السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إلى القائمين على موقع "مجانين" عامة وصفحة استشارات مجانين خاصة ندعو الله أن يجزيكم خير الجزاء على هذا الموقع المتميز والذي استفدت منه فائدة عظيمة في أغلب المواضيع التي طرحت في السابق والمواضيع الجديدة في الموقع، أبعث إليكم قصتي التي حدثت معي ولا أدري هل لها نهاية أم لا؟ وإني أعتذر عن الإطالة فيها مقدمًا، ولكن لعل التفصيل فيها يساعدكم في إيجاد حل لها، ويفيد غيري لمن لم يستخدم الإنترنت أو لم يقم علاقة عن طريق الإنترنت.
في البداية أنا واحد غير العرب المسلمين المقيمين في المدينة المنورة؛ حيث إنني ولدت بها ولم أخرج منها طوال حياتي، وأنا ملتزم بالدين وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث إن مظهري ولساني يوحي بأني عربي، ولكن نظاميًّا لا أعتبر عربيا، أبلغ من العمر 25 سنة، دخلت الإنترنت وتعلمتها لما لها من فائدة عظيمة في التواصل مع الغير، استخدمتها في الدعوة إلى الله بإرسال الرسائل الإسلامية إلى كل الذين أعرفهم عن طريق النت وإلى المجموعات البريدية الكثيرة المنتشرة عليها.
ومن خلال هذه المعرفة للأشخاص الجدد تعرفت على طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، ويسكن بإحدى الدول العربية، والذي أسأل الله أن يجعله قرة لعين والدته ويثبته على دينه ويطيل عمره في طاعته، فقد أعجب بالرسائل، وطلب المزيد من المعلومات في الدين للتعلم حتى زادت معرفتنا ببعض، وزادت معرفة أهله الملتزمين علي حتى أصبحت معروفا لديهم.
من خلال هذه المعرفة تعرفت على إحدى قريبات هذا الطفل، والذي أعجبني بها هو كثرة تحدث الطفل عنها وعن التزامها بدينها حتى تعرفت عليها، وبدأنا في معرفة بعضنا البعض أكثر وأكثر حتى تعلق كل منا بالآخر، واتفقنا على الزواج وعلى أن أعيش معها في دولتها. ولكنني حتى الآن وبعد مرور أربعة أشهر على معرفتنا لم أستطع أن أزورها، وذلك بسبب عدم حصولي على تأشيرة الدخول إلى تلك الدولة بسبب مشاكل الحرب والإجراءات الأمنية المشددة.
سؤالي هو: هل يعتبر قراري صحيحًا، وهو أن أترك المدينة المنورة، ونحن نعلم فضل المدينة وفضل العيش بها، وأترك الأهل والأصحاب إلى هذه الدولة التي قصدتها، وأنا لا أعرف أحدًا بها أولاً للزواج من امرأة ملتزمة بالدين، وثانيًا بأن أدعو إلى الله سبحانه وتعالى في هذه الدولة؟
وهل أستمر معها، حتى لو لم أستطع أن أجد حلا للسفر إليها؟ مع العلم أننا لا نستطيع التراجع لشدة تعلقنا ببعض، ونعيش على أمل أن يفرجها الله علينا؛ حيث إننا دائمًا ندعو الله سبحانه وتعالى بذلك، وقد أصبحنا نقوم الليل ونتضرع إلى الله لكي يفرجها علينا.
أرجو من أصحاب الاختصاص الرد عليَّ وتزويدي بالنصائح التي يمكن أن تفيدنا، كما أرجو الدعاء لنا بأن يجمعنا الله بخير ويعفنا بالحلال، إنه جواد كريم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
25/6/2023
رد المستشار
عندما قرأت رسالتك يا أخي غلبتني العاطفة للحظات؛ إذ مرّ بخاطري مشهد الحرم النبوي، والروضة، والبقيع.. وكأني أردت أن أقول لك: لا تترك مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم يا أخي.
لكني أفقت من وطأة المشاعر، وتذكرت أن كثيرًا من الصحابة أنفسهم رضوان الله عليهم قد تركوا المدينة في الفتوحات، ثم استقروا في مصر والشام وغيرها من بلاد المسلمين، ولم يعودوا "للمدينة" ثانية، ولكنهم حملوا "المدينة" معهم في أسفارهم.. حملوا حبها، وعطر صحابتها، ووصايا رسولها.
هذا عن فضل المدينة.. وهو السبب الأول الذي يمنعك من الرحيل.. أما عن السبب الثاني ترك الأهل والأحباب.. فأقول لك أنت رجل "إلكتروني" يا سيدي كما ذكرت في رسالتك، لك على الشبكة العنكبوتية عشرات الأصحاب ينتقلون معك حيث ذهبت.. أليس كذلك؟!
في الواقع يا أخي ليست المشكلة في هذا ولا ذاك، ولكن المشكلة في أمرين آخرين وهما:
1- لا يمكن أن نعتبر هذا الحب حقيقيًّا، ونتخذ خطوات جادة لإتمام الزواج ونترك "المدينة" من أجله إلا بعدما تخرج العلاقة من صورتها الإلكترونية إلى صورة أخرى في عالم "الشهادة"!! أي لا بد أن ترى الفتاة عدة مرات رأي العين وتتحدّث معها؛ لأن اللقاء وجهًا لوجه يُظهر ما لا يظهره اللقاء عبر الإنترنت. ولقد تحدثنا عن هذا الأمر كثيرًا في مشكلات كثيرة.
2- إذا كنت لم تحصل على تأشيرة لزيارة بلد الفتاة فكيف ستحصل على إقامة دائمة وعلى عمل بها؟ ما هي التدابير اللازمة للحياة هناك؟ هذه أسئلة مهمة.
لا تَشغل نفسك بمبدأ ترك المدينة، ولكن اشغل نفسك بالإجابة على هذين السؤالين: كيف سأراها لكي أحدد هل أستمر في قرار الارتباط بها أم لا؟ إذا كان القرار هو الزواج فما هي التدابير اللازمة للحياة هناك؟ أنت تدعو الله، وأنا أيضًا سأدعو لك بأن يفرجها عليكما، ولكن لا أخفي عليك أن هناك سؤالا أزعجني كثيرًا عندما قلت: هل أستمر معها، حتى لو لم أستطع أن أجد حلا للسفر إليها، مع أننا لا نستطيع التراجع لشدة تعلقنا ببعض؟!! ماذا تنتظر مني أن أقول لك؟! تحت أي مظلة ستستمر العلاقة يا أخي؟!!
الصورة الوحيدة التي يمكن أن تستمر بها أي علاقة بين الجنسين، سواء على الإنترنت أو غيره هي الصورة الجماعية، أي الدخول في غرف شات جماعية مثلا؛ لأن الانفراد عندئذ يُعتبر خلوة، وذلك بالطبع مع مراعاة باقي الضوابط الشرعية.
وأخيرًا لا تنس الدعاء والاستخارة، والله تعالى يرشدك للخير بإذنه.
ويتبع>>>>>: حبيبتي ليست في مدينة الرسول مشاركة