و.ذ.ت.ق أخاف ألا يقبل التزامي! م
أسئلة عن الوسواس
إنني أراسلكم من فترة وقد استفدت بشكل طفيف من بعض النصائح التي أتلقاها.
لكني حتى الآن أعاني من الوساوس في الوضوء والصلاة رغم محاولتي التغاضي. إنني أداوم على دواء لتقليل النرفزة التي أشعر بها عند التغاضي. لكني رغم ذلك أحتاج إلى التحسن أكثر لأن الأمر مستفز.
هل هناك طريقة جربتموها مع مرضاكم ونجحت معهم لمنع تكرار الوضوء والغسل وإعادة الصلاة والتكبير والتسبيح وغيره عند الشك في أنهم لم يتموه أو لم يقولوه؟
وأنا لا أجد إجابة صريحة من شيوخ على أن الموسوس إذا تغاضى وكانت عبادته ناقصة فهو غير محاسب. أقول في نفسي ماذا لو كان باستطاعتي ملاحظة أني لم أسجد أو أني لم أقل التسبيح كاملا؟
ولكني تغاضيت وقلت انسي انسي أنت موسوسة.
لهذا أخاف وأتوتر
27/6/2023
رد المستشار
الابنة المتابعة الفاضلة "ميسم" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، واستعمالك ومتابعتك خدمة الاستشارات بالموقع.
يمكننا التعليق على ثلاثة تساؤلات تضمنتها إفادتك الرابعة للموقع، الأول هو المعني بـقولك (حتى الآن أعاني من الوساوس في الوضوء والصلاة رغم محاولتي التغاضي) ... فأنت تتنظرين أن يتوقف الوسواس لأنك تجاهلتها أو تغاضيت عنها والواقع أن أي علاج ناجح لمريض الوسواس القهري لا يعد بتوقف الوسواس، إنما المستهدف هو القهور التي يلجأ لها الموسوس والطريقة التي يدير بها أفكاره ومشاعره استجابة للوسواس.. علاج الوسواس القهري الناجح معناه أن الوسواس رغم وجوده يفقد تأثيره القهري على الشخص المتعافي.
والتساؤل الثاني متضمن في عبارتك (أداوم على دواء لتقليل النرفزة التي أشعر بها عند التغاضي. لكني رغم ذلك أحتاج إلى التحسن أكثر لأن الأمر مستفز) ... وهذا يعني أن أحد الزملاء من الأطباء النفسانيين عاينك ووصف لك عقّارا من عقاقير الم.ا.س.ا.. وأنت تداومين عليه مثلا في هذه الحالة أقول لك أنك تداومين مثلا منذ وصلك ردنا على بريدك في النصف الثاني من إبريل... لم تكملي 12 أسبوعا وهو ما يجب انتظاره لتقييم الأثر العلاجي لجرعة ما من عقاقير علاج الوسواس القهري كما تفهمين من ردنا القديم الصبر على الم.ا.س يمحو الوسواس.. ولا أنسى أن أحيِّي فهمك الصحيح لدور العقار (لتقليل النرفزة التي أشعر بها عند التغاضي) في علاج الوسواس القهري، وأن أقول لك أن المطلوب هو أن تدربي نفسك على تحمل قدر معقول من النرفزة بدلا من زيادة جرعة العقَّار لأن هذا أفيد لك على المدى الطويل.
وأما التساؤل الثالث فيتضمنه قولك (ماذا لو كان باستطاعتي ملاحظة أني لم أسجد أو أني لم أقل التسبيح كاملا؟) تخيلي أنه، حتى لو كان باستطاعتك ليس مطلوبا منك لا شرعا ولا عقلا أن تلاحظي نفسك أثناء العبادات... العبادات بالنسبة لك وللمتدينين هي نشاط فطري ألفوه وكرروه حتى أصبح بالإمكان أن يؤدى من تحت الوعي، ولا يطلب من الشخص الطبيعي التركيز على طريقة قيامه بنشاط ما إلا حين يكون نشاطا جديدا ما زال يتعلمه الشخص، وإذا قرر شخص طبيعي التركيز على نشاط تلقائي معتاد فغالبا ما يخطئ أو يتشتت انتباهه! هذا الكلام للأصحاء... فإذا جئنا للموسوس فإنه هو من يطلب من نفسه التركيز والملاحظة الدقيقة لكل ما يفعل خاصة في عباداته إما بسبب ميل للكمالية والتعمق أو استجابة لوسواس -غالبا متكرر- بأنه أخطأ ... ثم لا تكون نتيجة هذا التركيز القهري إلا فتحا لبوابات وساوس أخرى تتعلق بأداء العبادة حتى تصبح أثقل على القلب فأثقل ثم يأتيه الوسواس بسب كفري أو شك في لحظة غضب فليبس عليه أنه كفر ... لأجل هذا ولغيره يجب على الموسوس أن يعرف أن المطلوب منه هو أن يفعل المطلوب من أي متعبد إن استطاعه أو فقدر ما يستطيع دون إبطاء ولا تكرار ولا استجابة للشك وهذا لغير المتعمق، أما للمتعمق فيصبح المطلوب منه أن يفعل أقل مما يستطيع أي يوقف نفسه وهو يعرف أنه يستطيع أحسن! يعني على الوسواس ردي بوضوح "أستطيع ولن أفعل لأني مميزة برخصتي التي أطمع أن أؤجر عليها..." وتكونين نجوت بالعبادة ونجت العبادة من وسوستك.
وأخيرا أتعجب من قولك (هل هناك طريقة جربتموها مع مرضاكم ونجحت معهم لمنع تكرار الوضوء والغسل وإعادة الصلاة والتكبير والتسبيح وغيره عند الشك في أنهم لم يتموه أو لم يقولوه؟) لأن رابط الطريقة أي استعارة القطار أحادي الوقوف موجود في السطر الرابع من أولى فقرات ردنا الأول عليك... وقد قلت أن على الموسوس اعتبار الوسوسة دليلا على الإحسان فيستمر ولا يفعل ولا يفكر إلا فيما سيأتي فقط يسلم نفسه لخالقه ويستمر كالقطار أحادي الوقوف حتى يسلم.
ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>: و.ذ.ت.ق أخاف ألا يقبل التزامي! م2