السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرجوكم ساعدوني في حل مشكلتي؛ لأنني بحاجة ماسة لذلك؛ فأنا أم لثلاثة أولاد، ظروفنا صعبة نوعًا ما، وفي يوم من الأيام ذهب زوجي عند أخته وقابل عندها إحدى صديقاتها المطلقة، فطلب منها الزواج، وهي أيضًا عرضت نفسها عليه، وأنا أحب زوجي كثيرًا، إلا أن المشاكل أصبحت بيننا لا حل لها، وأنا رفضت أن يتزوج امرأة أخرى عليّ؛ لأنني صبرت معه على الحلوة والمرة، وبعد عشر سنين يفكر أن يتزوج امرأة أكبر مني ومنه
يتحجج بأنه يريد الزواج منها من أجل فلوسها؛ لتحسين وضعه الاجتماعي، والآن يريد أن يتزوج، والمشاكل بيننا تكبر، أنا لا أحرم ما أحل الله؛ لأنني أعلم بأنك رجل، ولن تقف في جانبي، بل معه، وتقول لي: إن المرأة تنكح لأربع من ضمن ذلك مالها، ولكن هل تعتقد بأن المرأة سوف تصرف عليه وعلينا، ولنفترض ذلك ما ذنبي أنا لكي أتحمل زوجة أخرى تشاركني زوجي الذي أحببته من كل قلبي وتزوجته رغمًا عن أهلي؛ لأنني أحببته، وها هو الآن يضرب بحبي له عرض الحائط، ويفكر في زوجة أخرى توفر له السعادة والمال، هل ذنبي أنني لا يوجد عندي مال؟
وهل المفروض في الشرع أن المرأة هي التي تتكفل بالزوج والأولاد؟ أنا أعمل وأعطيه مرتبي، ولكني لا أذهب إلى الأسواق مثل باقي النساء وأشتري الحلي والملابس، لا بل لا أتصرف في هذا المال رغم أنه من تعبي إلا بإذنه، ولا أخرج من بيتي إلا بإذنه، وإن كنت متعبة وأراد مني الجماع فلا أقول له: لا ، وها هو يسهر أمام الإنترنت على الصور الخليعة من مواقع الجنس التي على الإنترنت، ويريد مني أن أشاركه النظر إلى هذه المناظر القبيحة، ويقول: إن النظر ليس حرامًا؛ لأن هذه صور، وأنا أقول: أريد أن أكون مثل الحديث القدسي (كنت بصره الذي يبصر به) لذلك فلا أنظر إلى هذه المحرمات، ويقول لي: طبعًا تريدين أن تنامي! ويوم الإجازة يقضيه أمام المناظر الجنسية على الإنترنت؛ حسبي الله ونعم الوكيل
أنا آخذ أولادي وأذهب بهم إلى الجامع من أجل صلاة الجمعة؛ حتى يعتادوا على ذلك، وهو يقضي هذا الوقت على هذه المناظر بدلا من أن يجلس مع أولاده أو يأخذهم إلى المسجد، وبعد أن يقضي وقتًا طويلا إلى الساعة الثالثة صباحًا بعد أن أنام يطلب مني الجماع، ولا أقول: لا؛ حتى لا أغضب ربي، وعندما أقول له: انهض للصلاة. فيقول قال الرسول: مروا أولادكم لا أزواجكم؛ فأقول: أنا لا آمرك، ولكن بدل هذه المناظر قم إلى الصلاة، فلا يقوم
لقد أطلت عليكم، ولكن ساعدوني، ماذا أفعل فأنا لا أستطيع أن أتحمل امرأة تشاركني زوجي، فهل يحق لي طلب الطلاق وأنجو من حديث الرسول الذي يقول فيه –فيما معناه: لا تجد ريح الجنة من تطلب من زوجها الطلاق؟ ولكن الدين الإسلامي دين يسر وليس عسرا؛ أرجوكم أنا في دوامة، ساعدوني أرجوكم، هل أدعه يتزوج دون أن أطلب الطلاق؟ ولكني لا أستطيع تحمل ذلك
أرجوكم ساعدوني، اعتبروني ابنتكم أو أختكم وساعدوني وردوا على سؤالي،
أرجوكم في أسرع وقت؛ فأنا أنتظر الرد بفارغ الصبر.
19/6/2023
رد المستشار
الأخت الفاضلة، جزاك الله خيراً على صبرك وتفانيك في الحفاظ على أسرتك وتحري الشرع في تصرفاتك، ونعتقد أن النقطة الرئيسية في المشكلة تكمن في تصرفات الزوج وانحرافاته، وربما تكون هي السبب وراء بحثه في مصادر أخرى عن الإشباع الغريزي بزواجه بأخرى، ويبدو كذلك أنه لا يعمل أو عمله بسيط فلديه فراغ كبير، ويحتاج لزيادة دخله، ولكننا لن نكثر الكلام عنه، وإنما نوجه خطابنا لك أنت؛ حيث إنك السائلة، وصاحبة المشكلة.
