السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في البداية أود أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع وجزاكم الله عنا خير جزاء، لم أتعود أن أشارك أحدا في مشكلاتي، ولكن لم يبق لي سوى أسبوعين لكي أحل مشكلتي؛ لذلك قررت أن أشارككم فيها، لعلكم تجدُون لي الحل هنا على صفحة استشارات مجانين.
مشكلتي بدأت منذ كنت في التاسعة من عمري، حيث تعودنا في مدينتنا في الصغر على اللعب مع الأولاد دون رقابه تذكر من الصباح حتى الظهيرة، ومن العصر حتى أذان المغرب، وكنت من بين الفتيات الساذجات اللواتي لا يعرفن شيئا عن الحياة إلا اللعب والضحك، ومع هذا الإهمال الشديد من قبل الوالدين والسذاجة استغل هذه الفرصة شاب يكبرني بخمس سنوات، فقد كان في الرابعة عشرة من عمره وكان يستغل الفرص للتحرش بالفتيات بل الاعتداء عليهن عندما أخذني لنلعب في مكان بعيد، وبسذاجتي وغبائي وافقت وبعدها حدث ما هو غير متوقع في تفكيري وما لم أكن أفهمه في تلك السن، وبعدها تركني فاقدة الوعي.. عندما أفقت لم أفهم أي شيء ذهبت مسرعة إلى البيت، وعندما كنت في الطريق رأيته، وكان يبتسم، بل يضحك هو ورفاقه وهم ينظرون إليّ نظرة انتصار.. عدت إلى المنزل وأنا خائفة منه.
لم يكن لدي من أخبره فقد كنت أكبر إخوتي، وأمي كانت قد وزعت وقتها بين أعمال المنزل وزيارات أقاربها، مع مرور الوقت لم أعد أفكر في الأمر تناسيته، وعندما بلغت سني الثامنة عشرة ومع تقدمي بالعمر فهمت الأمر، وعلمت ما هو غشاء البكارة وعلمت أن ما حدث يجب ألا يحصل لفتاة لم تتزوج بعد.
بعدها أصبت بنوبة هستيرية من البكاء والصراخ لم أستطع إخبار أهلي بما حدث لي رغم علمي بأنني ضحية لما حدث.. لم يكن هناك ما أستطيع أن أفعله سوى البكاء، وكنت أفكر في الموضوع في كل وقت، كنت أبحث دائما عن حل، وعرفت أنه لا يوجد حل لهذه المشكلة.
وبعد سنتين الآن عمري 20 سنة وقعت المصيبة الكبرى بالنسبة لي حيث تقدم لخطبتي شاب لا أعرف عنه إلا اسمه وأنه شاب ملتزم وحسن الأخلاق ويعمل في وظيفة ممتازة وما فهمته من أهلي أنهم موافقون ويجب أن أوافق، ولدي أسبوعان فقط للرد أو بالأصح للموافقة.
وأنا لست أشك بأن يكون غشاء البكارة قد فض، بل أنا متأكدة، ولا أعلم ماذا أفعل، مع العلم أن أبي شديد العصبية فإن علم بالموضوع فلن يتردد في قتلي، وأمي كذلك فماذا أفعل.. منذ أسبوع وأنا لا أستطيع النوم.. أصبحت أتقرب إلى الله أكثر من السابق علّني أجد حلا للخلاص مما أنا فيه.
أرجوكم أن تنصحوني بما عليّ القيام به بخصوص مشكلتي.. وعذرا على الإطالة.
أشكركم مرة أخرى لجهودكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
24/6/2023
رد المستشار
الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لست أدري ما الذي جعلك متأكدة أن غشاء البكارة قد تمزق، فمن خلال خبرتي المهنية أعرف أن ما يدور بين الأطفال والمراهقين غالبا لا يعدو كونه ملامسات أو احتكاكات من الخارج، وكثير من الفتيات لا يستطعن التفرقة بين العلاقة الجنسية الكاملة والعلاقة الجزئية نظرا لعدم المعرفة بتركيبة الجهاز التناسلي.
