في البداية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لا أعرف كيف أبدأ على الإطلاق، ولا أعرف تصنيف مشكلتي، ولكن سأحاول أن أصف قدر الإمكان، كان لي صديق ومازال صديقي ولكن برابطة صداقة أقل من قبل، وهو إنسان مخلص، وكنا نعيش مع بعض حياة هادئة وأكملنا دراستنا مع بعضنا، اعتبرته أكثر من أخ خاصة إنني أفتقد الأخ، ولهذا عشنا أحلى أيام، ولكن قبل أكثر من ثلاث سنوات تعرَّف على إحدى الفتيات التي كانت بالنسبة لي صديقة ليس أكثر، وقد رغبته في الزواج منها، ولكن بعد ذلك اكتشفت إن البنت غير مؤدبة، ولها الكثير والكثير من العلاقات السابقة والمشبوهة مع الشباب حيث ترفع التكليف مع الكل.
وحين نصحته وحذرته لم يصدقني، ولكن بعد فترة أخبر أهله أنه يريد الزواج منها، وبدأ الأهل بالسؤال عن أهل البنت وعلى البنت، ولكن انكشفت الحقيقة للكل بأنها عائلة غير جيدة من حيث الأخلاق، وقد عرف بذلك؛ ولكنه-إلى الآن- متردد؛ خاصة أنها تضحك عليه كثيرًا، وتتقن التمثيل بشكل أكبر من أحسن ممثل في العالم، وقد وقفت أنا بوجهها فما كان منها سوى فضحي أمام الناس بكلام كذب وأقاويل النساء المعروفة أو المؤلفة، ولكن أنا لم أستسلم، فأنا من حفر الحفرة لأخي، ولكني لم أكن أعرف أنها امرأة ليس بقلبها أي أدب؛ فهي تكذب عليه حتى بالصلاة!! فهل يجوز لامرأة تصلي بدون وضوء؟!! الله أعلم!!
على العموم أريد حلا لإنقاذ صديقي وأخي، علمًا بأنني استخدمت كل الوسائل الممكنة، وحاولت مع أهل صديقي، فنصحوه وهو يقتنع فى كل مرة، ولكن بعد الجلوس معها لدقيقة واحدة يُسْحَر ويصبح كالمجنون، وتغيرت كل تصرفاته فأصبح كثير الكذب وكثير النظر إلى النساء، وللعلم أنها حاولت أن تجعله يُغْضِب ربه، والدليل على ذلك أنني- مرة- وجدته معها ورقبته كلها أحمر شفاه... أرجوكم ما هو الحل؟؟ فعلاً أنا أبكي دمًا على صديقي وأخي؛ فأنا السبب، وأنا أتمنى أن أنقذه من هذه الفتاة،
وأخيرا إذا كنتم ترون ألا تنشر هذه الرسالة، وأن يكون الرد خاصًّا وسريًّا، فلا مانع،
وإذا أحببتم نشرها فأرجو عدم ذكر أي معلومة عني، وجزاكم الله خيرًا
22/6/2023
رد المستشار
الأخ العزيز: حرصك على صديقك حرص مشكور، ولا شك أنه يشعر بهذا الحرص، وسيقدره لك اليوم أو غداً. منطقك في عرضك المسألة يلفت النظر من عدة جهات:
الجهة الأولى: الفتاة التي ارتبط بها صديقك، وكنت تعرفها "كصديقة" على حد قولك، كيف غاب أخلاقها وسيرتها؟! هل كنت تدري أم لم تدرِ؟!! إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن تدري فالمصيبة أعظم
وما معنى صداقتك لها؟ وماذا كانت "حدود" هذه الصداقة؟؟ أعتقد أنك أسأت التصرف بدفع صديقك "العزيز" إلى خطبة فتاة: إما أنك لا تعرفها جيداً، وإما أنك تعرفها، ولك هدف من ربطها بصديقك.. والله أعلم.
الجهة الثانية: هي هذه المفاجأة الملفتة حين "اكتشفت" أنها ليست الإنسان التي تستحق صديقك - مع إنك أنت الذي رشحتها له - ولا أدري كيف؟ ولماذا انقلب موقفك منها إلى الضد: من فتاة ترشحها بالأمس لأعز الناس؛ إلى شيطانة تود لو تقتلعها من طريق صداقتكما؟!
الجهة الثالثة: هي تدخلك بشتى الطرق لإنهاء علاقتها بصديقك، رغم أن هذا التدخل – منك أنت بالذات – لا يجدي كثيراً، ولن يكون أكثر فاعلية من دور أهله، ويسهل على الفتاة أن تطعن في موقفك بوصفه "غيرة" و"حقد" عليها وعلى صديقك وعلى هذه العلاقة الرائعة في رأيهما، ومن السهل أن يُفَسَّر موقفك على إنه فيه نوع من الندم على عدم الظفر بتلك الفتاة "المرنة" التي تسقط التكليف، وتصاحب الشباب، و"منفتحة" على الحياة، كما يروق البعض أن يعيش اليوم ويتصور؛ فهل أنت نادم على فقدانها؟ وهل تغار من صديقك الذي يرتبط بفتاة تنقش رقبته بأحمر الشفاه، وربما تعطيه أكثر؟!
أرجو أن تراجع نفسك وموقفك لأن به الكثير من الالتباسات والتناقضات، وبعد ذلك فإن موقعك في هذه "الفوضى" لا يتيح لك إلا الصمت الرافض، والنصيحة غير المباشرة؛ التي قد يستطيعها غيرك - من الأصدقاء - بشكل يكون أكثر تأثيراً ربما، ويكفي ما قلت وفعلت تعبيراً عن رفضك وتحذيرك.
أما صديقك فإذا كان لئيمًا أو ماكراً فلا أحسب أنه سيتزوج هذه الفتاة "اللعوب" أبدًا، ولكن قد يحصل على أقصى ما يمكنه منها ثم يتركها، وتلك قصة متكررة منذ قديم الأزل، أما إن كان ساذجاً غراً فسوف يقع في الحفرة بنفسه وعقله، وسيفطن يوماً إلى ما أوقع نفسه فيه بسوء تقديره للأمور، وفي الحالتين سواءً كان ماكراً أو كان غافلاً، فإن دورك الممكن والأفضل أن تكُفَّ عن التدخل المباشر في هذه المسألة برمتها، وأن تقطع كل علاقة لك بتلك الفتاة، وأن تظل إلى جوار صديقك، وتسعفه حين يريدك في هذه الأمر أو غيره،
عسى الله أن يصلح أحوالكما، وأحوالنا جميعاً... والسلام.