السلام عليكم
أنا فتاة في العشرين.. تعرف علي شاب في الجامعة على مستوى عال من التربية والأدب، وقامت بيننا علاقة حب لكن في إطار الاحترام والمحافظة على تقاليد ديننا. ولكن بعد ارتباطنا بعام ونصف تطورت العلاقة بيننا، بدأت بلمسة ثم قُبل. وهذا حصل 3 مرات، والآن أنا وهو ندمنا على ما حصل وقررنا أن نتوب إلى الله، والحمد الله أننا الآن محترمان.
لكن المشكلة أنني أخاف عقاب الله، وأريد أن أرضي ربي بأي طريقة، وقلت لحبيبي إنني أريد الانفصال عنه لكي نرضي ربنا، ولو كان لنا نصيب فسوف يعيدنا الله لبعض، ولكن بطريقة شرعية وهي الزواج. وهو لم يوافق على رغبتي هذه، ودائما يقسم لي أنه يحبني حبا حقيقيا ويريد أن نكون مع بعضنا وفي نفس الوقت نراعي ربنا في تصرفاتنا. والمشكلة الآن أنني أريد التوبة وأن أرضي ربي بأي طريقة، وأخاف عقابه. ولقد أقسمت على المصحف أني مستحيل أن أعمل "كده تاني".
والسؤال هنا: هل أنفصل عن حبيبي نهائيا؛ لأنه كان سبب المعصية؟ أم أنا وحبيبي نرجع لبعضنا وفى نفس الوقت نتقي ونراعي ربنا؟ وهل هذا يرضي ربنا عني؟ أم ماذا أفعل؟
أرجو أن تفيدوني بحل.. وجزاكم الله كل خير.
ملحوظة: أخلاقي أنا وحبيبي محترمة جدا، وكان من المستحيل أن نفكر في أن نفعل هذا الخطأ،
ولكن كان "غصب عنا".. والله العظيم ده مش من طبعنا أبدا.
27/07/2023
رد المستشار
أهلا بك بنيتي وتاب الله عليك وحفظك من أهواء النفس وغواية الشيطان. من شروط التوبة الندم وهو حاصل لديك، ومن شروطها الابتعاد عن ما يؤدي إليها وهو ما لن يتحقق في حال استمرت العلاقة والتفاعل بينك وبين زميلك.
الحاجات التي دفعتكم لهذا السلوك رغم أخلاقكم وتدينكم ما زالت موجودة وما هو بعض الوقت حتى تعود هذه الحاجات لتطغى عليكم وتدفعكم لنقطة أبعد. هذا حديث المنطق والعقل وبناء عليه اتخذي القرار الذي ترينه مناسبا، فوحدك صاحبة الحق في اتخاذ قرار في ارتباطك مع هذا الشخص لأنك وحدك من ستتحملين تبعاته في الدنيا والآخرة، هو سيتحمل معك تبعات قراركما في الآخرة، ولكن في الدنيا ستحملينه وحدك، فكري جيدا قبل اتخاذ القرار.
تقوم الحياة على سنن الله في الكون، ومن هذه السنن انجذاب الرجال والنساء إلى العلاقات الحسية، ولهذا كان الزواج أيضا من سنن الله لأنه الطريق القويم للتعامل مع هذا الانجذاب. أترين بسيطة هي الأمور، ولكن نحن من نعقد الحياة بمحاولة الالتفاف حول السنن الكونية فنستخدم أوصاف مثل الصداقة والزمالة والحب والارتباط وغيرها، ولا علاقة بين فتاة ورجل إلا علاقة دم كأب أو شقيق أو علاقة مقبولة شرعيا واجتماعيا وهي الزواج. ومن السنن أيضا أن يختار الإنسان الوقوف على أرض صلبة لأنه يعلم أن الوقوف على أرض رخوة أو حافة يهدد حياته. في العادة يتبع الإنسان عقله فيختار الأرض الصلبة، ولكن البعض يختار اللهو على الحافة، قد ينجو ولكن غالبا سيسقط، فماذا تختارين لنفسك.
إياك وخداع نفسك فالحق والصواب واضح، تاب الله عليك وعلينا ورزق شباب المسلمين وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
واقرئي أيضًا:
علاقة غير شرعية ومشاعر ذنب!
تجاوزات فترة الخطبة وضغوط الأهل المادية!
أخطاء الماضي تسيطر على تفكيري!
أخطأت وتائبة كيف أتزوج وأنا كذلك؟