أشكركم كل الشكر والتقدير لإعطائي الفرصة لكي نفكر سويا في حل مشكلتي.
قصتي في البداية كانت مع فتاة في الرابعة عشرة من العمر، لكنها مثل بنت العشرين في أنوثتها، كانت بين الفينة والأخرى تأتي لتشتري من المحل الذي نملكه بعض الأشياء، ومن هنا كانت البداية، ولما كانت من عائلة مشهورة وثرية، كان ذلك دافعا لعدم اقتناعي بفكرة الارتباط بها في بادئ الأمر.
حدث أن حصل إعجاب بيني وبينها، لن أقول من أول نظرة لأنه غير مبرر علميا، ولكن كان كسرعة البرق، استطعت أن أسيطر على هذا الشعور إلى أن أتت مع والدتها (وجت الطوبة في المعطوبة)، أيقنت عندها أنها محاولة لتقريبي منها بسبب تجاهلي لها، خاصة أنها حاولت أيضا أن تلفت نظري إليها، وكان بعدي عنها لا لشيء إلا لأنني غير قادر على أن أكون بمستواها الاجتماعي أو المادي، وهذا بالذات الذي عذبني؛ لأنني كنت على يقين أنني لن أستطيع أن أقف على الأرضية التي هي عليها (الأرضية المادية).
ومع مرور الوقت اختلط شعور الإعجاب في داخلي مع الحب، من هنا أود توضيح شيء مهما قد يؤثر في التحليل، وهو أنه لم يكن لدي في السابق أي علاقة مع أي فتاة، وكانت دائما أمها تسألني عن ممتلكاتي في محاولة منها -كما فهمت- للاطمئنان على مستقبل ابنتها، وتأكد هذا الشيء عندما تكلمت معي بطريقة غير مباشرة عن الزواج، ولكنني رفضت بإصرار خاصة عندما علمت أنها من الطائفة الدرزية، وبدأت المشاكل، ولكن برغم كل هذا، وبرغم مرور سنتين على هذا الأمر فما زلت أحبها؛ خاصة أنني أثق من شعورها ناحيتي إلا إذا كان سببه ناتجا عن أنها كانت تبحث عن الحب، وليس عن الشخص، خاصة وعمرها وقتها لم يكن يتجاوز الرابعة عشرة، ومفتقدة إلى التجربة.
وأخيرا رغم أنني علمت (بعد القراءة) أن سبب شعوري ناحيتها هو أنني لم أكن أتعامل معها بقدر ما كنت أتعامل مع الصورة في خيالي التي رسمتها لفتاة أحلامي وكانت مطابقة لها (فقط) من ناحية أنوثتها ربما كان هذا أحد الدوافع التي جعلتني غير مقتنع، ورغم كل هذا ومعرفتي لنساء بعدها فلا زلت أحبها، وكلما رأيتها ينتابني إحساس غريب مؤداه أنني أريد أن "أعانقها وأقبلها" في منتصف الطريق، غير واضع الناس في اعتباري، مع أن أخلاقي لا تسمح بذلك، وأحس أيضا من دونها أنني غير مستقر في حياتي.
فأرجوكم ما هو العلاج
والسلام عليكم.
21/6/2023
رد المستشار
السلام عليكم
أهلا بك معنا. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن!! تعجبك الفتاة لكنها لا تناسبك كزوجة من الناحية الاجتماعية.. لترتاح فعليك بالآتي: أوقف كل تفكير فيها يعذبك، ويجدد رغباتك، ولعلك تعلم غض البصر يفيدك في التخفيف من انشغال عقلك وافتتانك بها، وابحث عن زوجة تقر نفسك وتنسى معها الأهواء إذا كنت قادرا على ذلك، وإن لم تكن قادرا على الزواج من النواحي الاجتماعية أو المادية فلا بد أيضا من صرف التفكير عما لا حيلة لنا فيه ولا سبيل إليه.
أما لماذا تشغل تفكيرك بعد اقتناعك بأنها غير مناسبة فغالبا لأن الخبرات الأولى يبقى لها أثر طويل المدى في ذاكرتنا، ولا بد أنك سمعت قول الشاعر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى *** ما الحب إلا للحبيب الأول
فبعد مرور عامين ما زالت تعجبك، وقد تبقى هي النموذج المثالي من الناحية الشكلية للنساء دون أن يكون هذا حبا، بل إعجابا كما ذكرت، بالإضافة لما ترتب مع مرور الوقت من ألفة وتعود ليس فقط للفتاة، ولكن أيضا للتفكير فيها.
ولا بد لي معك من كلمة بما أنك تستفيد مما تقرأ: لا تسارع بتفسير كلام الناس وسلوكياتهم، فمع تشابه السلوك الظاهر إلا إن اختلاف الدوافع كبير بين الناس، فسؤال السيدة عنك وعن أحوالك قد لا يكون أبعد من مجرد فضول اجتماعي شائع في ثقافتنا تحت مسميات كثيرة مثل العشرة والود.
وقد يكون سؤال السيدة عنك للاطمئنان على أهل المكان الذي ترتاده ابنتها كثيرا دون أن تعرف السبب وراء هذا التردد، لا تفسر سلوك الآخرين لأنه يؤدي إلى تشوش العلاقات معهم، ويسيء لتوجهاتك نحو الأمور ويضلل أحكامك، وينطبق هذا الكلام على تقييمك لمشاعر الفتاة، بينما الطريقة المباشرة هي الوسيلة الصحيحة والدقيقة للتأكد من الأمور.
أهلا وسهلا بك قارئا ومشاركا أكثر فرحا واستقرارا في المرة القادمة إن شاء الله.
واقرأ أيضًا:
في حب الصغيرات الحلم لك والواقع عليك!
صغيرة مترددة.. هل أتزوجها؟
أحبها: صغيرة ولا تحترمني، هل أكمل معها؟