السلام عليكم
تقدمت لخطبة فتاة من أقاربي لما عرفته عنها من دين وخلق، عمرها 18 عاما، وما عرفته من سلوك أمها الداعية التي ربتها. وحصلت موافقة الأم والبنت، ولكن والدها ماطل بحجة صغر سنها ولم يعطني الجواب بنعم أو لا؛ مما جعل الموضوع عرضة للقيل والقال؛ فقررت الانسحاب لشدة الظلم النفسي الذي وقع عليّ وخصوصا أني كنت بحاجة إلى الزواج على وجه السرعة خشية على نفسي من الكبت والحرمان والوقوع في الحرام ولو نظرة لعلها ترديني عن السبيل القويم.
وتركتهم والدمع يجري على عيني وتقدمت لخطبة فتاة ذات دين وخلق ويسر الله لي الزواج وذهب ما كان بي من هم وكرب إلا التفكير بما كان من الحب في الأولى، وهو اليوم يشاطرني التفكير في غالب وقتي وأجلس للدعاء من الله أن يردها لي.. فماذا أفعل وأنا الذي قد هجر أهلها وهم أقاربي منذ أكثر من عام لأجل الموضوع وهل لي أن أتقدم اليوم لخطبتها وأنا أب لطفلة والناس تنظر لمن تزوج من ثانية مثل نظرها لمن أتى معصية الخيانة لزوجته الأولى؟
وما هو موقفي من زوجتي التي لا تعلم ما في صدري وأني أحبها كل الحب وأحترمها كل الاحترام.
أرشدونا يرحمكم الله.
1/7/2023
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعتبر العرف السائد بين الناس أحد مصادر التشريع، ولكن ليس فيما للشرع موقف واضح فيه، ولذا لا يعنينا كلام الناس ما لزمنا شرع الله، وهذا ردا على ما تخشاه من كلام الناس إن تزوجت على زوجك فما لأحد أن يحرم ما حلل الله ولا يفعل ذلك عاقل متدين. ولكن إن كنا لا نعارض التعدد نسألك ما الدافع له؟ فهو أمر له مسؤولياته.. ألن يكون في حالتك مجرد اتباع للهوى وأنت تعرف النهي الواضح عن اتباعه وما يترتب عليه.
جرح كبرياءك ترددُ والدها بحجة صغر السن ولعله لم يكن السبب الحقيقي، ولكن لحرصه على علاقة القرابة لم يشأ أن يصرح بسبب رفضه أو مماطلته، ولنسلم أن صغر سنها كان عائقا أمام ارتباطكم العام الماضي فهذا الفارق ما زال قائما ومضافا إليه وجود زوجة وطفلة مما يعني زيادة مسؤولياتك وهو الأمر الذي قد يكون مبررا أقوى لرفض والدها تبعا لتسلسل التفكير المنطقي.
تذكر يا أخي أمر الله تعالى "وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله"، ولازمه فأنت لا تشكو من الوحدة ولا الحاجة للاستقرار بعدما من الله عليك بزوجة متدينة ودود ولود لا تشكو منها سوءا؛ فلا تستسلم لأهواء نفسك، واجعل دعاءك أن يصرف الله عنك كيد الشيطان الذي يريد أن يشغلك عن خلافة الأرض كما شاء لك الله؛ فالدنيا ليست دار ملذات، ولكنها دار عمل للوصول إلى الجنة حيث النعيم الدائم، وبما أن الله من عليك وكفاك حاجتك فاشكره، وتذكر حديث الرسول عليه الصلاة والسلام من لم يشكر للناس لم يشكر لله.. فهل يكون شكرك لزوجك أم طفلتك بعد قبولها لك قواما عليها بأن تشاركها أخرى قلبك وحياتك.
أمعن التفكير في الأمر من كل النواحي وتمهل في العمل، ولا تتسرع فتهز استقرار بيتك بأمر قد يتم أو لا يتم ولست بحاجة إليه بشكل حقيقي وواقعي كحاجتك للعفاف أول مرة. ألم تكتف من التسرع في حياتك حين لم تصطبر على استرضاء ولي قريبتك وهو الأولى لو كنت حقا متعلقا ومحبا. استسلامك للتسرع ثانية ستكون له عواقبه ولا أعني كلام الناس فما يضمن عودة الاستقرار لبيتك بعد زواجك الثاني ومن يضمن سعادتك واستقرارك مع الفتاة كحالك الآن. التسرع والتهور كسمة شخصية تجلب المتاعب لصاحبها فاحرص مهما كان قرارك أن تتخلص منه.
تفقد الحياة دون الحب طعمها وبهجتها ولذا يسعى الناس وراء الحب يطلبونه بكل عزيز وغال ولكن المطلوب هو ذلك الحب الذي يدفئك ويكفيك ويدفعك للأمام في حياتك، فإن عثرت فعلا على حب يعطيك الاستقرار يكن الانشغال بالحفاظ عليه أجدر من السعي وراء سراب قد يكون أو لا يكون. اللهم إني قد بلغت فاشهد، الزم بيتك وزوجك واعمل لآخرتك ودع عنك أوهام الشيطان والصبيان.