وقد يحسم هذا الشك بزيارة لطبيبة نساء -إن كان هذا ممكنا في سرية لا تعرض سمعتك لأي شك- أما إذا تعذر ذلك أو كان يحمل مخاطرة بأن يراك أحد عند طبيبة النساء فيشك في شيء فلا تذهبي، وفي كل الأحوال عليك أن تنظري في أمر الزواج بعيدا عن هذه المشكلة، فهناك احتمال بأن الغشاء لم يتمزق كما تظنين لأنه لم يحدث إدخال حقيقي، وهناك احتمال آخر وهو أنه قد حدث إدخال جزئي أو كلي ولكن الغشاء في هذه السن قابل للالتئام بدرجة تجعله كأن لم يفض، أما الاحتمال الأكثر سوءا فهو أن الغشاء قد فض بالفعل وسيترتب على ذلك عدم نزول دم أثناء اللقاء الأول بعد الزواج.
دعينا نناقش الاحتمال الأكثر سوءا وهو أنه لن ينزل دم أثناء اللقاء الأول بعد الزواج، فهذا وحده ليس دليل إدانة لأي فتاة (كما أن نزول الدم ليس دليل براءة لأي فتاة خاصة بعد لجوء البعض لعمليات ترقيع الغشاء)، حيث إنه في حوالي 15% من الفتيات يمكن أن تتم العلاقة دون نزول دم ملحوظ، وتفسيرات ذلك كثيرة، منها أن يكون الغشاء مطاطيا، ومنها أن يكون الغشاء فضفاضا بحيث يسمح بالعلاقة دون تمزق يسيل معه الدم, أو يكون الغشاء قد تمزق نتيجة أي إصابة في الصغر لا يدري أحد عنها شيئا أو يكون تمزق بفعل ممارسة العادة السرية مع استخدام بعض الأجسام وإدخالها في المهبل (خطأ أو جهلا).
عموما لو حدث وتزوجت ومرت الأمور بسلام فليس هناك مشكلة إذن، أما لو حدث أنه لم ينزل دم، فهذا ليس إدانة مؤكدة لك، وأنصحك بعدم ذكر هذا الأمر لأحد لما يمكن أن يترتب عليه من كوارث فمثلا لو صارحت أمك بهذا ثم ذهبت الأم وصارحت أباك فيمكن أن يترتب على ذلك أحداث مهلكة تجاهك أو تجاه ذلك الفتى المراهق الذي فعل فعلته، وربما تقع كوارث كبيرة بسبب هذا الأمر، يضاف إلى ذلك الفضائح المتوقعة والجراح التي لا تندمل.
أما احتفاظك بهذا الأمر بداخلك خاصة أنه لا يوجد أي تهديد لك الآن من هذا الشخص وأنه مجرد حدث وقع في الماضي، ثم تسألي الله الستر والسلامة وتقبلين على حياتك الزوجية باستبشار وأمل، وتعيشين خبرة الخطبة والزواج كما تعيشها أي فتاة فاضلة.. فهذا هو الأولى والأفضل الآن، واتركي ليلة الزفاف يسيرها الله العليم الخبير بقدرته وحكمته، خاصة أن ما حدث قد وقع وأنت صغيرة لا تعرفين شيئا، وأن هذا المراهق استغل سذاجتك وعدم معرفتك، واستغل انشغال الأب والأم وفعل ما فعل تحت تأثير نزوات واندفاعات المراهقة
وتقربي إلى الله بالصلوات والدعاء وأعمال الخير واطلبي منه الستر والمغفرة وعاملي خطيبك وزوجك بعد ذلك بما يرضي الله، واعلمي أن الله لن يضيعك ما دمت تحافظين على طهارتك وعفتك ونقائك حين علمت ماذا تعني هذه الكلمات، واعلمي أن الله رفع عن الناس الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وننصحك بقراءة هذه الروابط ذات الصلة بموضوع مشكلتك، لعلها تفيدك وأنت بصدد التفكير في حلها.
واقرئي أيضًا:
وسواس قهري البكارة: وسواس الغشاء
غشاء البكارة