ربما مشكلتي ليست جديدة، ولكنها تسبب لي اكتئابا وحزنا ولا أعرف كيف أخرج منهما.
أنا عمري 36 عاما، لي صديقة تعرف رجلا منذ 10 سنوات عن طريق العمل، عمره 46 عاما، مطلقا منذ عامين ولديه 3 أولاد، قالت لي إنه على خلق ومتدين ويحمل كثيرًا من الصفات الطيبة، وإن هناك تطابقا بيني وبينه في الصفات والأخلاق والأمنيات والطموح الديني، وأرته صورتي وأرتني صورته، واتفقنا على التحدث عن طريق الإنترنت كوسيلة للتعارف طبعا بعلم أهلي.
وبدأنا في التحدث، وأعجب بأفكاري وطباعي وكل ما أتطلع عليه، وكنت على حسب قوله نسخة طبق الأصل مما يريد، ولكن عندما علم أن أختي غير محجبة ولا تعترف بالحجاب قال إنه قلق من هذا الأمر. وإنه لا بد أن يستشير أحدا وشعرت بتراجعه، وعندما أخبرته أن هذا الأمر لا يؤثر علي ولا يد لي فيه، ولا أوافق عليه، وبعد أن استشار أحد أصدقائه تراجع، وقال لي إنني فهمت خطأ أنه يريد التراجع عن الارتباط بي وأنه فقط كان قلقا.
ولكنه بعد ذلك اعترف لي أنه استشار صديقا له وقال له إنه أخطأ وإن أختي قد تكون محجبة ثم تخلع الحجاب فيما بعد فماذا هو فاعل، وأشار عليه أن يصلح ما أفسده، وعاد إلى التحدث إلي وأخبرني أن الأمر لم يعد يقلقه. ولكنه علم أن والدي يضع أمواله في بنوك عادية وليست إسلامية، وأخبرني أنه منقبض لهذا الأمر، فأخبرته أنه لا يد لي في هذا الأمر أيضا، وأنه لابد أن يتعامل معي أنا، وإذا وجد خطأ في أو شيئا لم يعجبه في طباعي أو أخلاقي أو أي شيء خاص بي فعليه أن يحاسبني عليه.
وأنه لا ذنب لي فيما يفعله أهلي وأن عليه أن يحدد الآن هل سيكون مصير ارتباطي به مرتبطا بما يجده فيما بعد في أهلي وليس خاصا بي، فطمأنني أنه سيتعامل معي أنا. واستمر معي في الكلام وهو يخبرني بمدى سعادته بي وبكل ما وجده، وكنت أنا سعيدة بأفكاره ودرجة تدينه ومواعظه لي، وكنا نتحدث في معظم الأمر في كيفية إرضاء الله سبحانه وتعالى بعد الزواج.
وكان كلامه معي في حدود الشرع، وأخبرني أنه يعرف حدوده الشرعية جيدا في الكلام معي. لكنني لاحظت عدة أمور غفلت عنها في أول الأمر ربما؛ لأنني عندما تحدثت إليه من أول يوم اعتمدت على مدح صديقتي له -والتي أثق بها وبرأيها- فقد صورته لي ملاكا. فمثلا لاحظت أن أوقات الصلاة تأتي ولا يطلب أن يقوم إلى الصلاة، وأنا كنت أنبهه لذلك، كذلك كان يبدأ حديثه معي قرب وقت الصلاة، وأنا أذكره بقرب موعد الصلاة وأطلب تأجيل الحديث إلى ما بعد الصلاة.
