السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أود أن أشكركم على هذه الخدمة الجميلة التي أتاحت للجميع المشاركة فيها، وأود أن أشكر بالأخص الدكتور علاء مرسي الذي أعجبتني كثيرا ردوده، وأتمنى أن يساعدني في حل هذه المشكلة.
ومشكلتي تكمن في أني تعرفت على فتاة وأنا في الجامعة، وقد كنت أريد أن أتزوجها، ولكن عندما تقدمت لها رفضني والدها لأنني ما زلت أدرس ولم أعمل بعد، وحاولنا كثيرا معه، ولكنه رفض بشدة، بل وصمم أن يخطبها ويزوجها لابن شخص زميله في العمل، وهنا عندما تم الرفض بهذه الشدة افترقنا وقررنا أن ننهي أي شيء بيننا، وبالفعل بعدنا عن بعضنا وذهب كل منا في طريقه.
وبعدها بفترة منَّ الله علي بالالتزام والعمل في الحقل الدعوي، والحمد لله أن هداني لهذا، وفى هذه الأوقات كنت قد علمت أن هذه الفتاة بالفعل خطبت، وحمدت الله على كل شيء، وأدركت أن الله لا يظلم أحدا أبدا، وعلمت أنه إن كانت من قدري فلن يبقى قدري إلا لي، وهكذا انتهى كل شيء بيننا. ولكن بعد فترة علمت أن هذه الفتاه قد مرضت، ودخلت المستشفى، وعندما سألت عن نوع المرض عرفت أن الله ابتلاها بمرض السرطان في الدم، وتعلمون مدى خطورة هذا المرض، ومدى تأثيره على صاحبه، وعلمت أنها لا تفارق المستشفى.
حدثتني نفسي أن أذهب للزيارة، ولكنى ترددت خشية أشياء كثيرة، أولها أن أفتن مرة أخرى، وأن أسبب لها أي مشاكل خصوصا أنه لا توجد لي علاقة الآن بهم، وأخيرا لم أرد أن أشغل عقلي بغير ديني، ولكني لم أعرف هل قراري هذا صائب أم لا ولكنى اتخذته.
وبعد فترة علمت أن خطيبها توفاه الله، وعلمت أنها كانت حزينة جدا، وبعدها بأشهر قليلة علمت أن والدها أيضا توفي، وهي أيضا ما زالت مريضة في المستشفى بمرض السرطان، وعلمت مدى حزنها، ومدى تردي حالتها النفسية، ولكنى لم أحرك ساكنا، أو أتصل بها لنفس الأسباب، ولكن هذه المرة اتصلت هي بي، ولم أقدر على منع نفسي من الكلام معها، وأخذت تحكي لي عن مرضها، ودخولها المستشفى، وموت والدها، وهي تعلم أني علمت، وأخذت تحكي لي عن مدى معاناتها، ومدى سوء حالتها النفسية، وكان ذلك واضحا جدا من كلامها، وعلمت منها أنها في بعض الأحيان تذهب إلى مصحة نفسية عندما تسوء حالتها النفسية جدا بسبب المرض.
ولكن المشكلة الآن أنها تطلب مني أن أكون على اتصال بها مرة أخرى، وأن تعاود الاتصال بي لأنها كما تقول: حالتها النفسية سيئة جدا، وتحتاج لي، ولا تجد غيري، ولا تتحسن إلا عندما تتكلم معي، هذا كلامها بالنص، وقد قلت لها: إني الآن في نهاية الدراسة، وأستطيع أن أتقدم لها مرة أخرى، ولكنها هي التي رفضت هذه المرة؛ لأنها كما تقول مريضة، ولا تريد أن ترتبط بأي أحد نهائي وأيضا موت خطيبها من الواضح أنه سبب لها أزمة نفسية، وحاولت جاهدا أن أجعلها توافق على تقدمي لها حتى أبعد عن أي شبهة شرعية أو أي معصية، ولكنها رفضت بشدة، وكل ما تطلبه مني أن أكون أخا لها، وعلى اتصال دائم بها، وأنا أعلم أنها تريدني بشدة، ولكن لا تريد أن ترتبط بأي أحد، فقد أصبح عندها شعور بالخوف الدائم، وعدم الثقة بأي أحد، حتى والدتها وباقي أهلها، خصوصا أنهم كانوا يعاملونها معاملة سيئة قليلا، وأصبحت لا تثق بأي أحد غيري.
وأنا الآن في حيرة من أمري؛ لا أدرى ماذا أفعل، هل أرد طلبها وأرفضه وأشرح لها أنه لا يجب أن يوجد أي اتصال بيننا أو أي كلام، وفى هذه الخطوة يجب أن أتحمل ما لا يحمد عقباه من زيادة المرض عليها، وسوء حالتها النفسية أكثر وأكثر، ولا أعلم إن كان من الممكن أن تدخل في غيبوبة مرة أخرى، المهم أني إن فعلت هذا فسوف تسوء حالتها أكثر وأكثر؛ لأن المرض النفسي -كما تعلمون- أصعب من المرض العضوي، وكما قلت لك إنها لا تثق إلا بي، ولذا أعتقد أن حالتها ستكون سيئة جدا بعد قراري هذا.
والأمر الثاني: هو أنني في حال قبولي طلبها، وموافقتي عليه سيترتب عليه أشياء كثيرة، ومنها أنني سأكون مضطرا إلى زيارتها من وقت إلى آخر للاطمئنان على صحتها. وأيضا ذكرت سوف يكون بيننا اتصالات وأنا أخاف على نفسي أن تكون هذه فتنة أو معصية، ولا أريد أن أعيد فترة من حياتي أنا أكرهها وأبغضها؛ لأنني كما أعتقد إن فعلت هذا فأنا أعصي الله، ولا أعرف إن كان تفكيري صحيحا أم لا، ولكنى أخاف على نفسي وأخاف من الله،
هذه هي المشكلة، وأنا في حيرة من أمري
فهل لكم أن تساعدوني؟
1/7/2023
رد المستشار
صديقي
لست أدري فيم تفكر وكيف عندما تتحدث عن شبهة شرعية أو معصية في مساندة إنسانة مريضة قد تكون على مشارف الموت، وكذلك ذكرك لكلمة "مضطر" لرؤيتها أو زيارتها... أنت لست مضطرا لفعل أي شيء... زرها عن طيب خاطر من منطلق الإنسانية البحتة أو ابتعد عنها.
عليك أن تختار بين أن تكون أخا لها في محنتها أو أن تختفي من حياتها تدريجيا.
لا ترتبط بأي امرأة بدافع الشفقة... كن أخا لمن تشفق عليها... زيارتها أو السؤال عنها من حين لآخر بنية المساندة والتخفيف عنها لا يحتمل وجود شبهة أو معصية.
وفقك الله إلى ما فيه الخير والصواب