خانته فذبحها: أشباه الرجال والإفك الإلكتروني
السلام عليكم أحبتي
إخوتي وأحبتي في موقع مجانين أشكر الله عز وجل أولا أن أوجد لنا من أمتنا أطباء نفسانيين وأخصائيين اجتماعيين يعالجون هموم هذه الأمة من منطلق فكري يرتكز أساسا على الدين.. أحبتي في الله.. أرى أن تحتسبوا عملكم الرائع هذا لوجه الله؛ لأن أجركم عظيم، وجزاءكم عند الله جزيل، واعلموا أنكم تسدون ثغرة مهمة من ثغور هذه الأمة، ولا يخفى عليكم أجر هذا العمل.. وكم غيرت أفكاركم وسبل حلولكم وطرق محاورتكم من طريقة حياتي (إيجابيا)، وأحسب كل زائر لها كذلك.. لقد استطردت في مقدمتي هذه علما أنكم تستحقون أكثر، ولكن يكفيكم أن تعلموا أننا ندعو لكم، وبعد.. فلقد قرأت الرسالة المعنونة بـ" خانته فذبحها: الإفك الإلكتروني"، ومع أن أختنا الكريمة طلبت عدم الرد أو التعليق فإنني وجدت يديَّ تكتبان هذه الكلمات، والألم الشديد يعتصر قلبي لما حصل معها.. وكَمْ ساهمت المحادثة الإلكترونية بخراب العديد من البيوت وتفريق الأحباب ومباعدة الخلان.. ولكن أن يحدث هذا مع الشديد القوي وهي أختنا التي جاريت من الحياة وخبرتها وصقلتها ثم تقع في هذا الفخ فهي كبرى مصائبها.. ولي حول هذه الحادثة
ملاحظات:
1. إن من أهم أسباب حدوث هذه المشاكل (مشاكل المحادثات الإلكترونية) اتساع الفجوة بين الزوجين؛ فيلجأ أحدهما للشات من أجل الحصول على كلمة جميلة تعيد له (لها) الثقة بالنفس لتستمد الطاقة على الاستمرار بتلك الحياة الكئيبة، ولكن لا يلبث أحدهما إلا ويجد نفسه منساقا نحو عواطف كاذبة نحو فاشلين يلجئون للشات لاصطياد ضحاياهم.. والعبرة هنا للأزواج من الحذر الشديد من توسيع الفجوات بينهما واللجوء الدائم للمحاورة والمصارحة.. ويجب على الرجال أيضا التنازل عن ذكوريتهم العربية وإمطار زوجاتهم بكلمات الحب والعطف الصادقة.. فإن الرجال العرب يعللون عدم إسماع زوجاتهم كلامات الحب بالحياء، بيد أنه والله قلة حياء وجهل ما بعده جهل.. ولست أتحدث عن الطرق المثلى لعيش حياة زوجية مثالية، ولكني أقول: إن الخلافات الزوجية هي السبب الجوهري للجوء للشات.
2. والفراغ يلعب دورا هاما في الاتجاه للشات.. ولا أحسب الشباب والفتيات الذين يلجئون للشات إلا أناسا قتلهم الفراغ، وخلت نفوسهم من هدف سامٍ في هذه الحياة، وابتعدت نفوسهم عن الهم الإسلامي؛ وبذلك تخلوا عن عقولهم، وراحوا يبحثون عن لهو سهل المنال غير عابئين بالدمار الذي يرتكبونه ولا الفساد الذي يساهمون بنشره.
3. أختاه، لكل جواد كبوة.. وهذه كبوتك.. ولن أزيد على همك.. وأنا أعلم تماما أنك تعلمين عظم ما فعلت ولأي وادٍ ساقتك رجلاك.. ولكن يا أخية وكما تعلمت من إخوتنا في هذه الصفحة أن الحياة دروس وعبر، وأن المصائب والأخطاء التي نرتكبها ليست سببا للتقاعس والجلوس على الأطلال نندب حظنا ونزيد من كآبتنا، ولكن ضعي هذه الحادثة أمامك، وخذي منها الدروس الكثيرة وابدئي العمل.. أقول: ابدئي.. أي اعتبري هذه اللحظة هي بداية حياتك الجديدة.. ولا تنسي يا أخية أنك أم.. ودورك الآن تربية أولادك، وأعتقد أن حبك لهم دافع لك على الخوض في غمار هذه الحياة، وتذكري قوله سبحانه {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم}.. سائلا رب العز والجلال أن يوفقك وأبناءك، وأن يرزقك من يساعدك على حمل همومك.. وتذكري يا أختي أننا نعمل لغد مشرق، وهدفنا واحد وهو الجنة إن شاء الله.
