وهو سماع الأغاني، وأنت غضبت عليه، وسببته لأنه منعك من فعل المحرم، ومَنْعُ الآخرين من فعل الحرام يعتبر من الدين، فإذا أنت سببته لفعله، الذي هو جزء من الدين، فيرجع السب إلى الدين نفسه.
هل يجب أن أكون حذرا ممن أغضب عليه،
وأتأكد قبل أن أغضب عليه أن فعله ليس من الدين؟
22/5/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "أحمد قرطباكو" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
الإجابة على سؤالك لا ... لا يجب أن تكون حذرا وأن تتأكد قبل أن تغضب أن فعل من تغضب تجاهه ليس من الدين! أما لماذا لا يجب؟ فلأنك مريض بوسواس الكفرية القهري وهذا يجعلك تتهم نفسك بالكفر فيما لا كفر فيه.
الأهم من ذلك وما أخشى منه عليك حقا هو ذلك التفكير الثنائي البغيض الذي يتسم بالتطرف والإقصاء فالأشياء (المتحدثة أو القديمة) إما أن تكون حراما أو حلالا وهي ليست كذلك، وإنما مسألة خلافية قيل فيها أنها حرام وقيل أنها مكروهة وقيل أنها جائزة... وأفضل ما قيل فيها (الموسيقى والأغاني والفنون بشكل عام) هو حسنه حسن وقبيحه قبيح.
معنى كلامي هو أن من الموسيقى ومن الأغاني ما يسمو بالنفس ويهذب الأخلاق وهذا حلال، ومنها ما يفعل عكس ذلك فيكون مكروها أو محرما... التفكير الذي يضع الأشياء والمفاهيم في تدرج بين أقصى الحلال وأقصى الحرام وما بينهما ما هو أقرب للحلال وما هو أقرب للحرام وما هو مشتبه هذا التفكير الضام أصلح للحياة من التفكير القطبي أو الثنائي وأنت بدأتنا بتحريم ما لم يتفق على تحريمه ثم تعمقت في تحليلك للغضب واحترت في عزوه هل كان الغضب موجها للدين أم للشخص وهذه في ذاتها علامة من علامات الوسوسة، لأن الإنسان الطبيعي سيدرك ببساطة أن غضبه كان تجاه الشخص الذي لم يفعل أكثر من أن ذكره بما يعرفه.
وأود قبل أن أنهي ردي عليك أن أذكرك بالاستغفار وأن الله تعالى غفور رحيم، وليتك تكون أكثر عطفا وإنسانية مع نفسك فتذنب وتستغفر خاصة في الذنوب المختلف عليها، لعلك إن تدربت على هذا تنفع نفسك وتصبح أقرب من ربك.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعنا بالتطورات.
ويتبع>>>: وسواس الكفرية والمعصية الخلافية هل من علاقة؟ م