السلام عليكم ورحمة الله،
أنا أحد زوار صفحتكم الدائمين، وسبق لي أن أرسلت من قبل، أما هذه المرة فموضوعي مختلف تماما عن السابق جملة وتفصيلا. لدي مشكلة تثير عندي بعض القلق كل فترة وأخرى، وأود أن أجد لديكم الإجابة علّني أستفيد من مشورتكم في مستقبل حياتي ولكم الشكر مقدما، وجزاكم الله عنا كل خير.
مشكلتي قصيرة، ولكنها متكررة، وربما يعاني منها الكثيرون في بلدي.
إنني مقبل على الزواج خلال بضعة أيام، وكما تعلمون فإن عادة ختان الإناث منتشرة هنا لدرجة كبيرة وبصورة فظيعة حتى إن 75% من الفتيات عندنا تختن على الطريقة الفرعونية، وهي كما تعلمون -باختصار- إزالة كل الأعضاء البارزة (الشفرين والبظر) بالكامل وخياطة المنطقة إلا جزءا يسيرا يسمح بمرور دم الحيض.
خلاصة الموضوع هو أن خطيبتي تخاف من أن تكون هذه العملية التي أجريت لها سببا في بعدنا عن بعضنا في المستقبل، فهي تخاف من أن تتألم ليلة الزفاف، وقد أحسست أنها قد سمعت الكثير من القصص عن ذلك، وأنا أحاول أن أطمئنها بكل ما أستطيع، وقد خففت عنها إلى حد ما، والحمد لله، ولكنني أشعر من وقت لآخر في الحديث معها أنها ما زال الخوف يقعد لها كل مرصد.
أسئلتي هي:
1- هل يمكن أن تعاني الفتاة التي تعرضت لعملية الختان الفرعوني السابق ذكرها، إلى آلام فوق المعتادة.
2- وهل يمكن أن تكره العلاقة الزوجية بسبب ذلك، علما بأن كلا منا قد أكمل دراسته الجامعية، ونحب بعضنا لدرجة تفوق الوصف، بل وتتمنى مني كل شيء بما فيه تلك العلاقة، إلا أنها تخاف من أن تكون مؤلمة لدرجة لا تطيقها، مع أنها تريد أن تسعدني بكل ما هو ممكن.
3- ما أنسب الأوضاع لهذه الحالة بحيث لا تتألم محبوبتي في ليلة عمرها، علما بأن أسئلتي مكررة، وقد وردت في موقعكم، ولكن لم أجد إلى هذه اللحظة سؤالا واحدا يتحدث بصورة متخصصة عن مثل حالتي هذه، فأنتم تتحدثون في مشكلاتكم عن البظر ومداعبته بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ولكن أجد أن موقعكم يفتقر إلى الحلول والثقافة العامة لمثل هذه الحالة، بل لا أخفي القول عليكم بأنني أشعر أحيانا من خلال ردودكم أن من أجريت لها هذه العملية تكون كأن بها عاهة مستديمة، أو لنقل على الأقل: إنها لن تستمتع مدى الحياة، إنني أحب خطيبتي، فأنا أريدها إنسانة أولا قبل كل شيء، ولا أدري ماذا أفعل في هذا الوضع الذي لا ناقة لنا فيه ولا جمل!
أرجو منكم الرد على هذه المشكلة ووفقكم الله، وآمل أن يكون الرد على أسئلتي بشيء من التفصيل فالكل يعرف مخاطر الختان الفرعوني، وأرجو عدم الإسهاب في تعديد مخاطره؛ لأني إن رزقت من البنات مستقبلا فلن أفعل بهن هذه الجريمة النكراء إن شاء الله.
آمل منك الرد يا دكتور فالزفاف على الأبواب، وأرجو منك أن تعذرني على الإطالة وكأن "مفيش حد غيري في بالك"، وأنت أدرى بحال الشباب هذه الأيام، إما ثقافة غربية منحلة، أو خيالات الفتوة الزائفة "وكأن الواحد داخل حرب".
20/7/2023
رد المستشار
أولا: أود أن أشكر القارئ الشاب على هذه الأسئلة القيمة التي تفتح الباب لشرح ما هو غائب عن علم البعض من أسس علمية لمسألة ختان الإناث.
ثانيًا: أنواع الختان تندرج ما بين خفض واستئصال البظر إلى الختان الفرعوني المذكور في هذه الرسالة وهو استئصال لجميع البظر والأشفار الصغيرة، وأحيانًا تصغير لفتحة المهبل، وهذه عادة حبشية قديمة قدم الدهر، ويقال إنها فرعونية الأصل، بل إن بعض المصادر تقول إنها تأتينا من قبل العصر الفرعوني من القبائل الهمجية التي كانت تسكن قلب وجنوب أفريقيا، وأرجو ألا يفهم من كلامي أنها عاهة مستديمة كما قال القارئ العزيز ولا حل لها، أو أنها تسبب الآلام الشديدة فوق العادة في الجماع، أو أنها تسبب عدم الاستمتاع تمامًا فهذه كلها تهم باطلة ألصقت بالختان لشكوى السيدات المختونات منها.
ولكني أريد توضيح أن السيدات لسن كاذبات في هذا الشأن، ولكن ليس السبب هو الختان البتة، وقد يكون السبب هو الجهل الجنسي من جانب الرجل أو المرأة أو كليهما، فبعض الرجال يجهل مسار الدورة الجنسية الذكرية والأنثوية، كما يجهل دور المداعبة قبل الجماع في إثارة المرأة وتفعيل دورها وتجهيزها لدورها الجنسي، كما يجهل أيضًا أن العلاقة إنما تكون أكثر نجاحًا لو أوصلها إلى مرحلة الشبق قبله، وأن ذلك إنما يساهم في علو إحساس الإثارة الجنسية عندها وتطويل مرحلة الانتصاب عنده، مما يزيد من إحساس الاستمتاع والشهوة.
ثالثًا: ما هي عيوب ختان الإناث؟ وكيف أنها ليست عاهة مستديمة، ولكنها مرفوضة؟ إن الختان كما سبق أن أوضحت هو استئصال عضو البظر مع أو بدون الأشفار الصغرى في مهبل المرأة، وهذه الأنسجة هي الأنسجة المنتصبة في جسد المرأة المسؤولة عن استجابتها الجنسية الملموسة والتي تساوي الأنسجة المنتصبة المتمثلة في الجزء العلو من العضو الذكري التناسلي (القضيب) والتي تحفظ له قوامه الصلب لمنحه القدرة على الولوج إلى فرج المرأة.
ويبرز هنا سؤال آخر ألا وهو: ما يفيد الأنسجة المنتصبة في جسد المرأة في حين أنها الطرف السلبي في العلاقة ولا تحتاج إلى إدخال أعضائها في أي مكان؟
الإفادة مزدوجة، أحدها للمرأة نفسها إذ إن إحساس الانتصاب (وهو امتلاء هذه الأنسجة بالدماء المتدفقة من الجسم إلى الفرج) هذا الإحساس يسبب الانتشاء والشعور بالإثارة الجنسية عند المرأة مما يزيد من تفاعلها مع الرجل في العلاقة الجنسية، إذن ما الحل فيمن فقدن هذه الأعضاء؟
- أقول لهذه الفئة إن الله رحيم بالعباد، وإن هناك قاعدة يعرفها الزملاء الأطباء وهي أن الجسم البشري حباه الله بالكثير من الأجهزة التعويضية وإنه خلق لنفس الوظيفة الكثير من الأعضاء حتى تتم الوظائف البشرية على أتم ما يكون من الكمال فسبحان الخالق العظيم.
عودة إلى المرأة المختونة نقول لها: إن البظر والأشفار الصغرى تحتوي على التكتلات العصبية الخاصة بالإثارة الجنسية جنبا إلى جنب مع النسيج المنتصب الذي يعوض الله عنه المرأة التي فقدته بتدفق الدماء في الأعضاء التناسلية الداخلية والحشوية مما يجعلها تشعر بنفس الإحساس للإثارة الجنسية، أما الأعضاء الخارجية، فرغم أنها فقدت فإن النهايات العصبية المسؤولة عن ذات الإحساس موجودة في قاعدة المنطقة المستأصلة المتواجدة حاليا مماسة للبدن في منطقة ما حول المهبل، وتحتاج لأداء رقيق من المداعبة اليدوية في هذه المنطقة ومن المستحسن استخدام أحد المستحضرات الطبية الـ"الجيل" أو "الفازلين" لاتقاء الألم الناتج عن احتكاك جلد الأصابع بالجلد الرقيق الغشائي لهذه المنطقة.
ومن هنا يتضح لنا أن الطرق المباشرة وغير المباشرة التي تعرضت لها يا صديقنا في رسالتك هي ذاتها التي يجب عليك اتباعها، ولكن بدلا من مداعبة البظر فلتداعب مكان قاعدة؛ إذ إن نفس النهايات العصبية موجودة فيها.
- تحضرني الآن أن أخبرك أن أثناء ممارستي العملية للطب الجنسي جاءتني الكثير من السيدات بنفس الشكوى وهي عدم الاستمتاع بحجة الختان، ولكن بعد حضور بعض الجلسات وتنفيذ بعض التعليمات، اختفت مشكلة عدم الاستمتاع بمساعدة ومساندة أزواجهن.
رابعًا: يبقى أن أجيب على سؤالك المتعلق بالألم أثناء الجماع: هذا لا علاقة له بالختان، بل السبب وراء الألم في مرات الجماع الأولى في استهلاك الحياة الزوجية هو الانفراج الشديد لجلد العجان ليتم توسيع فتحة المهبل من حجمها الأول في العذارى الذي يقاس بحوالي 5 مم إلى حوالي 5 سم وهو قطر القضيب المنتصب، فمن الطبيعي أن يكون الأمر مؤلمًا قليلا، ولكن ليس بالدرجة التي تتصورها الفتيات، ولكنه ألم محتمل تماما، خاصة إذا تمت المداعبة الجنسية قبل الجماع بشكل صحيح، ففي تلك الحالة يغلب إحساس الاستمتاع والرغبة عند المرأة على إحساس الألم، بالإضافة إلى بعض الاحتياطات التي أنصح بها العروس ليلة زفافها حسب شخصية كل عروس ومعلوماتها عن العلاقة الجنسية.
خامسًا: إجابة على سؤالك الأخير وهو الوضع الذي تنصح به المناسب لظروف عروسك، أقول لك يا صديقي إن عروسك فتاة طبيعية تماما، وما يسري على الأخريات يسري عليها، أما الوضع الأنسب للمرات الأولى للجماع فهو ما يسمى بوضع المهمة Missionary Position وهو الوضع الأكثر توافقا بين الأعضاء التناسلية للرجل والمرأة، وهو الوضع الذي يعرفه كل الناس وهو الوضع الأشهر الذي يظن الكثير أنه لا وضع غيره إذ إنه الأقل إيلامًا والأكثر نجاحًا في مواءمة أعضاء الزوجة للوظيفة الجديدة المنوط بها عملها إلى أن يزول الألم تمامًا ويتم توسيع فتحة المهبل تدريجيًا بما لا يسبب ألما بعد أبدا. وحينذاك نبدأ في نصح الأزواج في تغيير الأوضاع واللجوء لأوضاع أخرى منعًا للملل وطلبا للمتعة الحلال.
وفقك الله وسدد خطاك، وأتم لك زواجك على خير.. بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
واقرأ على مجانين:
الختان والشهوة الجنسية
ضحية الختان الفرعوني
زوجتي والختان الفرعوني
صعيدية أفلتت من الختان
ختان البظر أم العقل؟ خارطة نظرة شمولية