السلام عليكم
أنا طالب طب وأعاني وأعالج من الوسواس القهري ووسواس الذنب في أمور عدة من فترة... كنت مرة مع أحد أقربائي في زيارة لطبيب وأخبرت السكرتير أني في كلية الطب لأدخل مبكرا قبل دوري الحقيقي وقد دخلت فعلا قبل دوري الحقيقي رغم أني كنت لا أستسيغ هذا الفعل عندما أخبرت السكرتير، ولكن فعلتها وندمت
وقد أتى في عقلي عند إخبار السكرتير أو بعد إخباره سيناريوهات سيئة عن الأحداث التي قد تحدث بسبب أخذي دور غيري ورغم ذلك دخلت في غير دوري... وسبب ندمي أنني فكرت أنه قد يموت أحد الأشخاص الذين لم يدخلوا في دورهم الذي أخذته فقد تكون حالتهم الصحية سيئة... وبذلك أكون قد تسببت في موت أحدهم حيث إنه لم يدخل في دوره... ويكون ذلك كأني قتلته... وأنه لو كان تم الكشف عليه مبكرا لكان ذلك سيزيد في عمره أو سيجعل صحته أفضل لأن التوقيت كان سيحدث فرقا... كان هناك أكثر من امرأة كبيرة في السن في العيادة... فما الحل؟
مع العلم أنني كلما فعلت شيئا أو قلت شيئا أظنه غير صحيح أو حرام شرعا... أجلس مفكرا كيف أكفر عن هذا الذنب أو كيف أصحح خطأي حتى إني أدقق في المعلومات وأراعي الصواب والخطأ بشكل كبير.
وأنا أخاف من الذنوب والأفعال وأنها قد تدخلني النار... أنا آسف للإطالة، فما الحل لمشكلتي؟
وهل ما أفكر فيه هذا منطقي أو واقعي؟
9/6/2023
رد المستشار
الابن المتصفح الفاضل "Ahmed" حياك الله يا ولدي وأهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
الحقيقة أن سطور إفادتك وصفت وصفا نماذجيا لاضطراب الوسواس القهري عرْض وسواس الذنب التعمق القهري "و.ذ.ت.ق"،
تعرف نفسك قائلا (طالب طب وأعاني وأعالج من الوسواس القهري ووسواس الذنب في أمور عدة من فترة)، بداية أتمنى ألا تكون نسيت ذكر الاكتئاب، وسمة الكمالية، فأما الأول فلأنه الاضطراب الأكثر مواكبة للوسواس القهري، وأما الكمالية السريرية فلأن وجودها سيجعل رحلة العلاج ربما أكثر مشقة.
كما أنك تهدينا مثلا جيدا لشرح الذنب الإيثاري (المتعلق بإيثار النفس على آخر) وكيف يحوله الموسوس إلى ذنب أخلاقي (كأنك قتلت الآخر)، في حين أن الغالبية العظمى من الأطباء وطلاب الطب يفعلون ما فعلت لا فقط لأنفسهم، بل لأهلهم ولأصدقائهم ولجيرانهم كذلك فيقدمون أدوارهم على أدوار غيرهم في الكشف الطبي يحدث ذلك في المنشآت الطبية العامة والخاصة ولا أحد منهم يشعر بالذنب، بل وإن نبهته لوجود ذنب لرآه ذنبا صغيرا مبررا بحالته أو حالة ذويه وربما حتى لا يستغفر! أين أنت من هذا؟
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.