يضيع العمر يا ولدي: هواجس، وهلاوس، ووساوس م
السلام عليكم
بالنسبة إلى استشارتي القديمة التي مضى عليها السنين ولم يتم الرد عليها من طرفي.. سأذكر رد بسيط مختصر
قررت التحرك والمضي قدماً واجهت مخاوفي بالفعل تغلبت على الاكتئاب تحملت مسؤولية نفسي وفعلت كل ما أستطيع فعله .. بدأت بالنجاح في دراستي الجامعية وهي كلية الطب البشري بالمناسبة أستطيع القول أنني خرجت من تلك الحالة التى مضى عليها السنين.. بدأت بتعويد نفسي على الخوض والتحدث مع الآخرين حتى انخفض معدل القلق لدي بصورة ملحوظة ..
على الناحية الاجتماعية قد تطورت بصورة ملحوظة أناقش الآخرين وأتعلم لغة الجسد ومدى تأثيرها على تقييم الآخرين لنا .. كل ذلك من أجل تحسين نفسي ولا أزال أحاول تحسين نفسي .. مررت بفترات غلبني فيها وهم الكمال مما أدى لفشلي نظرا لأني كنت أبحث عن نجاح دون أخطاء لكنني تعلمت من أخطائي.. لا أقول إني تخلصت من كل السلبيات والعقد والدليل هو وجود أحلام اليقظة مؤخرا وهي ضيف جديد غير مرغوب به إطلاقاً .. الآن هي قليلة وقد انقضت أو اختفت مع مرور الزمن من تاريخ آخر استشارة أرسلتها.
لا يوجد أي سلوكيات إدمانية ولا أستخدم وسائل التواصل الاجتماعي عن وعي وعلم بأن لا فائدة ترجى منها .. أمارس الرياضة بشكل منتظم وأتعلم اللغات .. لا أزال أملك قلق من المستقبل وأرغب وبشدة أن أعيش سعادة وطمأنينة تمسح معها كل ماضي غير مشرق مررت به .. أتمنى أن لا يكون هذا الأمر هو عقدة نفسية أو نتيجة طفولة غير جيدة
شعور بالنقص يراودني بين الحين والأخرى .. الغيرة من الآخرين في بعض المواقف أيضاً موجود المقارنات وما شابه ذلك .. لكنني دائما أعود وأذكر نفسي أن المقارنة غير صحية
19/6/2023
رد المستشار
يهمنا جدا كمستشارين وربما القراء أيضا أن نتابع تطورات القصص التي تبدأ على موقعنا عبر سؤال منكم وإجابات منا.
في تطورات قصتك نجاحات تفيد من يطلع عليها مثل فعالية تدريب النفس على المواجهة الاجتماعية كعلاج سلوكي للرهاب الاجتماعي أو الميل للعزلة وهذه شكوى متكررة في حالة كثيرين.
تقول خبرتك أن حمل النفس والتدريب المتواصل على الخروج من هذه القوقعة يفيد مع الاستمرار والمواصلة عليه.
كما إن الوعي بالنقاط التي تحتاج إلى تخطيط وتدريب يبدو شرطا لحلحلة ما نعتقد أنه طباع ثابتة يتبين لنا أنها معطيات نتجت عن تفاعلات وتأثيرات سابقة، وأنها قابلة للتغيير إذا استكشف الوعي خرائطها، وصح العزم على تعديلها، وتواصل التدريب بدأب لتغييرها.
وتجدد خبراتك التأكيد على أن مسيرة النضج والنمو الشخصي النفسي لا تنتهي ولكنها تشبه سباق العوائق.. كلما تخطيت بعضها لاح لك غيرها طالما استمر السير والاستكشاف والتعامل مع ما يظهر من ملفات.
يبقى أن أذكرك أن الماضي وكل ما يمر بنا من أحداث ليست مواضع حسرة أو ندم بقدر ما هي رصيد وكنز الخبرات والتجارب التي مررنا بها وبالتالي هي المادة الخام وهي صندوقنا الأسود الذي يحمل الأرشيف والذاكرة التي ساهمت في تشكيلنا التشكيل الذي نحاول فهمه واستكشاف خرائطه وبالتالي ليس مطلوبا محو الماضي ولا التخلص منه ولا الانحباس في الحكم عليه أو الندم بشأنه بل بالتعلم منه والعمل على بصماته التي تركها فينا .
وضع الماضي في دائرة المعطلات والبكاء والحسرات يضعنا في محل مختلف تماما عن موقعنا لو وضعناه في موقع الفحص والمراجعات والتعلم
شكرا على ردك ونواصل الرحلة معا.
واقرأ أيضًا:
مخلفات الماضي تدمرني
نسيان الماضي ليس علاجا!
الهروب من سجن الماضي: المفتاح معك!
تخلص من أسر الماضي إن أردت!
استراتيجية تغيير الماضي!
لم يكن الماضي مثاليا لكن القادم ممكن!