أختنا العزيزة، بربك أين كنت طوال السنوات الماضية؟ هل تريدين الآن أخذ موقف من زوجك؛ لأنه سيتزوج من أخرى؟ وهو الأمر المباح، في حين لم تفكري في تصرفاته وإنكارها، وهو يفعل الحرام؟!! إن إقدام زوجك على الزواج بأخرى هو تتابع لسلوكه في الحياة، فمما ذكرته في رسالتك اتضح لنا أن زوجك لديه الكثير من حب الذات والأنانية، فمثلاً أنت تتحدثين عن الظروف الصعبة المادية التي تعيشونها، وعن مشاركتك لزوجك بكل راتبك في مصاريف المنزل، وفي نفس الوقت ينفق زوجك "الكثير" على اشتراك الإنترنت، وما ذلك إلا من أجل الحرام.
إننا نشعر أنك أسهمت بقدر لا بأس به في تأصيل الأنانية في شخصية زوجك بتحملك عنه مسؤوليات كان عليه القيام بها، وربما إهمالك لمظهرك وملابسك؛ وذلك لتوفري لزوجك والأبناء؛ معتقدة أنه سيحمد لك ذلك، وكذلك استسلامك لما يفعله من معصية، وعدم محاولتك أخذ موقف حاسم.
فيا أختنا، إن كان الرفق واللين والصبر هو الأصل في حل المشاكل والخلافات الزوجية، فإن الحكمة تقتضي أحيانًا أن تكون الصرامة هي الأسلوب، أرجو ألا تعتقدي يا سيدتي، أننا نقف في صف زوجك لا مطلقًا – كما أنه ليس كل من يحل المشاكل في صفحتنا رجالٌ فقط، وإنما في فريقنا نساء، ولكننا نعرض القضية بنظرة عادلة.
فالمشكلة ليست في مجرد أن زوجك سيتزوج أخرى، وإنما تكمن في:
- زوج أناني يسعى لمصلحته فقط.
- يشاهد المواقع الإباحية على الإنترنت.
- لا يهتم بتربية الأولاد وربما لا يدري عنهم شيئًا.
- ثم يريد الزواج بأخرى – لما لها- وربما لأسباب أخرى؟؟
ولكننا ننصحك بالآتي:
1- لا تشاركيه براتبك في مصروف المنزل، ودعيه يتصرف، حتى لو ضاق الحال عليكم أكثر، فهذا سيشعره بالمسئولية.
2- ابدئي أنت في الاهتمام بنفسك ومظهرك خاصة في المنزل، واجلسي معه جلسة ودّ وحب، واطلبي منه قطع اشتراك الإنترنت، وأن يفرغ وقتًا أكبر لأولاده؛ فإن لم يفعل فعليك الاحتكام للأهل فعسى أن ينصلح الحال.
3- لم يظهر في رسالتك قدرتك على تحمل الأعباء الاجتماعية والاقتصادية لقرار الطلاق بمعنى: هل أنت على استعداد لتحمل تبعات هذا القرار؟ بمعنى أخر: هل لديك القدرة للإنفاق على أولادك الثلاثة، وتحمل مسئولية تربيتهم؟ وتحمل وضعك الاجتماعي الجديد كمطلقة؟ ونظرة المجتمع لك بعد عشر سنوات من الزواج؟
4- بدا لنا أنك لا ترغبين حقيقة في الطلاق؛ ربما لأنك فكرت فيما ذكرناه سابقًا عن تبعات الطلاق، ولكن بدلاً من أن تواجهي نفسك بشجاعة تحاولين الاحتماء بحديث "من تطلب الطلاق لا تجد ريح الجنة" والحقيقة أنه حتى من صحح هذا الحديث حمله على معنى من تطلب الطلاق بدون سبب حقيقي، وبدون ضرر واقع عليها.. والشرع اعتبر الكراهية وعدم المحبة ضررًا واقعًا على الزوجة يستدعي طلاقها.. فواجهي نفسك وفكري بعقلانية.
5- احرصي على عدم استخدام الأولاد أدواتٍ في الصراع والخلاف بينك وبين زوجك مهما تكن النتائج.
6- إن زوجك يحتاج إلى توعية شرعية وسلوكية وإرشاد؛ ليتعلم السلوك القويم من أطراف غير زوجته، فقد يتروى ويدرك أن زوجته الحالية نادرة المثال، وهي جوهرة ينبغي الحفاظ عليها.
7- يمكنك إذا كان الزوج مستعدًا لوساطة الخبراء الاجتماعيين – أن ترتبي لعملية مصالحة وإصلاح بسرية تامة من قبل أناس ثقات في بلدك، وعلى كل حال نوصيك بالتريث وعدم التسرع في طلب الطلاق، ونعتقد أن الإصلاح بينك وبين زوجك ممكن.
فكوني على اتصال بنا، وأعلمينا بالتطورات.