و.ذ.ت.ق أخاف ألا يقبل التزامي! م1
عن وسواس النجاسة
السلام عليكم. قرأت العديد من الاستشارات في الموقع وجزاهم الله خير الأطباء قد سهلوا لي الأمور ووضحوا كيف أن الأخذ بالعفو والتيسير أمر عادي ومسموح. ولكني لا أطبق هذا، قد أبدو خفيفة الظل ولكني حقا لا أعلم ماذا أفعل في نفسي. المالكية حسب قول الدكتورة رفيف الصباغ، يجيزون الصلاة مع النجاسة عند بعضهم. ربما لأن الأمر غير متفق عليه يجعلني الأمر أستصعب الأخذ به. لكني أريد العمل به لكي أعالج نفسي.
مشاكلي هي:
1- أغسل ما تحت أصابعي في كل مرة أغسل يدي وهذا متعب ومؤلم
2- عند تطاير النجاسة أثناء التبول يصل الأمر لأن أتسبح كل مرة
3- أي ملابس أشك أن الماء قد تطاير لها أغسلها
4- الأرض أشك أنها تلوثت بعد الاستحمام بما أن الماء المتسخ قد نزل عليها فأعيد غسل قدماي
5- الوضوء والصلاة طبعا قصة أخرى قد سألتكم عنهما في رسالة أخرى لأجد طريقة فعالة وجديدة للتخلص من الوسواس فيهم. الكل يقول حتى ولو شعرتي أنك لم تعممي جميع العضو انهي الوضوء واذهبي ولكن ذلك غير منطقي لعقلي المريض. كيف سأفعل ذلك؟
6- حرف الغين بالذات يتعبني أثناء الصلاة عند نطق كلمة (غير المغضوب عليهم) هذا يجعلني أعيدها سبع ثمان مرات حتى أنسى الركعة التي كنت فيها
وبعدها عندما أريد أن أتبع فتوى الشبهة في أن الموسوس يبني على الأكثر أقول لا أنتي أطلتي في الإعادة حتى نسيتي أي ركعة أنتي فيها.
وها أنا الآن وأنا أكتب هذه الجملة أقول في نفسي ماذا لو أجابوني بأني قد أطلت ولهذا فعلا تسببت في نسياني الركعة هل هذا يعني أني يجب أن أتذكر ما الصلوات التي فعلت هذا فيها وأعيدها؟ تعبت حقا
أرجو أن تجيبوني بتفصيل يناسب عقلي المتعب هذا كي يقتنع لأني كدت أقتلعه من مكانه لإزعاجه لي + علما بأني أداوم على دواء الفيفرن منذ أشهر وهو يعمل ولكن لا يوقف الأفعال التي أفعلها. والطبيب يستمر في قول دافعي وانشغلي وتجاهلي وهذي باليسير. أجد أن نصائحكم أفيد بكثير منه.
وأتمنى أن أكون محظوظة وأحصل على إجابة من الدكتورة رفيف
شكرا
2/7/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "ميسم"، وأهلًا وسهلًا بك على موقعك مرة أخرى....
أبدأ الإجابة من آخر رسالتك حيث قلت: (علمًا بأني أداوم على دواء الفافرين منذ أشهر، وهو يعمل ولكن لا يوقف الأفعال التي أفعلها). الدواء يا "ميسم" لا يوقف الأفعال القهرية، وإنما يخفف عنك المشقة عندما تقررين إيقافها.
أنت ترفضين تجاهل الوسواس، وتطبيق الأحكام الشرعية التي تأمرك بالكف عن الإعادة والتكرار معللة بقولك: عقلي لا يقتنع!
يا "ميسم"، رضا الله يُنال بتطبيق أوامره، ولو أن مريضًا يضره الماء، اغتسل فمرض أو مات كان آثمًا! لأن حكمه أن يتيمم حتى لا يزداد مرضه، وهو خالف حكم الله فيه واغتسل كالأصحاء وأضرَّ بنفسه.
الموسوس أيضًا مريض لا يختلف عن مرضى الأجساد في شيء من حيث نظرة الطب والشرع. وله أحكامه الخاصة التي عليه أن يتبعها، حتى لا يضر بنفسه، وهو مثاب عليها، وفي بعض الحالات يجب عليه تطبيق الرخص، وليس يستحب فقط.
لا يوجد شيء اسمه (لا أطبق لأنه أمر غير متفق عليه)، كثير من الأحكام ترين مذهبًا واحدًا يقول بها دون غيره! فهل نقول إن متبعي ذلك المذهب على باطل لأنه غير متفق عليه؟!!
وهل يقنعك ما ذكره ابن عابدين في رد المحتار (في المذهب الحنفي): (...لو شك في بعض وضوئه أعاده إلا إذا كان بعد الفراغ منه، أو كان الشك عادة له فإنه لا يعيده ولو قبل الفراغ قطعًا للوسوسة عنه). والحكم نفسه عند غيرهم.
إذن من يشك في كمال وضوئه، يعيده إلا في حالتين: الأولى: أن يشك في تمام الوضوء بعد انتهائه منه. الثانية: أن يكون موسوسًا، فهذا لا يعيد بسبب الشك سواء جاءه الشك أثناء الوضوء أو بعد الفراغ منه.
بعبارة أخرى: إذا شك الموسوس وهو يتوضأ هل نسي شيئًا من الأركان أم لا؟ يتجاهل، ويتابع وضوءه، ولا يعيد ما شك فيه... هذا هو الحكم الخاص بالموسوسين. هل اقتنع عقلك المريض الآن أن طاعتك التي تطالبين بها، وتثابين عليها هي المضي في الوضوء والصلاة دون إعادة وتكرار، أم لا؟
-غسل ما تحت أصابعك أمر لم أفهمه!!! وهل للأصابع "تحت" يختلف غسله عن غسل "فوق"؟!!
-عند تنجسك بشيء، أو شكك بوصول نجاسة ما، أرجو أن تتبعي مذهب المالكية، علمًا أنه في كل مذهب هناك ما يسمى بـ(النجاسة المعفو عنها)، والتي لا تضر ولا تمنع صحة الصلاة إذا أصابت جسد الإنسان أو ثوبه؛ لكن تهوينًا عليك من حفظ هذه المعفوات وتطبيقها، اتبعي القول الذي عند المالكية في سنية إزالة النجاسة وانتهى
-امتنعي عن تكرار شيء في الصلاة أو الوضوء حتى إن شعرت بعدم تمامه، شعورك لا يعوّل عليه ولا تنبني عليه أية أحكام. وإذا كررت حرف الغين حتى نسيت في أي ركعة أنت، فابني على الأكثر، لأنه وسواس مبني على وسواس، وحكمه حكم الوسواس: لا تجب الإعادة ولا أن تبني على الأقل.
أرجو أن تطبقي، اقتنعت أم لم تقتنعي، واتبعي ما عليه فقهاء الأمة بشأن أحكام الموسوس، ومن اتبع عالمًا لقي الله سالمًا... ولم أجد عالمًا واحدًا يقول إن على الموسوس أن يعمل بشكه، بل على العكس تمامًا... وهناك امرأة موسوسة بخروج الريح قال لها عالم من العلماء: تابعي صلاتك حتى لو خرج غائط منك واستطعت إمساكه بيدك!!!
أعانك الله وسهل عليك التطبيق والعلاج
ويتبع>>>: و.ذ.ت.ق أخاف ألا يقبل التزامي! م3