جزاكم الله خيرا على جهودكم، وجعلها في ميزان حسناتكم.. هناك من يقول أنا لدي مشكلة مع ابني أو أخي أو أختي.. إلخ، لقد قرأت الكثير عن هذه المواضيع وحلولها، ولكن لم أجد ما يحل مشكلتي، فأنا لدي مشكلة مع ابن عمي، فهو في الثانية عشر أي مقبل على مرحلة جديدة وهي البلوغ، ولكن للأسف لا يوجد عنده من يفهمه أو يتحاور معه، فهو كبير إخوته، وأبوه مريض نفسيا لا يتكلم إلا قليلا أي وجوده كعدمه، وليس لديه عم إلا أبي الله يهديه، وأكتفي بالدعاء له، وليس لديه خال، وأمه بسيطة التفكير لا تهمها هذه الأشياء وتكتفي بقول: "يتربون مثل ما تربينا".
والمشكلة أنني لاحظت في الآونة الأخيرة عليه سلوك غريب -واعذروني لما سأقول- حيث لاحظت أنه كثيرا ما يدخل يده في سرواله، والأعظم أنه لا يكترث بوجودنا، أي أمامنا يفعل ذلك، فأسأل نفسي هل أنا فقط من رآه، فصرت أدقق في تصرفاته فلم تعجبني؛ لأنها توحي بأنه يمارس العادة السرية، وأخاف أن يرتكب ما هو أعظم. فأولا: هل يدل هذا على بلوغه، لأننا لا نتحجب منه -وأنا ملتزمة والحمد لله- وكيف نعرف؟
وكيف لي أن أتعامل معه، علما بأنني أقرب إنسانة إليه، فلقد كنت المقربة له منذ ولادته رغم صغر سني آنذاك، فلو كان أخي حقيقة لكانت المشكلة محلولة، كيف أقول له إن ما تفعله خطأ؟ وإنه سيدخل عالم البلوغ وسيتغير، وكيف أعلمه الاستئذان والاغتسال..؟ لأنه لا يوجد غيري يكلمه.
وكيف أبعده عني من الآن قبل أن يدخل عالم المراهقة، مع متابعة أحواله عن قرب، فنحن لم نرزق بأخ وأعتبره بمثابة أخ لي، وأنا خائفة عليه بأن ينحرف مثل شباب عائلتنا هداهم الله، أنا أريد الطريقة لأنني ولله الحمد لدي الأسلوب في الكلام والإقناع.
اعذروني على الإطالة، ولكن أتمنى أن تقدروا معاناتي والتي لا يحس بها إلا الله،
وجزاكم الله خيرا.
14/07/2023
رد المستشار
لا تشكل العادة السرية خللا نفسيا أو وظيفيا عند الأطفال (الذكور والإناث) الذين تتراوح أعمارهم بين 1-5 سنوات لكن ذلك قد يسبب القلق والتوتر لدى الآباء وتستدعي طلب المشورة بشأنها كما الحال مع حالة ابن عمك. فالطفل هنا يقوم بفرك أعضائه أو لمسها لإشباع فضوله وشعوره بالراحة فالأمر هنا ليس الإثارة أو الشهوة الجنسية كما هو الحال عند الكبار.. أي أنها لا تشكل خطرا إلا إذا كان الطفل يمارس العادة السريّة بشكل علني وفاضح أمام الآخرين بعد تجاوزه ست سنوات.
وعادةً ما تتحول ملامسة أو مداعبة وفرك الأعضاء التناسلية عند الطفل إلى "سريَّة" بين السنة الخامسة والسادسة، تزامناً مع ميل الطفل إلى الاستحمام وحده وخجله من تبديل ملابسه أمام الآخرين.. ما أريد التأكيد عليه أن الطفل لا يربط هذه العادة السرية بالممارسات الجنسية حتى يصل إلى سن البلوغ. وقد يتأخر هذا السلوك أكثر، ويرتبط نوعية ومدى ممارسة الطفل للعادة السرية بطريقة تعامل الأهل من جهة، وطبيعة استقرار الظروف المحيطة التي يعيش بها الطفل من جهة أخرى.
وعندما تبدأ فترة البلوغ وما يصاحبها من تغيرات في جسم الطفل من أبرزها زيادة الهرمونات الجنسية، وزيادة الوعي والفضول حول الجسد، والتوتر الجنسي بحيث تصبح ممارسة العادة السرية أو الاستمناء جزء طبيعي من مرحلة المراهقة.
حاول:
• تجاهل الأمر، فعندما تتجاهل الأمر قد يتوقف من تلقاء نفسه عن ممارسة تلك العادة وينساها.
• شتت انتباهه
• لا تسخدم اللوم أو التعنيف خاصة أمام الآخرين
• إذا كنت أمه أو أباه احضنه وطبطب عليه واغمره بالحنان ليشعر بالأمان والراحة
• أسلوب العقاب العنيف يؤثر عليه سلباً ويجعله يمارس العادة في الخفى، لذلك لا داعي للتهديد أو التوبيخ
• إشغال وقته في ممارسة الرياضة والسباحة والأنشطة
• بأسلوب بسيط له يشرح له بمضار هذه العادة وتأثيرها على الصحة
حاول ذلك... أو استشر اختصاصي طب نفساني أطفال.