4. لا أحسب بعد كل هذه القصص والعبر من الشات.. لا أحسب عاقلا يرمي نفسه في ذلك الوادي،
ولا أحسب حصيفا يلجأ للمخادعين ليساعدوه على حل مشاكلهم والمشاركة في همومهم. ومَنْ فَعَلَها بعد ذلك فلا يلومن إلا نفسه.
29/6/2023
رد المستشار
الأخ المشارك الكريم، خصصت مشاركتك لما جرى من تأجيلي لبعض المشاركات والمشكلات متعمدا حتى تمر أحداث السودان، وبالتالي فإن نشر هذه المشاركة سيكون متأخرا فمعذرة، وقد قصدت من التأخير أن تأخذ هذه المشكلات والمشاركات الاهتمام باللائق بها، وأستطيع أن أفرق في مشاركتك بين ما هو خاص بصفحتنا، وما هو خاص بالمشكلة التي تحاول أنت هنا التعقيب عليها.
- فيما يتعلق بصفحتنا نحن نتحرَّق شوقا وفضولا ورغبة لمواصلة المتابعة لتأثير الكلمات التي نكتبها وننشرها عبر الأثير، وكما نحاول أن نطلق الصوت واثقا عاليا ومتوازنا نحب أن نسمع الأصداء إيجابية ومستمرة ومنتشرة ومؤثرة، وكم أود منك ومن غيرك أن يكتب لنا بالتفصيل -في ساعة صفاء ذهن وهدوء نفس- ثبتا بأهم ما يعتقد أنه قد تغير فيه شخصيا، وما حاول ويحاول تغييره في المحيط الذي حوله استفادة واستثمارا لما قد رآه على صفحتنا من حكايات ومعلومات وتوجيهات، كما أتطلع بشغف أن يكون هذا الصيف -الذي بدأت رياحه الساخنة تهب علينا- صيفا ساخنا تحررون فيه أفكارنا وتفاعلكم معها من نطاق شبكة الإنترنت الضيق على اتساعه إلى دوائر أرحب وأوسع؛ فيكون النقاش والحوار في المجالس والمنتديات واللقاءات الأسرية والاجتماعية حول القضايا المهمة التي ما زالت صفحتنا تعرضها وتتعامل معها [آن لهذه القضايا والمعلومات والأفكار والمقترحات أن تنتشر عبركم، وتبلغ الآفاق حتى يمكننا بالتدريج تحويل الأحلام إلى ناظم حياة، ومجتمع مختلف على أساس إسلامي وإنساني وعقلاني وعلمي سليم]، ونريد أن نسمع مقترحاتكم حول ما تودون عمله في هذا الإطار.
- أما فيما يخص مشكلة الأخت الكريمة فأخبرك أولا أنها قد أرسلت منذ فترة تشكرنا على تفاعلنا وردنا عليها، وتذكر أن الله سبحانه وتعالى قد منّ عليها؛ فكانت من حجاج بيته الحرام، وتصف هذه الرحلة المباركة بأنها كانت بردا وسلاما، وغسلا للنفس والروح، ورزقنا الله وإياكم بمثل ما رزقها من طواف البيت العتيق، وزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد حالت مشاغلي دون الرد على رسالتها تلك، ولعلها تعتبر هذه التحية الجماعية مني ومنكم بمثابة متابعة لها، ودعما سبق أن أشرت إليه في إجابتي الآلية عليها، ومعذرة على عدم الرد في حينه يا أختي رغم أنك قلت حينها: إنك تخبريننا فقط دون انتظار رد.
ثم إنني أتفق معك في كل ما ذهبت إليه من وصايا لأختنا أم الأولاد بأن تعتبر ما حدث بداية جديدة لصفحة جديدة، وخبرات أخرى في الحياة، وأدعو الله معك أن يؤيدها بتوفيقه، وبدعم المؤمنين؛ فلا تشعر أبدا أنها وحدها فريسة لشيطان جديد ينتهز فرصة الوحدة كما انتهز الأول فرصة إهمال الزوج وجفائه، وأضع عدة خطوط تحت كلامك الموجه للرجال حول ضرورة الاهتمام بالتعبير الظاهر والمستمر عن الحب والحنان، والاهتمام والرعاية بمن تحتهم من النساء اللائي هن عوان عندهم، كما يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكلنا مسؤول أمام الله عن القيام على زوجته بما يصلحها من ذلك التعبير العاطفي، والبدء في التواصل والممارسة الحميمة المشبعة حسيا ونفسيا.
