الإخوة في موقع مجانين.. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
إخوتي جزاكم الله خير الجزاء على الجهود المبذولة، وأهنئ القائمين على هذا الموقع الجميل والهادف، وأدعو الله الكريم بالنجاح المستمر، وأن يجعله في ميزان حسناتكم، وأن يرزقنا وإياكم الصلاح والثبات.
في الحقيقة أنا أواجه مشكلة بدأت أخاف من عواقبها على حياتي اليومية فتأثيرها بات واضحا على تصرفاتي؛ فعندما كان عمري ثماني سنوات عانيت من مشاكل في الأعضاء التناسلية مثل "الالتهابات والحك المستمر"، أخذتني والدتي على إثرها إلى الطبيبة، التي بدورها أعطتني بعض الأدوية التي استخدمتها لفترة غير طويلة، وتلاشى معها الألم، ولكن عند بلوغي سن 13 عادت الآلام أقوى من السابق، حيث كنت أشعر بأنها تتجه إلى الداخل لم أستطع إخبار والدتي بالموضوع وآثرت أن أتحمل.
كنت أشعر بالراحة عندما أحك منطقة الآلام، ولكن لم أستطع الوصول إلى المناطق الداخلية عندها فكرت باستخدام أي شيء للوصول إليها، وأخذت قطعة من المعدن رفيعة وأدخلتها شعرت حينها بالآلام، وأخرجتها وأدخلتها مرة أخرى لا أذكر بأني رأيت دما أو أي شيء، قمت بهذه العملية أكثر من مرة؛ لأنها كانت تعينني على الحك، ولم أدرك خطورة ما قمت به؛ فأنا لا أعلم بوجود غشاء البكارة، وإنه يجب على الفتاة المحافظة على نفسها الحفاظ عليه وعدم الاقتراب من هذه المنطقة.
انتهت الآلام عند بلوغي، ومارست حياتي بشكل طبيعي، حتى سمعت من صديقاتي بأن البنت تفقد بكارتها إذا دخل شيء قوي، وتذكرت حينها ما حدث لي وبدأت شكوكي لدرجه أني رفضت أكثر من عريس خوفا من هذا الموضوع، بحجة أني أريد إكمال تعليمي الجامعي، وها أنا والحمد لله أنهيت دراستي، ولم يبقَ لي حجج إذا تقدم لي أحد، أنا أعيش معاناة وقلقا يسيطران على تفكيري وتصرفاتي، في البيت، وفي عملي اقترحت عليّ إحدى صديقاتي الذهاب إلى طبيبه للتأكد، لكن خفت وأنا أبحث عن حل آخر.
أرجوكم ساعدوني وأخبروني.. هل فقدت بكارتي؟ أم يوجد أمل؟
علما بأني لا أمارس العادة السرية أبدا.. جزاكم الله خير الجزاء.
18/6/2023
رد المستشار
الابنة الكريمة..
رسالتك تجسد بكل وضوح ما نفعله بأنفسنا وبمجتمعاتنا كنتيجة طبيعية ومنطقية لمسلسل التعتيم الذي نحيط به كل الأمور المتعلقة بالمسألة الجنسية؛ فها هي فتاة مثلك تعاني من بعض الالتهابات وتتحرج من إخبار والدتها، وجهلها بكل شيء عن جسدها يجعلها تعبث به بطريقة غير آمنة، ويستمر مسلسل التعتيم حينما تكتشف خطأ ما فعلته ثم تترك لتعايش آلامها وهواجسها بمفردها.
أخطأت بنيتي الحبيبة، ولكن الخطأ الأكبر هو خطأ من حولك.. خطأ مجتمع لم يقدم لك التوعية اللازمة في وقتها ولم يُعدّ أمك ويساعدها على أن تقوم بهذا الدور، قلبي معك وكنت أتمنى أن يكون في إمكاني أن أقدم لك ما هو أكثر من الكلمات، ولكنها بضاعتي التي لا أملك لك اليوم غيرها، وأدعو الله أن يبث فيها القوة لتكون عونا ودعما لك.
تطلبين مني حلا آخر لمشكلتك غير حل الذهاب للطبيبة للتأكد من حال غشاء البكارة، وما أحب أن نتفق عليه هو أن ما حدث قد حدث، ولكن من المؤكد أننا لا نعرف حتى الآن حجم الضرر الحادث لك، وبالتالي فأمامك عدة سبل يمكنك سلوكها، وهذه السبل هي:
1. أن يستمر الوضع على ما هو عليه.. قلق وتوتر وعدم وضوح لحجم وأبعاد المشكلة مما يضطرك لرفض العريس تلو العريس خوفا من أزمة متوقعة الحدوث، ولكن تذكري أن قطار العمر لا ينتظر أحدا، وأن المحطة التي نفقدها قد لا يمكننا العودة إليها مرة أخرى.
2. أن تعتمدي على قوله سبحانه وتعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" .. فالواقع أنك لم ترتكبي ذنبا وما حدث حدث لجهل منك، فهل بإمكانك تجاهل الأمر تماما والاجتهاد في البحث عن شريك الحياة الذي يناسبك، شريك الحياة الذي يتقي الله ويحسن الظن بمن حوله، وعند لقياه عليكما البدء في إجراءات الزواج، على أن تضعي قلقك جانبا وتنتظري حتى إتمام الزواج.. وقد تفاجئين بأن الأمور سارت على ما يرام، وقد تجدين من زوجك تفهما إذا شرحت له ما حدث.. فمن يتق الله يجعل له مخرجا كما قلت لك مسبقا.
3. أن تصارحي أمك أو من تثقين فيها من نساء العائلة وتتركي لها الخيار.. فإما أن تذهب بك للطبيبة للاطمئنان، وإما أن تصارح من يرتبط بك قبل زواجك، ولكن بعد أن يتعرف عليك جيدا ويركن إليك ويطمئن لجميل خلقك وصفاتك.
حبيبتي الصغيرة: أسوأ الأوضاع هي أن تستمري على ما أنت عليه.. قلق وتوتر وخوف مستمر من الزواج يدفعك لرفض العريس تلو العريس، ولا أحب أن تواجهي هذه المشكلة بمفردك.. أشركي أمك أو من تتوسمين فيها العقل من قريباتك (خالة أو عمة أو من في مقامهما من أهل الثقة)، وحاولا أن تصلا سويا للاتفاق على حل مقبول.
قلبي معك، وأدعو الله أن يحفظك من كل سوء.. ونحن معك فلا تبخلي علينا وتابعينا بالتطورات.