أخت لنا في العمل تسألني عن صديقة لها متزوجة ولديها أطفال أكبرهم عمره 6 سنوات، المشكلة أن زوجها يعمل محاميا، ويزعم أنه ملتزم ومتدين حيث لا أدري كيف أقنع بعض الناس بأن يصبح خطيبا، فهو يخطب الجمعة في الناس ويعظهم.
المهم أن هذا الرجل سئ جدا جدا في بيته؛ فهو دائم المتابعة للأفلام الخليعة والأغاني الهابطة (الفيديو كليب وما فيه من مناظر فاضحة)؛ بالإضافة إلى ألفاظه البذيئة مع زوجته وأطفاله.. الأخت التي سألتني قالت لي بأن هذه الصديقة نصحت زوجها مرارا وتكرارا لكنه يقول لها مستهزئا: لا ضير، إنها مجرد صور وأفلام لا تضر ولا تؤثر! كما أنني لا أجد مثل هذا الجمال فيك، حتى أن أولاده تأثروا فهم يذهبون إلى أبيهم أحيانا ناصحين له بفطرتهم وطفولتهم ومرددين كلام أمهم بأنه لا يجوز هذا العمل.
كما أن ألفاظه البذيئة في البيت اكتسبها بعض أطفاله ونقلها إلى المدرسة لدرجة أن الأم أصبحت تستحيي من المعلمات عندما يخبرونها بما يتلفظ به أبناؤها؟ الأم منزعجة جدا لأن أهل الحي يصفون زوجها بالشيخ فلان، فهي تعلم حقيقته.. والآن أصبحت تكرهه ولا تطيق أن تعيش معه لأنها لمست فيه الكذب والخداع فهو يكذب على رب الناس فكيف به مع الناس؟! هذه الأم نصحت زوجها تكرارا ومرارا لكنه لا يستجيب ولا يلتفت إليها أصلا.
أختنا في العمل أخبرتني بأن صديقتها الآن في حيرة شديدة.. لا تدري ماذا تفعل.. هل تترك البيت؟ هل تخبر الناس عنه وتفضحه، مع أنها كانت وما زالت تستر على زوجها حتى أمام أبنائه بحيث تبقى صورة أبيهم ناصعة في أذهانهم؟
أرجوكم أفيدونا وأرجو إن أمكن أن تكون الإجابة مستندة على أدلة شرعية أو شواهد من السيرة النبوية أو الصحابة أو التابعين.
وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
14/08/2023
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا وسهلا ومرحبا بكم أستاذ "مؤيد" على موقعكم مجانين.
بعد بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله،
أقول أنني قرأت رسالتك عن السؤال الذي جاء لكم من إحدى الزميلات في العمل، والتي بحسب ما جاءت فيها معاناة لصديقتها مع زوجها، وحيرتها، وما الذي يمكن لها أن تفعله.
في البداية، في مثل هذه الأمور صاحب القضية هو وحده من يستطيع أن يقرر تماما من كل الأوجه ما الذي يمكن يفعله، لأنه يعرف تماما ما الذي ينفعه، وما نفعله هنا هو وضع خطوط عريضة، وتنبيهات للجوانب السلبية والإيجابية للطريقين، وبناء، عليه يقرر صاحب القضية قراره لأنه الأدرى بجوانب نفسيته، والأعلم بالأنفع له.
بالنسبة للمعاناة التي تعيشها أختنا، عليها أن تدرس جوانب الطلاق وجوانب البقاء في هذه الزواج،
فمثلا، من الجانب الإيجابي للانفصال لو أخذته الأخت، سيرفع عنها الضرر النفساني الذي تعيشه، لكن من الجانب السلبي، أنها مثلا قد تتعب لوحدها في تربية أطفالها، اى يجب ألا نغفل الجانب المادي الذي سيقع عليها إن انفصلت، إلى جانب الأطفال، أي إن قررت المرأة الانفصال عليها أن تكون أولا مُؤَمَّنة في هذا الجانب، لديها مثلا عمل، أو أيا كان، هي الأعلم بحالها في هذا الجانب، وهي الأدرى هل أيضا ستسطيع أن تتحمل هذا العبء معنويا ونفسانيا لوحدها أم لا، وهكذا، تضع كل الجوانب السلبية والإيجابية لكل جهة "الانفصال/البقاء"، وترى ما الذي يمكن لها أن تتحمله، وما الذي لا يمكن لها أن تتحمله، وبناء عليه تقرر قرارها، ولا شك ستسعين بالله، وبالصلاة، أن يرزقها الطريق الأنفع الذي يصلح حالها في الدين والدنيا، وأسأل الله لها السداد والتوفيق.
أما بالنسبة لنقطة الفضح وهذا الأمر، بالنسبة لي كرأي شخصي، لا أستحسنه أبدا، وبدل ذلك أدع الأمر لله، والله يتولى عباده، وما يهمني أن أركز على نفسي، وأن أدعو الله لنفسي بالسداد ولا أنشغل بأحد، فقط يمكن أن أقول بعض الأشياء لمحيط معين مثلا أب، أم، أشخاص منوطين بمساعدتي حتى يتفهموني، وأكون حريصة على عدم التشهير، وأقول لمن سيعرف لا أريد للأمر أن ينتشر، وهذا لا شك أمر حسن، والله يجازي.
في النهاية لا يسعني إلا التوجه إلى الله بالدعاء للأخت بأن يصلح الله-جل جلاله-شأنها، ويرزقها الأصوب، ويكتب لها الأنفع، ولنا أجمعين، وفي انتظار المزيد من المشاركات.
دمتم سالمين.