أحلام اليقظة الجنسية
أشكركم على هذا الموقع الرائع وعلى خدمة الاستشارات المجانية، استفدت كثيرا من المقالات، أنا فتاة في السنة الأولى للجامعة وكليتي عملية، أنا شخصية جادة، متدينة ومتفوقة، وعلى قدر من الجمال.
أنا أرفض العلاقات مع الأولاد لمعرفتي أنها خطأ وخطيرة في هذه السن، لكن مشكلتي هي أنني أسرح كثيرا بخيالي وأتخيل نفسي مع ولد، ليس من بين من أعرفهم معي في الجامعة، بل ربما لا أستطيع تحديد ملامحه دائما، هي مشاعر وأفكار أكثر منها صور، والمشكلة هي أنني أشعر أنني أفعل شيئا محرما وهذا يحزنني كثيرا ويشعرني بالضعف وقلة الأدب.
هل من طريقة للتخلص من هذا النوع من الأحلام؟
أشكركم مقدما وجزاكم الله كل خير
13/6/2023
رد المستشار
إذا لم يراود الفتاة هذا النوع من أحلام اليقظة في سن التاسعة عشر فتُرى متى يراودها إذن؟ ذه الأحلام أمرٌ طبيعي وصحي في مثل هذه السن، حيث يتولد الميل الفطري نحو الجنس الآخر، وتكتمل أنوثة الفتاة، وينشط قلبها ووجدانها، وتتزايد الحاجة والرغبة لهذا النوع من الحب الذي لا يعوضه أي نوع آخر أو يحل محله.
ولعل أحلام اليقظة هذه نعمة من الله تعالى نشكره عليها كثيرًا، حيث إنها وسيلة من وسائل "التنفيس" عن هذه الطاقة الوجدانية المتأججة وصورة من صور "التعويض" المؤقت عن هذا الاحتياج إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً، ويأتي الفارس الموعود!
ولكن هذه الأحلام في الحقيقة لها ضوابط عليك أن تدركيها حتى لا تتحول هذه النعمة إلى نقمة، وحتى لا يصبح ضررها أكبر من نفعها. ولعلي أوجز هذه الضوابط في النقاط التالية:
1- لا للمقاومة.. نعم للترشيد والترويض:
لا تكبتي هذه الخيالات وهذه المشاعر، ولكن في نفس الوقت لا تستسلمي لها استسلامًا تامًا بحيث تشغل ذهنك وقتًا أطول من اللازم، وتؤدي لتشتيت تفكيرك أو تؤثر على تركيزك في المذاكرة وقدرتك على التحصيل مثلاً.. ضعيها في إطارها الصحي دون إفراط، ودون أن تؤثر سلبا على حياتك. أنا أعلم أن هذا يحتاج لمقاومة شديدة في البداية، ولكن سيصبح أكثر سهولة مع الوقت.. استعيني بالله تعالى.. اقرئي بعض آيات من القرآن.. صلي ركعتين لله.. استعيذي بالله من الشيطان الرجيم.. وأكرر: لا للمقاومة.. نعم للترويض والترشيد.
2- لا تخلطي بين هذه الأحلام وبين الواقع.. وحاولي ألا تُسقطي هذه الأحلام على شخص محدد في الواقع، فلا يسوقك هذا الخيال مثلاً إلى قصة حب، ولا يورّطك في علاقة!
3- حاولي استثمار طاقتك الذهنية والوجدانية في أنشطة متعددة، فالدنيا واسعة يا ابنتي، وهي أكبر مما تتخيلين، أكبر من مجرد فتى وفتاة وحب وجنس! فتعرفي على الدنيا الواسعة، وتخيري من أنشطتها وقضاياها ما يناسبك.. ولعلك تطلعين على مشكلة سابقة بعنوان: " إحياء الرغبات الضامرة.. وتحويل الشعار إلى عمل"، أعتقد أن بها ما يكمل لك المشهد.
4- اجعلي هذه الأحلام -في المستقبل- تُثري علاقتك الزوجية ولا تضرها.. فإذا حاولت -عندما تتزوجين بإذن الله- أن تضعي كل خبراتك الخيالية في علاقتك بزوجك، فهذا مفيد جدًّا، ولكن إذا تصورت أن الزواج مجرد حب ولمسات وقبلات فقد حكمت على العلاقة بالفشل؛ لأن الزواج أيضًا جدية ومسؤولية وحياة كاملة.
أريد أن أقول: إن هذا الخيال من الممكن أن ينفعك في علاقتك بزوجك إذا أحسنت توظيفه في ضوء فهم صحيح للزواج.
كلمة أخيرة أقولها لك ولكل أصدقائي:
وسائل الإعلام أصبحت مكتظة بكل وسائل الإثارة الوجدانية والجنسية بشكل فاق كل الحدود، سواء من خلال أغاني الفيديو كليب أو الإعلانات أو الأفلام.. إلخ.
أنا أعلم أن تجنب هذه المثيرات ربما يكون مستحيلاً، ولكن على الأقل يجب عدم الإكثار من التعرض لها واستعذاب بضاعتها والاستسلام لها.
وأخيرا.. أدعوك لقراءة الاستشارات التالية:
أحلام اليقظة أحلى من اليقظة
أحلام اليقظة المفرطة وعواقبها
أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
تقول الفتاة: تخيلات جنسية؟ أم استرجازٌ بالتخيل؟
وأهلا بك معنا دائما فتابعينا.
ويتبع >>>>>>: أحلام اليقظة لا للمقاومة .. نعم للترشيد م