السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكركم جزيل الشكر على مجهوداتكم الجبارة، وأرجو أن يجعلها الله في ميزانكم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
مشكلتي التي أحمد الله أن اصطفاني لها هي كالتالي: تزوجت من فتاة في الصيف الماضي وكانت الأمور ميسرة والحمد لله، وبعد أربعة أشهر حصل حمل بفضل الله، فرِحنا به وحمدنا الله ، مر الشهران الأولان للحمل بسلام تام والحمد لله، وابتداء من الشهر الثالث تغير سلوك زوجتي تجاهي وتجاه أمي، خاصة بشكل مفاجئ في شكل كراهة (أهلي لا يعيشون معي، وكنت أعيش مع زوجتي في بيت مستقل في نفس المدينة التي يعيش فيها أهلها، ولكن ليس في نفس البيت كذلك).
بدعوى أن أمي لا تحبها وتكرهها، وأني لا أحسن معاملتها، وهذا كله وهْمٌ فبالنسبة لي قلت لها مند اليوم الأول إنني من النوع الذي لا يهمه لا مطبخ ولا شيء، وأن كل ما يرضي الله يرضيني، وكل ما يغضبه يغضبني وليس البخل من شيمتي.
والحمد لله أشتغل مهندسا وراتبي يكفيني (حوالي 35 في المائة منه يذهب لوالدي وإخوتي لحاجتهم لذلك وربما زوجتي تعلم بهذا الأمر بدليل أنها ما كلمتني في هذا الأمر منذ زواجنا، لكن ابتداء من المرحلة السالفة الذكر قالت يوما إنه يجب أن أخصص لها نفس نسبة والدي، في حين أن الكل لها بما فيهم عبد ربه؟؟).
كانت هذه المرحلة بطبيعة الحال مرحلة الوحم فتقبلنا الأمر بفضل من الله مع ما رافق ذلك من السب والشتم والإعراض، بل والهجران فزوجتي ذات يوم ذهبت إلى بيت والديها وامتنعت عن الرجوع إلى بيتها فقلت لوالديها لا بأس ولا داعي لإجبارها على شيء لا تريده حتى لا تتأثر ويتأثر حملها.
وبقي الحال على حاله هكذا لمدة 7 أشهر إلى يوم الوضع، 7 أشهر من الهجران لبيت الزوجية، بل حتى الزيارات قطعتها وأصبحت فقط على اتصال بوالديها وبعض أهلها، أسأل عن حالها وأرسل لها الأموال التي كانت تحتاجها والتي كانت ترفض استلامها في البداية إلى غاية الشهر الأخير من الوضع. وامتناعي عن الزيارة كان بكل بساطة هو رفضها وإصابتها بهيجان كلما رأتني أو نوقش معها موضوع عودتها لبيتها، ففضلت الابتعاد عنها تفاديا لكل ضرر (كنت أعيش خلال هذه الفترة بمفردي في بيتي).
الجميع ظن أنه مباشرة بعد الوضع ستتحسن الأمور وتعود المياه إلى مجاريها، لكن الذي حصل أن هذا الكره مستمر إلى اليوم الذي يصادف اليوم الحادي عشر للمولودة ابنتنا حفظها الله بدعوى أننا لم نسأل عنها خلال فترة الحمل، وهذا ليس صحيحا، سواء من طرفي أو من طرف أهلي، والله على ما أقول شهيد.
كما أنه أمر لا ينكره أحد من أهلها الذين يلومونها باستمرار على هذا السلوك الذي قد يؤدي بها إلى تدمير أهلها والندم على ذلك فيما بعد، والذين طمأنتهم بأنني لن أقوم بتطليقها ولقد فوضت الأمر إلى الله أن يفرج هذا البلاء عنا، فلا أريد لزوجتي ولا لابنتي الضياع بسبب أسباب تافهة وواهمة. ولقد طمأنت والديّ كذلك، فهما مند بداية الأزمة ما فتئا يوصياني بالصبر، وعدم التسرع في اتخاذ أي قرار، بل وعدم التطليق، خاصة أمي التي تظن زوجتي أنها تكرهها.
كما أنني الآن مستعد للصبر سنوات أخرى ابتغاء الأجر، وحتى أجد حلا بفضل من الله، أما إن رغب أهلها في تطليقها فما عليهم إلا التوجه إلى القضاء لطلب ذلك مع تحمل مسئولية النتائج الكارثية للطلاق.
