غيرتي مرضية
سلام عليكم ورحمة الله، أعاني من مشاكل كثيرة أهمها هي غيرتي المرضية على زوجي، فأنا دائماً لدي وسواس أنه ينظر إلى الأخريات من النساء ودائماً لدي وسواس أنه ليس كما يظهر لي (أنه رجل يتقِ الله ويغض بصره ويخاف الله ويحبني ولا يريد غيري)
هذه الوساوس والظنون تكاد أن تفتك بي وبعقلي .. أشعر كثيراً أن في لحظة من لحظات الغضب أو الشك سيحدث شيئاً بعقلي وأُجَن، أعلم ان كل هذه وساوس وظنون ولكن المشكلة الحقيقة أني حاولت جاهدة أن أمتنع عن هذه الأفكار بكل الطرق ولم استطع
سألت الله عز وجل أن يعافيني ولا تخلو دعواتي اليوميه وفي كل وقت يستجاب فيه الدعاء ولكن لم يأذن الله حتي الآن أن أتعافي.
ذهبت إلى دكتورة نفسية قالت إن لدي مرض عقلي أو خلل في كيمياء المخ وأن هذا الشعور خارج عن إرادتي ولكن لم تحدد ما هو نوع المرض العقلي لدي قالت سيظهر هذا مع الوقت وقالت لي إما أن لدي وسواس قهري وتوتر واكتئاب - أو ذهان أو - بارانويا وصرفت لي بعض الأدوية ولكن لم أستمر سوي شهر واحد وامتنعت. تخوفت كثيرا من الأدوية النفسية خصوصا أنها كانت تجعلني في حالة نوم معظم اليوم وخمول دائم وهذا أثر سلباً على نفسيتي فتوقفت.
هناك أيضا بعض الأحداث التي جعلت هذه الأفكار تزداد لدي. هي أخطاء بشرية قد يقع فيها الجميع ولكن قضاء الله وقدره أني على علم بها وهي مصدر شقائي الآن . منها أن زوجي في بداية زواجنا كان يفكر في نساء أخريات أثناء العلاقة الحميمة كي يستطيع أن يصل إلى النشوة الجنسية وهذا باعترافه وليست ظنون مني ولكنه أقسم لي أن ذلك كان بسبب قلة خبرته في بداية الزواج والأمر ليس متعلق بي مطلقا وأني اكثر جمالا مما كان يتوقع أن تكون زوجته عليه وأنه لم يكن يحلم أن يرزقه الله بزوجة جميلة مثلي وأنا أصدقه. كما أنه كثيرا ما يحلم بنساء أخريات ويستيقظ من نومه وهو محتلم حتى أحيانا بعد العلاقة الحميمة فالموضوع ليس متعلق إن كان قضى حاجته أم لا . فكثيراً يحلم أنه مع أخريات من النساء قد يكونوا بنات خالته أو زوجة صديق لأبيه وقد يكونوا هؤلاء النساء من محارمه كأخوته البنات أو خالته وباعترافه أيضا أنه كان ينظر نظرات غير جيدة إلى كل النساء من حوله حتى محارمه وهو صغير في سن المراهقة ولكن هو يقسم أن هذه الأشياء تراوده من ماضيه وهو يستعيذ ويستغفر ولا يريدها وأنها من الشيطان ودائما يذكرني أن لا أعين الشيطان عليه وأن لا أتشاجر معه إذا احتلم .
وأيضا مع بداية زواجنا كان يأمرني بلبس الواسع والطويل أمام أبي وأخي وكان يؤكد علي عند احتضان أخي أو أبي أو عمي أو أي محرم من السفر أترك مسافة بيني وبينه حتى لا يلتصق بي وأنا لم أكن أعلم لماذا يطلب كل هذا؟ من الأشياء الداعمة لأفكاري وهواجسي أيضا علمي بأن العلاقة الحميمة بالنسبه له مهمة وأعلم أنه يتأثر من أقل شيء كفيلم كرتون به لقطة رومانسية أو أغنية بها كلام إباحي سمعناها صدفة في مطعم أو حتي لو مانيكان لابسة لانجري وهذا ما يجعلني أتضجر عندما تمر أمامه امراة متبرجة أو يري شيئاً بالخطأ أشعر وكأنه فُتن وتبدأ أسئلتي تنهال عليه كالرصاص.
