السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أشكركم وأرجو أن يتسع صدركم لمشكلتي الكبيرة.. أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، بدأت مشكلتي منذ 6 أشهر عندما تعرفت على فتاة -كان توجد معرفة سابقة من الأهل- في "نت كافيه" أعمل به، وأعجبت بها لاحترامها في ملابسها وشكلها، واتفقت معها على أن نتقابل، فوافقت وعندما خرجنا قالت لي: أود أن أعترف لك أني كنت مرتبطة ارتباطا دام 5 سنوات، ولكن الشخص الذي كنت مرتبطة به لم يكن على قدر المسؤولية.
وعرفت منها أنها كانت تحبه، لكنها الآن أصبحت تكرهه؛ لأنه كان قد لعب بها وتقدم لخطبتها، وأثر عليها لكي يتزوج منها عرفيا، وبالفعل استطاع أن يسيطر عليها ويتزوجها عرفيا.. فعرفت إيميل هذا الشاب عن طريق الصدفة؛ فكلمته على الإنترنت فوجدته إنسانا لا يحمل أي نوع من الإنسانية أو الاحترام؛ فقال لي إنه كان زوجها بعقد عرفي، وعندما عرفت ذلك كرهت نفسي وكرهت الدنيا؛ لأنني بدأت أتعلق بها، وقال لي: إنها كانت تذهب معه إلى شقته، وقال لي: "أنا كنت مثل زوجها، ولكنها ما زالت عذراء".
وعندما واجهتها قالت لي: فعلا أنا غلطانة، وأنا أترك لك قرارك، إما أن تكمل معي أو لا تكمل، فقررت أن أكمل معها؛ لأنها كانت بدأت تصلي وتحفظ قرآن مثلما قلت لها، ولكن المشكلة الكبرى أنني أخطأت وفعلت معها مثلما كان يفعل الشاب معها، وذلك عندما وجدنا أنفسنا بمفردنا في المنزل، ولكن بعدما حدث ذلك كرهت نفسي، وقلت: لماذا أنا وهي نفعل ذلك؟ حيث لم تكن تتوقع مني أن أقوم بهذا الفعل معها.
قررنا ألا نتقابل مرة ثانية؛ لأني بدأت أحس أني أحبها وهي تحبني، وأنا كنت فعلا أحبها، فلا يجب علي أن أرضى بذلك لأنه فعل لا يمت للدين أو الأخلاق بصلة.. وهي تقول لي دائما: يجب أن يقوي كل منا الآخر في إيمانه، ويجب أن ننسى كل ما فات، وتقول لي: أي شيء تراه في أخلاقي غير صحيح عليك أن تغيره، والمشكلة أنني دخلني الشك، وهو شيء رهيب.. ماذا أفعل فيه؟ إنه يقول لي دائما (الشك): أتأتمن هذه البنت على بيتك فيما بعد؟
أرجو إفادتي، فأنا أحبها وأخاف أن أظلمها؛ لأنها بالفعل تغيرت كثيرا وندمت كثيرا، وأهلي يحبونها لأدبها وأخلاقها،
ولكم جزيل الشكر والتقدير والاحترام.
12/6/2023
رد المستشار
الابن العزيز "النمر المعذب" أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين، وشكرا على ثقتك.
قرأت إفادتك مرتين، وفي الثالثة قرأتها على مستشارة زميلة وانتبهت في تلك القراءة الثالثة إلى ما أعتبره أهم معنى أو مفهوم يسيطر على قطاع كبير من الشباب وهو مع الأسف مفهوم مبتور أتدري ما هو؟ إن الإيمان في مثل عمركما هو أن تنجح في كبت غريزتك الجنسية! وسأشرح لك:
هذه الفتاة التي تحبها وبعد أن حدث بينك وبينها شيء من المداعبة الجنسية –ما دون الإيلاج- المتوقعة بين أي شاب وفتاة في عمركما وظروفكما عندما يختليان ببعضهما وبينهما ما بينكما من القرب الروحي والميل القلبي، تقول لك: (دائما يجب أن يقوي كل منا الآخر في إيمانه) فرغم أن الصحيح فعلا هو أن يقوي كل منكما الآخر في إيمانه –وهو مع الأسف غالبا لا يحدث إذا وضعتما نفسيكما في ظروف الخلوة المنهي عنها – فليس صحيحا أن تختلي بها أصلا والأمر لا يقتصر على الخلوة بمعناها الحرفي المادي فقد أصبح لها خاصة في عصرنا الحالي شكلا معنويا أخطر من خلال الهاتف والإنترنت والمحمول وربما ما هو أكثر في السنوات القادمة، ولا أجد أروع تفصيلا في شرح حدود التعامل الصحيح بين الجنسين من ما قالته الدكتورة فيروز عمر في ردها: الخلوة المعنوية بين الجنسين فاقرأها.