كذلك طلبت صديقتي تحديد موعد اللقاء ولم يطلب هو وعندما طلبت منه أخبرها أنه كان على وشك إخبارها بذلك برغم عدم وجود أي دليل من حديثه على رغبته في رؤيتي، وحدد مكانا وميعادا للمقابلة أكون أنا وهو فقط، ورفضت ذلك لأن هذا أمر غير شرعي. وعندما أخبرته برغبتي في حضور أخي، أخبر صديقتي أنني لدي فطرة سليمة، وأنني أفضل منه؛ لأنني فكرت من الناحية الشرعية، وتساءل كيف غاب عنه هذا الأمر وأنه فكر فقط في الشكل الاجتماعي ولم يفكر في الأمر من الناحية الدينية؟! فهل تخفى مثل هذه الأمور على من هو في سنه وخبرته وتدينه الذي طالما تحدث عنه؟
كذلك كان يتحدث معي في أوقات متأخرة وكنت أخبره أن نكتفي بذلك لكنه لم يرد المغادرة وكنت أشعر بالحرج لكثرة إلحاحي في إنهاء الحديث، وكان يريد هو التحدث نهارا فقط لأن لديه وقتا أكبر، وكانت نيتي، والله أعلم بها، أنني لا أريد أن أتحدث معه ليلا خشية أن يكون ذلك أمرا لا يرضى عنه الله.
أحب فقط أن أذكر أنه معتاد على الحديث في أوقات متأخرة مع صديقتي للحديث أحيانا في أمور الدين أو أمور العمل أو أمور شخصية خاصة به أو بها لينصحها مثلا في أمور خاصة بها أو يحدثها عما عاناه في حياته، وأخبرت صديقتي أن هذا الأمر غريب أن يصدر ممن هو على درجة تدينه التي حدثتني عنها وذلك حتى قبل أن تعرض علي الارتباط به. في حديثه معي أعطاني أملا كبيرا أنه سعيد ووجد ما يتمناه. ولم يكن يريد أن يتركني ويغادر أثناء الحديث، وأنه بقي أن يراني وأن لديه اعتقادا أنه سوف يشعر بزوجته عندما يراها، وأنه إذا رآني وشعر أنني زوجة المستقبل فسوف يتمم الأمر.
وتقابلنا أنا وهو وأخي وعندما بدأ أخي يسأله في أمور الدين كان يتهرب من عدة أسئلة منها: "هل تصلي الفجر في المسجد أم لا؟ ما هي المساجد التي تصلي بها؟ ماذا تحفظ من القرآن؟ ما هي أسماء الشيوخ الذين تستمع إليهم؟" وهو يجيب بردود سطحية لا تدل على ما أوحى لي ولصديقتي من عمق تفكيره الديني. وكان عندما يحدثني كنت أشعر "أن النار قريبة، وأن الدنيا لا قيمة لها، وأن أهم شيء طاعة الله ورسوله"، وعندما رآني أول لحظة بدا سعيدا جدا، وبدت على وجهه علامات الرضا التي رأيتها ورآها أخي.
وطلب مني التحدث في أمور مثل ما هو رأيي في الأمور التي تؤدي لإنجاح العلاقة الزوجية أو تفسدها، وكنت أرد وهو معجب بردودي، ثم طلب أن يجلس معي منفردا وتركنا أخي قليلا، ووجدته يحدثني عن سبب طلاقه بالتفصيل ويحكي لي أمورا شخصية جدا لا أعرف لماذا ذكرها لي إذا كان لا يشعر تجاهي بأي شيء.
وبدأ يذكر لي عيوبه بشكل مكثف، والتي لم يذكر أيا منها من قبل في أي من كلامنا السابق, وأنا أقول له إن هذا العيب لا أراه عيبا قاتلا، وإنني يمكنني أنا أتأقلم معه، وشعرت بانزعاجه الشديد وهو يحكي لي عن سبب طلاقه، وأن زوجته تريد العودة، وأنه لا يريد ذلك، وأنها ما زالت تحبه، لكنه لا يشعر بالرغبة في الرجوع أبدا، وأنه يشعر أنه سوف يظلم من سيتزوج بها؛ لأنه ربما توجد رواسب قديمة من تجربته السابقة تمنعه من العطاء كما هي عادته وأنه خائف من الفشل.
فلماذا أقبل على هذه التجربة وهو يشعر بذلك؟ ثم انتهى الحوار وهو لم يذكر أي شيء عن مقابلة والدي أو أي شيء من هذا القبيل ففهمت أن الرد هو عدم شعوره بأي شيء وأنه لا يرى في زوجة المستقبل، وأخبر صديقتي أنه أطال مدة الحديث معي؛ لأنه كان يريد أن يشعر أنني أنا التي يريد أن يتزوجها، ولكن للأسف هذا لم يحدث، وأن بي كل الصفات الطيبة، ولكنه لا يشعر بي وأن هذا رده النهائي وأنه لا أمل في تغيير رأيه.
