السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما، متعلمة وعلى قدر عال من الجمال ومتدينة، تمت خطبتي لشاب يكبرني بست سنوات، وهو متعلم ومثقف وعلى درجة عالية من الأخلاق والدين، وحنون وكريم وطموح لدرجة كبيرة.
في لقائنا الأول أحسست براحة شديدة، وهو كذلك، واستخرت الله كثيرا، وتم عقد القران واتفقنا على أمور حياتنا حيث تمت الخطبة في أسبوع واحد، وفي كل يوم كنت أخرج معه طوال النهار ولم أجد أي شيء يخيفني فيه، وقد سافر إلى دولة من دول الخليج، ويداوم على الاتصال بي، ويحدثني عن أخباره ويشاركني حياته اليومية في كل شيء، وسوف يتم زواجي بعد ستة أشهر تقريبا، أي في إجازته السنوية.
أنا مخطوبة منذ شهر تقريبا، ويوميا أحادثه على "الشات"، ويحبني بدرجة كبيرة وأنا كذلك، ولا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونه، ولا أستطيع النوم إلا عند سماع صوته وهو كذلك، وقد زرت أهله في البيت أكثر من مرة، ولم أجد أي شيء قد يثير الشكوك، لكن بدأت مشاعر الخوف تتسلل إلى قلبي الآن.. فهل أكون قد تسرعت في اختياري هذا؟
ولكني أرجع وأقول: ربما هذه وساوس شيطان لا أكثر ولا أقل، وأسأل نفسي: هل تم اختياره لي عن قناعة أم ظروفه هي التي أجبرته على إتمام الخطبة بهذه السرعة؟ لا أدري هل يبقى هكذا بعد الزواج؟ مع أنه وعدني أن يبقى على ما هو عليه بعده، وأنا كذلك. أحاول أن أبحث عن مبرر لخوفي هذا ولا أجد.
أرجوكم ساعدوني.. قولوا لي ماذا أفعل كي تبتعد تلك الوساوس اللعينة من رأسي؟ وهل أنا محقة فيها أم أن لدي بعض المبالغة فيها؟ وما النصائح التي من المكن أن تقدموها لي لكي أبدا حياة زوجية ناجحة؟ وآسفة على الإطالة، وشكرا لكم.
23/6/2023
رد المستشار
آنستي العزيزة، أهلاً ومرحبا بك على صفحتنا استشارات مجانين.
بداية.. أظن أن خطيبك لم يكن أول من يطرق بابك؛ أي أنك رفضت من جاء قبله، وهو ما يعني أنك قادرة على التمييز بين الشخص المناسب وغير المناسب، ولا سيما أنك جامعية ومتدينة.
خطيبك متعلم ومثقف، ويتحلى بأخلاق كريمة ومتدين، وقد ذكرت غير ذلك من المميزات عنه، وعن الراحة التي تشعرين بها تجاهه من أول لقاء، وهذه الأمور كلها مطمئنة إضافة إلى صلاة الاستخارة، وقد أتاح لك أهلك فرصة للتعرف عليه، فحين ترين شخصا "طوال النهار" فذلك قد يتيح التحرر من الرسميات ومن التصنع إلى حد ما.
وفترة الخطبة بها قدر طبيعي من القلق، والتفكير في المستقبل الذي هو بيد الله سبحانه وتعالى، فهو يدبر الأمر، أما دورنا فهو الأخذ بالأسباب ليس إلا، وأنتما تتحدثان في كل أموره، وهذا أمر مفيد، تحدثي أنت أيضا في أمورك وحدثيه عما تحبينه وما تكرهينه، وعن رؤيتك للمستقبل من حيث تكوين أسرة جديدة بإذن الله، ومن حيث اهتماماتك الشخصية.
إن المحادثة عبر "الشات" -في رأيي- لا يفيد كثيرا في تعارف حقيقي، ولا تمدنا سوى بقدر ضئيل جدا من المعلومات عن الطرف الآخر، ذلك أن الإنترنت لا تنقل -لدى كثير من مستخدميه- نغمة الصوت وفترات الصمت وحركات الجسم وتعبيرات الوجه وغيرها مما يساعد في توصيل المعنى الذي نود توصيله إلى الطرف الآخر، ويعتبر الهاتف كوسيلة للتواصل أفضل -نوعا ما- وأفضل وسيلة على الإطلاق هي المقابلة الحية.
تقولين: إن خوفك هو من احتمال وجود تسرع في الاختيار، وهذا أمر وارد، ولكن -كما ذكرت لك توا- أنك أخذت بكل الأسباب المتاحة أمامك في ظل ظروفك وظروفه، فلمَ الخوف ما دام أن الحوار بينكما مفتوح؟ اسأليه عن كل ما يسبب لك الخوف واضعة في اعتبارك أنك لن تجري مقابلات مع كل رجال الكرة الأرضية حتى تختاري الزوج المناسب لك!!
وقد يكون خطيبك أتم الخطبة بسرعة بسبب ظروفه، لكن ظروفه ليست هي السبب الوحيد، بل هناك سبب آخر وهو أنه أعجب بك، ووجد فيك الصفات التي يبحث عنها، وإن سألته قد تجدين أنه تقدم إلى فتيات أخريات، وكان من الممكن أن يرتبط بأي منهن لظروفه، لكنه لم يفعل ذلك، وفضل أن يجد من تناسبه.
النصائح التي أقدمها:
أولها: ما ذكرته عن الاهتمام بمعرفة تفاصيل أكثر عن خطيبك والحوار المستمر معه، وأيضا الحوار عنه مع أسرتك؛ فالأهل يكونون -في أغلب الأحيان- أكثر نضجا منا وأكثر فهما للبشر.
أما النصيحة الثانية فهي أن تنشغلي بعمل، أو مجهود تطوعي، أو دراسة أو رياضة أو هذا كله حتى لا تتركي الأفكار تسيطر عليك.
والنصيحة الأخيرة: هي أن تعلمي أن ما أنت فيه أمر طبيعي، وحتى إن كان موجودا في بلدك فسوف يساورك بعض القلق أيضا، ولكنْ هناك قلق صحي، وما أنت فيه هو قلق صحي وليس مرضي، بمعنى أن هذا القلق هو ما دفعك إلى الكتابة إلينا ومحاولة الخروج من المشكلة، ونتمنى لك الاستفادة من ردنا، وسنعرض لك بعض "الروابط" الخاصة بمشكلات شبيهة بمشكلتك؛ حتى تتسع زاوية الرؤية لديك.
اقرئي مثلا:
خطيبي وتقلب مشاعري ماذا أفعل؟
بعد الزواج اضربي سوء خلق خطيبك ×10
خطيبي ليس كوالدي: الواقع والتوقعات!
شكرا لك وتابعينا بأخبارك.