وأعود بك إلى ما كنت أحاول شرحه لك، أن على كلٍّ منكما أن يقوي إيمان الآخر والإيمان يعني أن تنجحا في كبت الغريزة، فالمعنى للأسف مبتور لأن المقصود هنا وما لا تدرون به مثلكم مثل ملايين في نفس المرحلة السنية هو أن الإيمان يعني أن يكبت كل منكما غريزته أو ألا نمارس الجنس قبل الزواج! واختزال الإيمان والتقوى والورع في هذا فقط مأساة حقيقية.
فكثير من شبابنا يضيعون أزهى سنوات حياتهم في محاربة الرغبة الجنسية ويعتقدون أنهم بهذا نجحوا وحصلوا على 100% إيمان مع الأسف!، فرغم أن ممارسة الجنس دون زواج أمر محرم وعلينا ألا نضع أنفسنا في الظروف التي تهيئ للوقوع في مثل هذه الممارسة المحرمة، إلا أن الاكتفاء بهذا إيمانا لا يكفي ولا يصح!، فالإيمان أعمق بكثير من هذا ولا يتنافى مع ممارسة الجنس وهو ككل سلوك آدمي يمكن أن يخطئ ابن آدم فيه ومقبولٌ أن يتوب فيغفر الله له، ويصلح حاله.
تقول إن مشكلتك بدأت منذ ستة أشهر أي بدأت منذ بدأت تشعر بالميل تجاه تلك الفتاة واستمرت المشكلة معك، ومن الواضح أن الشك أزعجك وعذبك منذ البداية، ولا أحسب أن بريد ذلك الشخص الإليكتروني قد عرف بالصدفة لكنني مضطر لتصديقك، والفيصل في أمر الشك وتأثيره المحتمل على حياتك هو طبيعتك أنت فإذا كنت ميالا إلى الشك، وإذا أنت لم تكن مستعدا بالفعل لنسيان ما كان برغم أنها لم تكن أكثر من مخطئة أذنبت وتابت وأصلحت- أو لم تكن قادرا على ذلك فإن الاستمرار في هذه العلاقة سيزيدك عذابا ولا أنصح به؛ لأن الأمر لا يقتصر عند حد معاناةٍ بينك وبين نفسك، وغالبا ما يكون مرشحا في بعض أنواع الشخصيات أو تحت تأثير بعض حوادث الحياة إلى الغيرة المرضية وصولا إلى وهام الخيانة الزوجية: وسواس أو وهام الغيرة!. وما أخشاه هو أن تخشى ظلمها الآن بتركها فتظلم نفسك ثم تكتشف أنك أخرت ظلمك لها لأجل ظلم أكبر بعد الزواج، ولعل السؤال المهم جدا هنا هو: هل الشك عابر أم مقيم؟ شكك فيها أقصد!
أما إن كنت واثقا في قدرتك المستقبلية أو مستعدا للنسيان فإنني أنصح أولا بأن تكون واضحا معها وتخبرها بوساوسك أو شكوكك تلك؛ لأن من حقها عليك أن تخبرها بما تعاني منه أنت الآن وما تخشى أن تعاني منه معها مستقبلا، فمثلما اعتبرت أن من حقك عليها أن تخبرك هي بكل ما كان بدليل أنك اعتبرتها أخطأت عندما لم تخبرك بتفاصيل علاقتها بذلك الشاب رغم أنه كان يكفيك أن تعرف أنه تزوجها عرفيا ولم يدخل بها، وأن علاقتهما دامت خمس سنوات، وأنه في الأصل دخل بيتها من بابه خاطبا...، وحاول خداعها كما بينت!
فما حدث بعد ذلك هو أنك عندما وضعت نفسك في موضع المتتبع والفاحص المدقق لما حدث بينهما وللأسف في أسوأ موقف وهو أن تسأل من كان على علاقة سابقة بفتاتك عنها رغم ما أخبرتك هي به عنه وعن سلوكه! عندما فعلت ذلك عدت عليها باللوم بناء على ما عرفته منه واعتبرته جديدا!
ورغم ذلك فإن البنت سامحتك وتركت لك الخيار في أن تبقي عليها أو تنهي ارتباطكما! وهذا معناه أنها تريدك وراضية بما تراه، وأنت تقول إنها تابت وأصلحت وأنت وغيرك يعرفونها بأدبها وأخلاقها، ماذا عن الاستخارة؟ وماذا عن الاستعانة برأي طبيب نفساني متخصص يقيم الموقف بعد أن رآك وعرفك،
أتمنى أن يوفقك الله وتابعنا بأخبارك.