وحسب ما يبدو لي فسلوك زوجتي غير عادي، ولقد أخطأ بعض أهل زوجتي عندما لجئوا خلال فترة الحمل عند أحد الذين يدعون العلاج بالقرآن، وفي الحقيقة ما هو إلا دجال فأخبرهم أن إحداهن استعانت بالخادمة لتسحر زوجتي، وأنها قريبتي فما ذهب ظن زوجتي إلا إلى أمي.
ولقد نهيتهم عن ذلك وأن الذهاب إلى العرافين وتصديقهم قد يخرج من الملة، وذكرتهم بأحاديث رسول الله في هذا الباب، وأن غرض العرافين إفساد ذات البين، وأنه من الطبيعي أن يقول لهم إن من فعل ذلك هو من أهلي حتى يكرس الشرخ، ويحقق الهدف ألا وهو التطليق والتشريد.
وإن العلاج بالقرآن لا يكون إلا وفق منهج النبوة والسلف الصالح، كما أن زوجتي بعد الشهر الثاني امتنعت عن الصلاة وقراءة القرآن، كما كانت من قبل، بل وطلبت مني ذات يوم أن تخلع الحجاب مما زاد في استغرابي (كنت السبب في دعوتها لذلك قبل الزواج ففعلت وأقبلت عن طواعية دون علمها أني أنوي الزواج بها، وأحبته بعد الزواج برغم بعض الاختلافات الصغيرة).
والحقيقة أننا قد سمعنا من بعضهن خلال الزواج عدم رضاهن بذلك، بل هناك من بعث لي يحذرني من هذا الزواج، بل هناك من علمنا ممن نثق فيهم من أقسم أن يضع حدا له بالإضافة إلى العين التي لا أستبعد ضررها كما أخبر الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى.
(أريد أيضا حلا في مثل هذه الحالات، وجزاكم الله خيرا)
وأرجو منكم النصح والإرشاد.
27/06/2023
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
رسالتك لا تختلف كثيراً عن رسائل عدة تصل الموقع حول خلافات زوجية، والتي تتميز بأنها رواية من طرف واحد. لا يعلم الموقع ما هي رواية زوجك، وسبب تأزمها الشديد معك ومع أهلك. المشكلة تكمن أيضاً في وجود طفل رضيع لا ذنب له سوى ولادته في بيت زوجية متأزم.
شروط الزواج عموماً هو موافقة الطرفين والعيش تحت سقف واحد وإشهار ذلك. أنت لا تعيش معها تحت سقف واحد، وزوجك لا توافق على العلاقة معك وما تم إشهاره من العلاقة هو تأزم الطرفين. بعبارة أخرى وبعيد عن الأعراف فهذا ليس بزواج الآن إلا على ورقة لا قيمة لها.
ابتعد عن الدجالين وممارسات علاج متخلف للغاية وحاول أولا الحديث مع أهلها ومعها أيضاً. ربما هناك مشاكل نفسانية تحتاج إلى مراجعة طبيب نفساني. بعد ذلك يجب أن تكون حاسماً مع أهلها ومعها حول نهاية هذه العلاقة قانونياً ضمن فترة محدودة إن لم يتم إصلاح الأمر. استمع إلى وجهة نظرها وتحدث معها بصراحة إن كنت قادراً حول تنفيذ مطالبها.
معظم العلاقات الزوجية ناجحة ولكن يجب الاعتراف بأن معدلات الطلاق في العالم العربي ومنها مصر أعلى من بقية بلدان العالم لأسباب يجب الحديث عنها بصراحة من قبل المسؤولين وذوي الاختصاص في الأمور الاجتماعية.
وفقك الله
التعليق: دعني أحيي صبرك يا أخي، ثبتك الله نصحك السيد المستشار الفاضل بالذهاب لطبيب نفسي، ربما لوجود الكثير من الاضطرابات النفسية التي ترافق الحمل سواءا قبل الوضع أو بعده، وقد يكون الحمل عاملا مساعدا فقط لظهور إحدى الاضطرابات، وشخصيا أخت صديقي حدث معها هذا الأمر، لم تكره زوجها فقط بل حتى الرضيع وفرت من منزل زوجها، وبعد أخذ أدوية شفيت.
بخصوص السحر والرقية أنا أؤمن بوجودهما، وإمكانية الاستعانة بشخص يرقي المصاب، لماذا؟ لأن الإصابة بالسحر أو العين قد تجعل الشخص يبتعد عن الصلاة والقرآن، فكيف نطلب منه علاج نفسه؟ بصفة عامة لا أرى مانعا من قراءة القرآن عليها بنية الرقية وأخذها لطبيب نفساني في نفس الوقت.