زواج المختلفين مذهبيا.. اختبار قبولنا للآخر

رد المستشار

تعتبر طريقة التعبير عن الأمور وسيلة لاستكشاف طبيعة التفكير فيها أو موقف العقل منها وأنت تقولين سيعتنق السنة بدل الشيعة وكأنه سيغير دينه إلى دين آخر وتعتبرين أن اتباعه للمذهب الشيعي أمر معيب ترجين من الله أن يصرفه عنه بالهداية التي ستثابين أنت وأهلك عليها منتظرة منه إثباتا على هذا التغيير فهل يصلح زوجا من تفكرين فيه بهذه الطريقة، بعيدا عن موقف أهلك وعما تعتقدينه حبا بينكم؟.
 
 اقرئي سطورك لتري كيف تعبرين بنفسك عن مذهبه بسلبية ستنعكس على تفاعلك المستقبلي معه وأهله، ورغم بعده الحالي عن أهله فلن يبقى كذلك طول العمر، فهل خطر هذا الأمر ببالك خلال عام من الحب؟ لن أتعرض لتأييد أو لرفض الزواج بين المذهبين، فهذه قضية فقهية لست أهلا لها، ولكن كلماتك تعبر عن موقف رافض يشبه موقف والديك الذي تخافينه.
 
عليك التفكير بهدوء حتى قبل المحاولة مع والديك، تحققي من موقفك الشخصي والفعلي بعيدا عن هوى النفس الذي سيتراجع مع الأيام تاركا الساحة لحكم العقل، واعلمي أن الزواج الناجح لا يبدأ بالاعتماد على وعود بتغيرات أساسية في أحد الطرفين؛ فتغير أي إنسان لن يكون إلا بقناعة ذاتية وجهود ذاتية أيضا، لا يضمنها حتى هو لنفسه، فما يكون الحال لو لم يحدث هذا التغيير مهما كانت طبيعته.
 
خطوات إقناع الأهل بأي أمر وليس الزواج بسيطة، وتتلخص في اختيار أوقات مناسبة للحديث في الموضوع المرفوض، واختيار أسلوب حديث مناسب لا يعبر عن التحدي لموقفهم، ولا يهدد بالخروج عن طاعتهم، وعرض الموضوع بأكثر من طريقة، وفي النهاية تكون الاستعانة بأولي الرأي والتأثير من المقربين من الوالدين، ولا ننسى طبعا التحلي بالصبر والتفكير العميق بكل ما يقال في الحوار معهم فغالبا ما يكون حبهم وخبراتهم وراء مواقفهم.

واقرئي أيضًا:
سنة أم شيعة؟ هناك أسئلة أهم!

المستشار: أ.د حنان طقش