المبطلات والنجاسة: وسواس الريح والإفرازات! م1
رد على قولكم
أنا أرسلت لكم استشارة وكان هذا ردكم (وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "شهد" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك، بارك الله بك يا ابنتي... أما الريح، فإن الموسوس بخروج الريح لا ينتقض وضوؤه حتى لو خرج الريح منه فعلًا، فالموسوس غير مكلف في موضوع وسواسه. تجاهلي ما يخرج منك، وتابعي صلاتك حتى لو شعرت بخروج شيء، حتى لو سمعت صوتًا، ووضوؤك صحيح وصلاتك صحيحة.
وأما المفرزات، فالبيضاء منها والصفراء هي مفرزات نسائية طبيعية طاهرة. والشفافة إذا كانت بعد شهوة بسيطة فهي مذي نجس ينقض الوضوء، وإذا لم تسبقه شهوة فلا نستطيع الحكم بكونه مذيًا.
إذن هذه المفرزات التي تسألين عنها ليست منيًا، ولا توجب الغسل.
على أن جميع ما يخرج من مفرزات نسائية أو مذي ينقض الوضوء ما لم يصبح وسواسًا، فإذا أصبح وسواسًا صار حكمه كوسواس الريح، لا ينقض الوضوء حتى لو خرج فعلًا.
عافاك الله، ولا تتأخري في الذهاب إلى الطبيب، فالوسواس في الصغر لا تحمد عقباه إذا لم يتم علاجه سريعًا)
ولكن أنا أسأل هل هذه الإفرازات التي تخرج كثيرا تنقض وضوئي لأنه يخرج كثيرا وأوقات عديدة ولو انقض وضوئي سأتوضأ كثيراً وقد تنزل أثناء الصلاة،
فهل أعيد الصلاة أم لا؟
3/6/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى بركاته يا "شهد" وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى
يمكنك بداية من أجل زيادة طول فترة الجفاف التي لا تنزل فيها المفرزات، أن تستعيني عند الاستنجاء بالمناديل الورقية وبرأس الإصبع لتنظيف أول المهبل من المفرزات (ما لم تكوني صائمة)، فإن لم تنفع هذه الطريقة، فإن المفرزات النسائية عندما تكثر لها ثلاثة أحوال:
1-أن يكون نزول المفرزات مستمرًا بحيث لا تجدين وقتًا للوضوء والصلاة دون أن ينزل شيء. ففي هذه الحالة أنت دائمة حدث، تتوضئين عند دخول وقت الصلاة، ويبقى وضوؤك صحيحًا إلى دخول الوقت الثاني. وعند الاضطرار يمكنك تقليد المذهب المالكي، حيث لا يجب عليك الوضوء لكل صلاة، وإنما تتصرفين بشكل طبيعي جدًا وكأنك لا تعانين من شيء.
2-أن يكثر نزول المفرزات، بحيث تجدين وقتًا للوضوء والصلاة، أو على أقل تقدير ربما تتوضئين، وينزل أثناء الصلاة شيء، فإذا أعدت الوضوء والصلاة لم ينزل شيء، فهنا أنت كسائر النساء، إذا نزل شيء انتقض وضوؤك.
وعند الاضطرار أو زيادة المشقة، يمكنك تقليد قول الإمام أبي حنيفة بأن المفرزات النسائية طاهرة ولا تنقض الوضوء. هذا القول غير مفتًى به في مذهب الحنفية، والفتوى على قول صاحبيه بأن المفرزات نجسة وتوجب الوضوء؛ يعني إذا أحد سألك ما حكم هذه المفرزات عند الحنفية؟ تقولين (نجسة وتوجب الوضوء)، ولكن يجوز العمل بقول الإمام أبي حنيفة، لأنه عالم مجتهد يجوز تقليده.
3-أن يتحول الأمر إلى وسواس، بحيث تشعرين دائمًا بنزول شيء، فإذا فتشت، مرة تجدين شيئًا ومرة أو مرات لا تجدين، ومع هذا تشعرين دائمًا بأن الوضوء انتقض، فتعيدين الوضوء والصلاة مرارًا وتكرارًا، وتمضين وقتًا طويلًا في الحمام والوضوء... هناك نقول: إن وضوءك باقٍ ولم ينتقض مهما أحسست ومهما شعرت... وتتابعين صلاتك بشكل طبيعي.
بل إن غير الموسوسة، إذا كانت عادتها أنها عندما تشعر بنزول شيء، أحيانًا يكون شعورها صادقًا وأحيانًا كاذبًا، فإن وضوءها لا ينتقض حتى إن أحست بالمفرزات تخرج، ولا يجب عليها التفتيش للتأكد في كل مرة.
عافاك الله وأبعد المشقة عنك
ويتبع>>>: المبطلات والنجاسة: وسواس الريح والإفرازات! م3