أعلم أن الله أراد خيرا في كل الأحوال، سواء بإتمام الأمر أو إنهائه، لكنني أشعر بالمرارة الشديدة:
أولا: لأنه لم يذكر أي شيء في حديثه معي طوال الوقت يدل على أن هذا الإحساس له هذه الأهمية، وأن إتمام الأمر متوقف على هذا الإحساس وتأجيل ذكر ذلك إلى اليوم السابق لرؤيتي مباشرة وكان أولى به ذكر ذلك في أول حديث له معي؛ لأنه يعرف طبيعته وأن كل شيء يتوقف على ما يشعر به.
ثانيا: لأنه في حديثه معي أعطاني الأمل، وكان الأمر مقبولا من جانبه، وأخبرني أن الأمر الآن لا يتعلق بالعقل فقط وأنه خرج عن نطاق العقل.
ثالثا: أشعر أنه لم يعر أي اهتمام لأي شيء رآه طيبا في وأعطى الإحساس الأولوية دون أي شيء آخر، ربما أنا مخطئة لكن هذا ما أشعر به، وأخي يرى أنه فقط تكلم معي في أمور ليشعرني بمدى قوة تدينه وأنه ليس متدينا بالقدر الذي تحدث عنه، كذلك يرى أنه يحب فقط التحدث بما سيقوم به، لكنه لا يفعل ما يعد به.
وأشعر بالحزن الشديد والأسف لنفسي ولا أعرف لماذا؟ وأنا أعلم أن القبول شيء ليس بيده وأن من حقه أن يرفض الارتباط بي لأي سبب يراه، لكن شعوري أنه أعطاني أملا وأوهمني أنه سعيد معي باعترافه لي ولصديقتي ورغبته بشكل يومي في التحدث معي جعل عندي أملا كبيرا، وأتعشم بشكل زائد عن الحد.
كذلك ما أردته أو ما أعجبني هو التزامه الديني الذي كان يتحدث عنه ورغبته في إرضاء الله سبحانه وتعالى، وشعرت أنني وجدت إنسانا سوف يعينني على الطاعة، وهانت الدنيا في عيناي وأردت الآخرة، وأن إنسانا بهذه المواصفات من الصعب وجوده، وأفقت على سراب وحزن شديدين لا أعرف كيف أتخلص منهما أو ما هو سببهما الأساسي.
ومشكلتي ليست الندم على هذا الشخص، ولكنها الصدمة التي أفقت عليها وحزني الشديد الذي لا أعرف كيف أتعامل معه.
آسفة للإطالة.. لكنى في حاجة ماسة إلى النصيحة وشكرا.
12/07/2023
رد المستشار
صديقتي
أوافق أخيك على رأيه وأضيف أن هذا الرجل أفاق وليس من يمكن أن تأمني على نفسك معه.
من ناحية أخرى، مجرد اعتراضه على عدم حجاب أختك هو علامة أكيدة على عدم صلاحه وعلامة أكيدة على أنه يريدك أن تحسي أنه يمن عليك ويتفضل عليك بقبول التفكير في الزواج منك بالرغم من العار الذي تحمله عائلتك في عدم حجاب أختك.
يقبل ويتراجع مرارا وتكرارا ويسأل صديقه ... هذه علامات التلاعب بمشاعرك أو علامات اهتزاز الشخصية ... علامة أخرى على التلاعب هو ذكر زوجته السابقة ووجود رواسب.
الإحساس الذي تحدث عنه أغلب الظن يتمحور حول الجنس.
افرحي لأن الله أنقذك من هذا الرجل الأفاق المريض.
من ناحية أخرى عليك بالاعتدال في الدين حتى لا تكوني عرضة لمن يتصنعون التدين.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
واقرئي أيضًا:
نفس اجتماعي: انتظار شريك الحياة
الجامعية المثقة: يطاردها شبح العنوسة!
الهروب من العنوسة إلى ظل رجل كاذب!
قلق من العنوسة!
الخوف من العنوسة!
سلسلة مواساة عانس لعانس!