أما فيما يخص أمي وما يزيد الطين بلة أني أعترض على أمي منذ صغري فهي تمازح الرجال مزاحاً خارج عن حدود الأدب والأخلاق وهذا يجعلني أشعر بشيء من الاشمئزاز وتتكلم كلام فيه سوء أدب وتمازح أي رجل مزاح الأزواج حتى مع أخو زوجها (عمي) أو زوج أختها (خالتي).. كنت أخاف كثيرا أن تفعل نفس الشيء مع زوجي خصوصا أني أعلم جيدا أنها تحب أن تلفت الانتباه. وتحب أن يمتدح جمالها الجميع فتفعل أشياء غريبة لا تليق بها ولا بسنها ولا تليق بالطبع بدينها. كلبس الأشياء الداخلية المحشوة حتى توهم الجميع أن لديها أنوثة وهذا ما جعلني أيضا أركز إن كان زوجي ينظر إليها أم لا كما أنها أحيانا كانت تلبس ملابس شفافة في البيت ونحن نجلس معها وعندما كنت أنبهها كانت تقول لي أن زوجي مثل ابنها أي أخي وهو محرم وبالتأكيد لن ينظر إليها.
متزوجة من ١١ سنة ولدي ولد وبنت عمر ٩ سنين و٨ سنين ولكن حياتي أصبحت جحيم وحياة زوجي أيضا. لا أستطيع أن أتحكم بنفسي وبأفكاري وبهواجسي ومخاوفي ولا هو يستطيع أن يتحمل كل هذا التقيد والتحكم والمشاكل.
أيضا بعد زواجي تقريبا بفترة رأيت أكثر من رؤيا أن هناك سحر يُدبر لي وليس أنا فقط حتى المقربين رأوا نفس الرؤيا وكلموني أبلغوني بها وقالوا لي هذه رسائل الله كي أستعين بالله وأحارب هذا السحر حتى أنتصر عليه، وبعد الاستعانة بالله أولا ثم ببعض الشيوخ الذي أكدوا أن هناك بالفعل سحر أبلغوني أن هذا السحر متجدد وأن هذا السحر من النوع الذي يتجدد من تلقاء نفسه وأنه يجعل دائماً جسمي مفتوح للجن والشياطين كنوع من أنواع الأذي وقالوا لي (فاعبد ربك حتي يأتيك اليقين) فأدركت أن الله لا يريدني أن أتعلق بأحد سواه وأدركت أنه عندما أغلق أمامي الأسباب الدنيوية كان ليقربني منه ويجعلني لا أسأل إلا هو ولا أشتكي إلا له.
أصبحت مكتئبة وحيدة شاردة حزينة سلبية بلا طاقة ولا روح حتى أنني أجلس بالأسابيع لا أفعل شيئا سوى السكوت لا أقدم الغذاء لأطفالي ولزوجي بل نأكل من المطاعم ولا أنظف البيت ولا أغسل كوبا وأترك أولادي بالأيام على الآي باد. حالتي تزداد سوءً.
وكل ما يجعلني أفضل مثل السباحة في البحر وحمام السباحة واللعب بالكرة والزحاليق والغناء بصوت عالي. كل ما كنت أحبه وأنا صغيرة وكل شيء مجنون كان يضبط اضطرابي النفسي ممنوعة منه الآن لأن زوجي يرفض. وهذا أيضا يشعرني بالحرمان وتقييد لحريتي. أنا لا أريد أن أغضب الله ولكن في بعض الأحيان يكون من الممكن الاستمتاع في حدود المعقول ولكن هو من يحدد ويقرر أفعل أم لا أفعل.
أنا أرضى بكل ما قسمه الله لي وأحمد الله أني مازلت بعافية وأن عقلي ما زال في رأسي وأني مازلت أرعى شؤون أولادي وأربيهم ولكن المشكلة الآن زوجي، هو لا يتحمل هذه الغيرة ويؤكد أنه لا يريد غيري ولكن يريد أن أتعالج وأصبح أفضل ويريد أن يعيش معي حياة هنيئة، وهو من طلب مني مراسلتكم لإيجاد حل. حتى أنني فكرت في الانفصال حتى أرتاح من كل هذا التعب العقلي والذهني والنفسي، ماذا أفعل؟ أفيدوني بارك الله فيكم
أتمني أن يأتي يوما لا أغضب فيه لنفسي إن رأيته يخطئ بل أغضب لله وأخاف عليه من النار ومن حساب الآخرة أتمنى ألا أكون أسيرة هذا الشعور المزعج، أفيدوني وآسفة على الإطالة.. وجزاكم الله خيرا
18/6/2023
رد المستشار
صديقتي
الغيرة ليست علامة أو مقياس لشدة الحب وإنما لشدة الخوف من فقد مكانتك.
من المثير للدهشة والعجب أن الكثير ممن يقولون أو يقال عنهم أنهم تقاة ويعرفون الله يعانون من ازدياد شهوتهم الجنسية .. هذا لأنهم لم يحصلوا على نشأة صحية من حيث علاقة الرجل بالمرأة وما يحتاجه الإنسان، رجلا كان أم امرأة، من والديه.. من الطبيعي أن ننظر ونلاحظ الجمال في الجنس الآخر سواء كنا رجالا أم نساء ولكن هذا لا يعني أننا سوف نبدأ فورا وننشغل باستمرار في خيالات تدفعها الرغبة في ممارسة الجنس مع من نعجب بهم.. حتى الحيوانات لا تفعل هذا.
تنتقدين أمك لمزاحها مع أفراد الجنس الآخر ثم تهملين نفسك وأولادك وبيتك وعلاقتك مع زوجك وتركزين فقط على رغبتك في قراءة ما إذا تحركت شهوته نحو امرأة أخرى أم لا.. أسلوبك هذا سوف يبعده عنك ويقلل رغبته فيك، إذا كان كل هذا بسبب مرض عقلي فيجب تشخيصه بالتحديد قبل وصف الأدوية.. عليك بزيارة أكثر من طبيب نفساني ثم الأخذ بما يجمعون عليه.. عندما تغيرين في وصف شكواك من طبيب إلى آخر فسوف يؤدي هذا إلى تشخيص خطأ.. عندما تضايقك الأعراض الجانبية للدواء فيجب مناقشة هذا مع الطبيب الذي وصف هذه الأدوية.
لكي تنقذي نفسك وعلاقتك مع زوجك وأولادك لابد من التركيز على ما هو صحي وبناء.. يجب ممارسة الهوايات والنشاطات التي كانت تحسسك بطعم الحياة.. يجب على زوجك أن يفهم أن هذه ضرورة لصحتك النفسية وصحة أولادك وصحة علاقتكما وأنه لا مجال هناك لمسألة منعك عن هذا بحجة الغيرة عليك أو على الدين.. إن كانت شهواته جامحة فهذا شأنه ومشكلته ولكن افتراضه أن كل الرجال سينظرون إليك بشهوة فهذا خطأ فادح.. إذا كان يمنعك من اللعب والسباحة والغناء (كلها أشياء محمودة) فهو يسبب المزيد من اكتئابك وتوترك.
أنصحكما بزيارة معالج نفساني لرسم خطة علاجية تتضمن تصحيح المفاهيم لديك ولدى زوجك لكي تتمكنا من أن تعيشا حياة زوجية صحية وسعيدة.. هذا لا يمكن أن يحدث طالما أغلب الأفكار والتعاملات والدوافع تتمحور حول الجنس أو الشهوة أو الخوف منهما.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب