السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تزوجت بزوجي قبل شهرين على وجه التحديد، اختياري تم دون اقتناع تام به، إلا أن إقناع الأهل كان أقوى مني؛ لذا تزوجت به، كنت أظن أنه بإمكاني التأقلم معه، لكن هذا لم يحصل، إذ إني كنت أعرف أنه إنسان ضعيف الشخصية، ولكن لم أنتبه إلى هذه النقطة ولم أعرها أي اهتمام.
بعد الزواج بقينا عدة أيام، ولكنه لم يعرني أي اهتمام باعتباري زوجته، وهكذا بدأت المشاكل، إذ إني بدأت لا أطيقه، وبعدها قام بطردي من البيت لمدة أسبوعين، عندها بدأت أكرهه وقررت ألا أرجع إليه، إلا أن أباه أتى إلينا وقال إن ابنه لم يطردني، وبعد محاولات رجعت إلى البيت.
بقيت أسبوعا لم ألحظ خلاله أي تقدم سوى أن أقدم له الطعام، ففررت هاربة، والأمر الذي أزعجني جدا، هو أن أهله لم يصدقوا بأن ابنهم غير قادر على ممارسة الحياة الزوجية، وقاموا بتكذيبي حتى هذا اليوم، لذا بدأت أنا بطلب الطلاق، وقلت بأني لن أعود إليه، إذ إنه من البداية ليست لديه شخصية، وغير قادر على المسؤولية. هل الطلاق هذا غير جائز لأني أنا التي أطلبه أرجو المساعدة؟
أرجو أن تساعدونني في حل المشكلة، أنا أشعر أنه ليس الإنسان الذي بإمكاني العيش معه، وقد جربت ذلك فأرى أن الطلاق هو الوسيلة الوحيدة لحل هذه المشكلة، أرجو منكم المساعدة.
13/6/2023
رد المستشار
صديقتي العزيزة..
كيف تطلبين المساعدة وقد ختمت رسالتك بأن الطلاق هو الوسيلة الوحيدة التي ترينها لحل المشكلة؟
هل تريدين منا منحك الضوء الأخضر لتنفيذ قرارك فتقنعي من حولك أنه ليس رأيك أنت؟ وهل هذا السبب جعلك تختصرين مشكلتك التي تريدين بها أخذ قرار مصيري إلى تلك السطور التي لا تحوي أي تفاصيل عن شخصية زوجك الضعيفة، وطبيعة العلاقة الخاصة بينكما وجوانب أخرى كثيرة عنه وعنك حتى تستطيع أن نقول حقا لا سبيل إلا الطلاق.
هل أشعرتِه بحبك واهتمامك فرفضه أم تنتظرين أن يبدأ هو؟ لم توضحي الكثير ولكنني أشعر أن عدم اقتناعك به منذ البداية وقبولك له تحت ضغط الأهل هو السبب الرئيسي في مشكلتك وهو الذي يقف حاجزا بينك وبينه يمنعك أن تري جوانب الخير فيه.
أختي الحبيبة، لقد أصبحت الآن رغبة العروسة في زوجها وموافقتها عليه أمرا هاما وسهلا، وليس كما كان قديما، وإن كانت بعض البلدان ما زالت بالفعل تتجاهل رأي البنت وتضغط عليها ضغطا شديدا، وأظن أن أهلك لم يقوموا بإجبارك على الزواج، هم فقط حاولوا إقناعك ولكنه لم يكن قويا، وأنا أسألك لماذا لم تصري على الرفض أو إطالة المدة التي تتيح لك التعرف عليه والاقتناع التام به منذ البداية؟
وسامحيني في هذا السؤال.. هل كانت لك علاقة بشاب قبل الزواج كنت تتمنى الزواج منه ولم يحدث هذا لأي سبب وما زال قلبك متعلقا به؟ ربما تكون أسئلتي غريبة ولكني فقط أبحث معك ومع القراء الدوافع التي تؤدي إلى إنهاء الزواج سريعا في الشهور الأولى والتي للأسف بدأت نسبتها تزيد في عالمنا العربي، ولا أظن أن السبب من وراء ارتفاع تلك النسبة هو فقط عدم اقتناع الفتاة بالعريس المتقدم لها من قبل الأهل.
وقد تكون هناك أسباب أخرى تدفع الشباب والفتيات إلى إنهاء علاقة الزواج سريعا والتضحية بما بذلوه من أجل الوصول إلى هذا الزواج مع تحمل التبعات المادية والنفسية لذلك، بالرغم أن من زمن ليس بعيد كانت الزيجات تتم دون اقتناع تام من الطرفين، ولكن الحياة كانت تستمر وتنجح وكثير منهم كان سعيدا به، ماذا حدث لأبنائنا إذا؟ هل الملل والرغبة السريعة في التغيير وعدم تحمل المسئولية والذي أصبح من ضمن منظومة العصر الذي نعيشه هو السبب أم أن هناك أسباب أخرى تحتاج منا للبحث؟
والخلاصة يا صديقتي أنا أضع أمامك مشكلتك لتحليها أنت بنفسك، ولتعلمي عواقب أي قرار ستخذيه، ولكن أرجو منك أولا أن تتمهلي قليلا وتفكري برفق.. هل لا توجد لديك أي رغبة في هذا الرجل أم أن ما تشعريه هو رد فعل للتجاهل وعدم الاهتمام من ناحيته؟ إذا كنت حقا تكرهيه وقد أجبرت على الزواج منه ولا تريدين العيش معه مطلقا كما تقولين فواجهي مشكلتك بصدق دون أن تحمليه وحده المسؤولية مثل أنه ضعيف الشخصية وغيرها فكثير من الزوجات تحب زوجها وتعيش معه وهى تعلم أنه ضعيف الشخصية، وبه الكثير من العيوب ولكن الرغبة في استمرار الزواج تكون أكبر من تلك العيوب وعندها عليك التنازل عن بعض الحقوق معلنة أنك أخطأت الاختيار من البداية ولا تريدين التمادي في الخطأ.
أما إذا كان هناك أمل في قبول ذلك الشخص فلماذا لا تعطي نفسك فرصة للاقتراب منه أكثر ومعرفة الجوانب الطبية فيه فربما تجدينه على غير ما تقولين.
أما عن ذلك الضعف الجنسي الذي لمحت له بين سطورك، فمن الممكن أن تكون مسألة عارضة نظرا لما يشعر به من عدم رغبة فيه من ناحيتك فبعض الرجال يكون حساسا ولا يستطيع أن يتجاوب مع امرأة تكرهه، وربما تكون الحالة تستدعي بعض العلاج والصبر المهم أن تكون هناك رغبة في الصمود والإصرار على نجاح ذلك الزواج وهو ما عليك وحدك تقريره.
صديقتي إنني أدعوك أن تفكري من جديد في ذلك الشخص الذي ليس ذنبه أنك تزوجته دون قناعة منك، ولم تبذلي من ناحيتك أي جهد لتعرفيه أكثر، أعطي نفسك فرصة أخرى واستخيري الله من جديد ثم قرري ما شئت، وأتمنى أن يهديك الله لما فيه الخير في دينك ودنياك.