السلام عليكم
أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات تقريبا وأريد رأي حضرتكم في مشكلتي: أعاني من زوجي وأهله كثيرا حيث إني أسكن في الطابق العلوي وهم في الطابق السفلي وأنا موظفة كلما أعود من الوظيفة أنزل عندهم ما استطعت، ولكنهم يريدون أن أنزل عندهم كل الوقت أنا وزوجي.
وعدد أبناء حماي سبعة ولا آخذ حريتي أبدا وزوجي لا يأتي إلي إلا عند النوم ولنا أنا وزوجي بيت ندفع ثمنه أنا وهو.. يريدون أن يعطوه لأحد أبنائهم الآخرين ونظل نحن معهم والآن بعد أن ولدت يريدون أن يأخذوا الولد هم يرضعونه ويربونه.. أرى أن حقوقي كلها ضائعة وقد حاولت بالحسنى مع زوجي ومعهم كثيرا لكن أم زوجي قوية جدا ومسيطرة على الجميع بالإضافة إلى أنهم يعاملونني معاملة سيئة.
ومؤخرا تركني زوجي عند بيت أهلي بسبب كلمة حسب أن أبي قالها وهو لم يقلها له والآن أصبح لي خمسة أشهر بعث خلالها إخوته ليأخذوا الطفل وتشاجروا مع أبي ثم بعث أخاه ليأخذ الطفل بالحسنى.. لم يتصل إلا مؤخرا وقال بأنه لا يستطيع أن يترك أهله وأنني علي أن أعود وحدي إليه وأنه لن يغير شيئا وأنا لم أعد أتحمل وأحاول أن أتصل به وهو لا يرد علي محاولة مني أن أتفاهم معه لكنه لا يعطيني فرصة أبدا ومحتارة لا أريد أن أعود إلا إلى بيتي المستقل فهل أطلب الطلاق أم أصبر فترة على أمل أن يغير رأيه؟ هل هناك أمل أن يتغير هذا الإنسان الذي لم أر في حياتي معه إلا التنازلات وعدم الحوار؟ وهو تابع محض لأهله وكيف السبيل للتعامل مع شخصيته وإلى متى الصبر؟
أرجوكم ساعدوني
وشكرا لتعاونكم
29/7/2023
رد المستشار
قرأت رسالتك المرة الأولى فتركت لدي انطباعا معينا.. والمرة الثانية تركت انطباعا مختلفا تماما.. من القراءة الأولى استنتجت أن زوجك ظالم يأخذ أموالك ليشتري سكنا لأخيه، كما أنه كاذب فهو قد وعدك بسكن مستقل ولم يوف بوعده، وهو أيضا جبار فلقد تركك خمسة أشهر في بيت أبيه لمجرد أنه ظن أن أباك قال كلمة وهو في الحقيقة لم يقلها؟!
وفي القراءة الثانية راجعت نفسي فقلت:
هذه السيدة عندما قبلت الزواج من هذا الرجل أو لم تكن تعلم أنه يقيم في بيت أهله؟ وأنه شديد الارتباط بهم؟ وأن أمه ذات شخصية قوية؟ ألم تقبل الزواج على هذا الوضع – الذي كان لا شك ظاهرا منذ البداية؟ لماذا تنقض هي عهدها؟ لماذا تتمرد الآن؟ لماذا ترفض أن تظل بجوار أهله؟ ما ذنب زوجها لكي يغير ما استعد نفسيا له؟ وهل حقا الأب لم يقل شيئا؟ أم أنه قال، ولكن بحسن نية؟
أختي الكريمة.. أنا لا أعرف هل استنتاجاتي الأولى هي الصحيحة أم الثانية؟!
أنتِ وحدك تعلمين..
فإن كانت الأولى فزوجك يحتاج وقفة حازمة على يد حكم من أهلك وحكم من أهله إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما.
فيضعان حدودا، ويرفعان الظلم فالظلم والتجبر ونقض المواثيق أمور لا يسكت عليها.. ولابد عندئذ من وضع اتفاق جديد بينكما ينتهي بتسوية عادلة للطرفين.
أما إن كانت استنتاجاتي الثانية هي الصحيحة، فإني أدعوك عندئذ أن تراجعي نفسك!! وتلتزمي برضاك على المكث في بيت العائلة، ولا مانع أن تضعي بعض الحدود والضوابط بالتدريج، على قدر ما تطيقين وفي كلتا الحالتين.. سواء كانت الأولى أو الثانية، فإن الأمر سيبدأ من طرفك إما بأن تلتقي به مباشرة في حوار هادئ وعاقل، وإما أن تكلفي أباك أو من تثقين بحكمته من أهلك أو أصدقائكما ليقوم بهذه المهمة.
وأسأل الله العظيم أن ينير بصيرتك ويكشف الكرب عنك ويلهمك ما فيه الخير لك وله آمين.
واقرئي أيضًا على مجانين:
تدخلات الأهل! الحياة على كف عفريت!
أنا وزوجي وأهله: معارك ومشاحنات!
الحياة في حقيبة: بيتي أم بيت العائلة؟
أهل زوجي في بيتي! من يطيق هذا؟!