تحية طيبة لكم، أنا فتاة لي صديقة حميمة في حيرة من أمرها، وتريد أن تستشيركم في مشكلة لها، وجزاكم الله خيرا.
صديقتي 30 عاما، ذات خلق عال وطيبة أيضا، تقدم لخطبتها شاب في مقتبل العمر، فقد بصره منذ صغره، وهو ذو أخلاق عالية وخاتم أيضا للقرآن، وهو إنسان ملتزم، ولكن صديقتي تقع في حيرة من أمرها؛ فهل توافق عليه أم ترفضه؟ هي معجبة به من جميع النواحي، ولكن خائفة إذا وافقت عليه أن تندم، وهل لها أجر إذا وافقت عليه؟
في الختام أتمنى أن تجدوا لصديقتي حلا، مع تمنياتي لكم بالتوفيق،
وكل عام وأنتم بخير.
20/07/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا وسهلا ومرحبا بكِ "سلوى"، وبصديقتك.
أقول بعد البسلمةِ والاستعانة والدعاء بالسداد والتوفيق لنا أجمعين، أن أمرَ الزواج أمْرُ حياة، يجبُ أن يُقيَّم أولا وفْقَ هذا، لذا لا يمكن لأحد أن يعرف النفس بقدر صاحبها، لكن من الممكن أن نصف خطوطا عريضة تكون بمثابة أشعة يبصر بها كل واحد منا نفسه، وطباعه، ومكامنه، وما الذي يمكنه أن يتماشى معه،وما الذي لا يمكنه أن يتكيف عليه، وهكذا.
وفي معرض استشارتك فعلى صديقتك أن تقيم الأمر بحسب نفسها وطاقتها في التعامل مع النقطة التي أثارتها، هل يمكن لنفسها أن تتكيف مع شأن فقد الأخ الخاطب بصره أم ستبقى نفسها متضررة من هذا، فعند نقطة ما من المعيشة قد تسوء الأمور، وهذا لا مأخذ شرعي فيه، بل لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لذا فإقامة زواج وحياة كاملة لاعتبار مجرد الأجر قد لا يكون تقييما صحيحا، لأنه ليس مجرد فعل عابر، يشبه صدقة عابرة، هذه حياة كاملة فيها مسؤوليات تامة، ولكن إن وجدت صديقتك في نفسها أنها حقا وفعلا لا يعنيها شأن فقد الخاطب بصره بالمرة، وتعرف في نفسها أنها لن تتضرر يوما ما، ولحظة ما تجاه هذا الأمر، وشعرت في قرارة نفسها أن الله يبارك اختيارها، وصلت صلاة الاستخارة، وشعرت في قلبها أن هذا نصيبها، فيمكنها أن تقدم على ذلك، والحياة برمتها جهاد، ولكل مجاهد نصيب من الأجر لا محالة.
.
أتمنى من الله أن أكون قد أجبتكما إجابة نافعة وهادية،
وأدعو الله لصديقتك بالتوفيق لأفضل قرار، وما ينفعها في دينها ودنياها، وأن يسدل سدول السكينة والأمن والاستقرار علينا أجمعين.
طبتما، ودمتما سالمتين،
وفي انتظار المزيد من المشاركات على موقعكم مجانين، نحن هنا من أجلكم.