وأرجو ألا يظن أي ساذج يهمل زوجته، ويبخل بمشاعره واهتمامه عليها أنها غير النساء؛ فلن تميل أو تنحرف أو تنجرف؛ فالنفس لها سنن وقوانين مثل كل شيء في الحياة الدنيا، ولا أقول إن كل امرأة يهملها زوجها سوف تخونه، ولا أبرر طبعا لمن تفعل ذلك كنتيجة لذلك، ولكنني أقول: إن الزوج المهمل الجافّ الذي لا يعامل زوجته على هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم في تعامله مع نسائه أمهات المؤمنين، رغم ما كان يصدر عنهن أحيانا من مضايقات هذا الزوج المجرم في حق الله قبل حق زوجته يعين الشيطان عليها بهذه الحال السلبية، ويتركها في مهب رياح عاتية زادت في عصر الاتصالات والسماوات المفتوحة، ولكلٍّ نصيبه في الخطأ عندما يقع لا ينقص ذلك من نصيب الطرف الآخر، إن كان عليه دور لم يقم به، يعد معقولا أو مقبولا أن نتجاهل عوراتنا النفسية والاجتماعية.
ومن يتابع صفحتنا بانتظام ويرى هذا القضية مثلا سيعرف بعضا من هذه العبارات بارزة في العديد من المشكلات والإجابات، ونحن نحاول تحليل أسبابها ومظاهرها لنصل إلى صورة واضحة، واقتراحات ممكنة، وأنا أسأل نفسي وأسألكم:
- لماذا يا ترى تتسع الفجوة بي الزوجين؛ فيصبح الغريب أقرب منالا وألطف اتصالا؟! وهل يصعب على آدم العربي فعلا أن يمدح زوجته بما فيها، أو يجاملها بما ليس فهيا، بينما يكون خفيف الدم عذْب الحديث في الشات أو الهاتف؟!
- لماذا تستسلم حواء العربية سريعا للشعور بالفشل والوحدة، والحاجة إلى التعويض، والبحث عن مساحة ظل بديلة حين لا يمد زوجها ظل كنفه وحبه عليها جهلا أو تجاهلا، بخلا أو ذكورية أو فقر تعبير وعجز حنان؟! وهي لماذا يصعب عليها تفجير ينابيع عطائه، وتنشيط غدد مشاعره، كما فعلت أول مرة حين أوقعت به فتزوجها؟! هل هو فخ الاعتياد أم عجز التجديد؟!
- لماذا تظل على قدرتها في الاصطياد والإغواء، ومنح المشاعر، ومغازلة الخيال مع الغريب بينما تصاب بالسكتة الإبداعية وقلة الحيلة والبرودة والعجز العاطفي والقرف والعزوف عن المواصلة مع شريك الحياة والفراش؟!
- ولماذا يضِنُّ آدم بكلمة تشجيع أو تدليل أو اهتمام، أو مكالمة أو حتى رسالة بالمحمول يقول فيها لزوجته فقط: أحبك، وأريد أن أطمئن عليك؟! كيف أنت؟! وكل النساء يتشابهن في الحاجة والظمأ للإعجاب!!
- هل هي فجوة بين الزوج والزوجة، أم فجوة بين القلب واللسان، أم غفلة هي سرابات البحث عن الشريك المستحيل اللامع الذي يتلألأ كما على شاشات الفضائيات، ومشاهد الفيديو كليب المتلاحقة المبهرة؟! ألم نقل: إن لحظة الصورة هي لحظة وهمية لا وجود لها في عالم الواقع؟!
- لماذا يرتمي العاقل في براثن الشبكة اللعوب؟! ولماذا تخلع العفيفة بعض ثيابها أو كلها ثم تقفز عارية في هذا السديم فيبتلعها مثل الملايين؟! هل الجنون لحظة أم درجات بعضها لا يحتاج سوى لضغطة زر؟! وهل فقدان الدعم الأصلي وغياب الاهتمام بشيء هادف تبدو أسبابا كافية لكل هذه المحنة؟!
ويتبع>>>: خانته فذبحها: صياد قلوب محروقة... مشاركة1