أبعث إليك مشكلتي مع كونها بسيطة بالنسبة للمشكلات التي أقرؤها كل يوم، وهي أنني فتاة مخطوبة، وأثناء الخطوبة كنت أعمل في شركة لمدة 3 سنوات، ولكني لم أكن سعيدة بالعمل فيها؛ فالشركة كانت تعين كثيرا من شباب الخريجين بدون وجود فرصة عمل فعلية لهم في الشركة؛ وذلك لتحظى بتسهيلات من الحكومة، فانتظرت 3 سنوات وأنا أعمل جاهدة لإيجاد عمل لي بتلك الشركة دون فائدة.
وقد أوجد جو البطالة المقنعة تلك جوًّا غريبا من الخلافات الشخصية بين الزملاء فيما بينهم، فانتشرت الفتنة، ذلك بالإضافة إلى ساعات الفراغ التي تمتد إلى 8 ساعات يوميا تقضيها في النظر إلى الزملاء والاستماع إلى مشكلاتهم العائلية، سواء الرجال أو النساء.
كنت أبحث عن عمل آخر طوال تلك الفترة، ولكن الله لم يوفقني حتى أتتني فرصة العمل بشركة أخرى مع تغيير المنصب الوظيفي، وتلك الشركة كبيرة والحمد لله، ولكن المشكلة في أنها بعيدة عن منزل الزوجية بما يعادل ساعتين كل يوم في الذهاب والإياب، فكان تفكيري في تغيير العمل نابعا من:
1. حاجتي إلى كسب قوتي من عمل جاد هادف.
2. الهروب من الفراغ المتمثل في البطالة المقنعة.
3. عمل صداقات جديدة في جو تملؤه المودة والرحمة.
4. اكتساب خبرة تساعدني في العثور على عمل مناسب قريب من المنزل مع تحملي فترة عام في ظل ظروف العمل المجهدة المتمثلة في ساعات عمل تصل إلى تسع ساعات ونصف الساعة يوميا مع الساعات الأربع نتيجة بعد المسافة.
ولكني الآن أجد نفسي أمام اتهام من أمي وأهل خطيبي بأني قد تسرعت في قراري هذا، ولا أخفي عنك أنني بدأت أشعر بأنني إنسانة أنانية، ولا أفكر إلا في نفسي مع أنني قد أخذت موافقة خطيبي قبل أن أنتقل إلى عمل جديد، وقد حققت أهدافي في أن أعمل عملا جادا هادفا وأيضا عمل صداقات جديدة.
ولكني أرتعب كلما أتخيل أنني عندما أتزوج سوف أجد زوجي ينتظرني جوعان إلى أن يتم إعداد الطعام، ويعاني من ظروف عملي المرهقة، وقد علمت أن هناك شركة أخرى في المنطقة الكائنة بها شقة خطيبي تابعة للمجموعة التي أعمل بها، ولكن فرص الانتقال إليها تتطلب أن أستأذن مديري الجديد الذي قد وعدته بأنني سوف أعمل معه، ولن أتركه
فلا أعلم هل أصبر على عملي الجديد؟ أم أحاول أن أعود إلى عملي القديم مع تحمل كافة السخافات التي تنجم عن ذلك؟
وهل أنا متسرعة وآخذ القرارات بدون أن أفكر في العواقب؟
03/07/2023
رد المستشار
صديقتي
تقولين أنك مخطوبة ثم تتحدثين عن بعد العمل عن بيت الزوجية... هل أنت على وشك الزواج؟
لقد استأذنت خطيبك وقد رضى.. أين الأنانية التي أنت متهمة بها؟
وعدك لمديرك أو رئيسك في العمل ليس ملزما لهذه الدرجة.
أنصحك بالبقاء في عملك الحالي لاكتساب الخبرة... في نفس الوقت عليك بالبحث عن عمل آخر قريب من بيت الزوجية في حالة ما تعذر تنفيذ طلب نقلك إلى الشركة الأخرى في المجموعة... أتمنى أن تكون هناك فترة قبل الزواج لاكتساب الخبرة والإنجاز في عملك مما سيسهل استئذان مديرك الجديد للانتقال.
في حالة ما إذا كان الزواج سيتم سريعا فعليك مناقشة الأمر مع خطيبك حتى يتسنى لك العمل في المكان البعيد بصفة مؤقتة حتى تتم الموافقة على طلب نقلك.
زوجك سوف يحتاج أكثر من إعداد الطعام وترتيب المنزل... ظروف عملك الشاقة يمكن احتمالها بصفة مؤقتة ولكنك لن تقدري على توفيق كل هذه الأوضاع على المدى الطويل... رحلة العمل المرهقة لأربعة ساعات يوميا ذهابا وإيابا على المدى الطويل لن تتيح لك فرصة البراعة والإبداع في عملك بسبب الإرهاق واستنفاذ الطاقة حتى ولو لم تكوني متزوجة.
بغض النظر عن الزواج، عليك الموازنة بين فوائد الوظيفة المادية والمعنوية و كم الوقت والمجهود الذي تطالبه.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب